لاقى مقترح رؤساء حكومات الولايات الشرقية في ألمانيا بشأن إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا أصداء متضاربة بين الأوساط السياسية في البلاد، حيث رفضت الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل، هذا المطلب، بينما أيده حزب "اليسار".

وكان رئيس حكومة ولاية سكسونيا-أنهالت، راينر هازلهوف، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، اقترح أمس الاول الإثنين عقب اجتماع مع نظرائه من الولايات الشرقية إلغاء العقوبات التي تم فرضها على روسيا في إطار النزاع الأوكراني، مشيراً في ذلك إلى أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا أثبتت عدم جدواها.

من جانبها، قالت رئيسة حكومة ولاية ميكلنبورج-فوربومرن، مانويلا شفيزيج، المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي: "نحن نؤيد بوضوح إلغاء العقوبات المتبادلة".

وفي المقابل، قال خبير شؤون السياسة الخارجية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، يورجن هارت، في تصريحات لصحيفة "ميتل دويتشه تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء: "يتعين إنهاء التدخل الروسي في شرق أوكرانيا أولاً، وبعد ذلك يمكن إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد روسيا".

وعلى الجانب الآخر، قال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار"، ديتمار بارتش في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتوج" الصادرة اليوم: "من يعتقد بجدية أنه بالإمكان تركيع روسيا بالعقوبات، فإنه لم يفهم شيئاً على الإطلاق"، مؤكداً دعمه لمقترح وزراء حكومات الولايات الشرقية المنتمين لكافة الأحزاب ابتداء من التحالف المسيحي وصولاً إلى اليسار.

وفي المقابل، عارض المقترح خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر، جيم أوزدمير، حيث قال في تصريحات لصحيفة "برلينر تسايتونج": "إذا قمنا الآن بزعزعة معايير العقوبات ضد روسيا، فإننا سنبعث برسالة خاطئة تماماً إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأشقائه الدوليين في الفكر، لا ينبغي غض الطرف ببساطة عن الانتهاكات الفادحة بحق القانون الدولي فقط لأن بعض حكومات الولايات تريد ملء دفاتر طلبيات الشركات المحلية".