رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كاتبة بريطانية: تصويت ثانٍ على "بريكسيت" يلوح بقوة في الأفق

31-1-2018 | 07:57


رصدت الكاتبة البريطانية راشيل سيلفستر، ما أشار إليه استطلاع للرأي أُجري مؤخرا وأظهر أن نسبة 58 بالمائة من الناخبين البريطانيين يفضلون التصويت مرة أخرى على الخروج من الاتحاد الأوروبي حال التعرف على شروط اتفاق هذا الخروج مقارنة بنسبة 42 بالمائة ضد هذا التصويت.


وعلقّت سيلفستر، في مقال لها بصحيفة التايمز، فقالت " إن ما لم يكن يبدو محلاً للنقاش سياسيا ذات يوم، بات الآن من الممكن نقاشه؛ وإذا لم يكن هنالك أحد يرغب في إعادة إجراء استفتاء على الخروج بعد نتيجة 2016 الحاسمة، فإن ثمة زخمًا وإنْ كان بطيئا إلا أنه واثق الخُطى وراء فكرة إعطاء الشعب البريطاني فرصة لإبداء رأيه في صفقة رئيسة الوزراء الخاصة بالخروج".


ونوهت سيلفستر إلى أن معسكر الساسة الداعمين لإجراء تصويت شعبي آخر في هذا الصدد لا يضم فقط توني بلير و نِك كليج وإنما يزاحمهما في ذات المعسكر نبلاءٌ آخرون أمثال آرون بانكس والسير جون ميجور واللورد أدونيس واللورد هاين وزير شئون أيرلندا الشمالية (سابقا) وواللورد نيوبي زعيم الديمقراطيين الأحرار في مجلس اللوردات.

 
ونبهت الكاتبة إلى أن تعديلاً رسميا، يتطلب استفتاء جديدا، من المحتمل طرْحه لاحقا كمشروع قانون كان البرلمان قد تعهّد بالتصويت عليه بجديه.


وعلى الرغم من أن البعض في معسكر الخروج سيصوّر ذلك على أنه محاولةٌ للانقلاب على إرادة الشعب، بحسب سيلفستر، فإن اللورد أدونيس من حزب العمال يرى أن ذلك ليس إلا أن السياسيين يعيدون زمام الأمور إلى الناخبين، قائلا: "هذا هو الاستفتاء الأول على شروط اتفاق الخروج الذي أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وعما إذا كان الشعب يوافق عليها أم لا .. هو ليس إعادة لاستفتاء 2016 عندما تم تقديم موضوع الخروج إليهم على أنه شيء جميل".


ولفتت الكاتبة إلى أنه وحتى الآن يُعتبر (الديمقراطيين الأحرار) هو الحزب السياسي الوحيد المؤيد لإجراء استفتاء آخر، غير أن الكثيرين من أعضاء البرلمان في حزب العمال يرغبون في نفس الشي، فضلا عن تلميح الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيقولا ستورجيون إلى أن الحزب القومي الاسكتلندي قد يدعم إجراء تصويت ثانٍ في هذا الشأن.
وقالت سيلفستر، إنه وعلى الرغم من أن جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال، قد أوضح مؤخرا موقفه الرافض لإجراء تصويت ثانٍ، قائلا إن "السفينة قد أقلعت"، إلا بعض العماليين المؤيدين للبقاء في أوروبا يظنون أن زعيمهم (كوربين) قد يعدل عن رأيه إذا ما تراءى له أن ذلك يصب في مصلحته السياسية - وهكذا، فإن كوربين الذي طالما تباهي بتمسكه بمبادئه على مدى عقود، قد بات الآن أقرب إلى المساومة في سبيل السُلطة.

 
وأشارت الكاتبة - في هذا الصدد - إلي أن المعارضة البريطانية كثيرا ما غيّرت مواقفها تجاه أوروبا، ومن ثمّ فإن تغيّرا جديدا من جانب هذه المعارضة لن يكون مفاجئًا ، وتابعت قائلة " على أية حال فإن بعض أعضاء البرلمان المحافظين يعتقدون أنه ستكون هنالك أغلبية في مجلس العموم لصالح استفتاء (ثانٍ)، حتى من غير احتساب زعماء حزب العمال، إذا كانت شروط اتفاق الخروج غير مرضية بما يكفي".


ووصفت سيلفستر ، الوضع السياسي في بريطانيا، بالـمحموم، مرجحة أن تغيّر الانتخابات المحلية في مايو المقبل ميزان القوة في كلا الحزبين الرئيسيين؛ وإذا ما أدى المحافظون أداءً سيئا كما هو متوقع في لندن، فإن ذلك سيقوّض سلطة تيريزا ماي ويدعم في المقابل موقف العمال المؤيدين للبقاء في أوروبا لأن النجاح سيكون ملتصقا بوضوح بـ صادق خان، عمدة لندن الذي دعا إلى بقاء بريطانيا في السوق الموحدة وفتح الأفق أمام استفتاء ثانٍ.


وأكدت الكاتبة أن الشعب البريطاني لم تكن لديه حقائق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي عندما صوّت عليه،ولم يكن لديه آنذاك سوى إحصائيات متضاربة تنذر بانهيار اقتصادي وما إلى ذلك؛ ولكن إذا ما امتلك هذا الشعب التفاصيل حول مستقبل علاقته مع الاتحاد الأوروبي فينبغي له عندئذ أن يملك حق اتخاذ القرار في هذا الأمر.