في ذكرى ميلاد المطربة سعاد محمد.. لماذا أطلق شقيقها الرصاص عليها وهي تغني في المسرح؟
تحل
اليوم ذكرى ميلاد الفنانة والمطربة القديرة سعاد محمد، صاحبة الصوت الذهبي، التي
تعد في المرتبة الثانية بعد أم كلثوم، وقد أسعدت أعمالها الغنائية أفئدة محبي الطرب
الأصيل في عصرها وحتى الآن، وفي ذكراها نعود إلى خزائن الذكريات لنطرح لمحبي فن
سعاد محمد ما سجلته الأيام عن لسانها وزوجها الصحفي والشاعر الغنائي محمد علي
فتوح.
ولدت
سعاد محمد في 2 فبراير 1926، وعند بزوغ موهبتها في الغناء اهتم بها واكتشفها محمد
علي فتوح رئيس تحرير مجلة "كل شيء" اللبنانية وهو أديب وشاعر وله قرابة
الألف أغنية، ووقف بكل ما يملك من رصيد المعارف والأصدقاء والشهرة، بجانب موهبة
سعاد محمد التي آمن فتوح بأنها ستصبح من نجوم الطرب.
رفضت عائلة سعاد محمد، ومعظمهم من رجال الدين، أن تمتهن ابنتهم الشابة الفن والغناء،
فهي بذلك تجرح وقار العائلة، ولكن رغبتها الجامحة في إظهار موهبتها جعلها تغني على
مسارح بيروت بمساعدة محمد على فتوح، وعندما علم أحد أشقائها المعارضين لعملها، هجم
عليها ذات ليلة وهي تغني على أحد المسارح اللبنانية وأطلق عليها الرصاص لقتلها.
استطاعت سعاد محمد أن تهرب من الباب الخلفي للمسرح ولجأت إلى مكتشفها وأستاذها
محمد على فتوح الذي أواها في بيته وأعلن حمايته لها ووقف أمام أسرتها يدافع عنها..
وهكذا استطاع فتوح أن يهب الحياة لشباب سعاد
محمد وصوتها، فامتلك الرجل قلبها وأصبح الفارس الذي يحميها من كل المخاوف.
جاءت فرصة لسعاد محمد للذهاب إلى سوريا في رحلة فنية، لكن الأسرة رفضت خروجها من
لبنان، وقد قاربت على بلوغ عامها العشرين، فما كان من الفارس إلا أن يتزوجها تحت
وابل من رصاص العائلة الرافضة كي يخلصها من سطوتهم التي تحد من حريتها، لكن الزواج
أصبح صوريا بسبب تعنت شقيقها الأكبر الذي يعلم أن زواج فتوح بها كان لإنقاذ سعاد
من سيطرة الأسرة.
استطاع محمد على فتوح أن يتم زواجه من سعاد محمد عندما سافر شقيقها بعيداً، وعند
عودته بدأ تدبير المؤامرات لشقيقته وزوجها، وقد نال بعض الرصاصات من شقيقها ما دعاه
أن يهاجر هو وسعاد محمد من لبنان في رحلة عربية دامت قرابة خمس سنوات، تاركاً
زوجته الأولى وأولاده بلبنان واستقر في القاهرة محققاً ثروة لا بأس بها لسعاد محمد،
وقد أنجبا ستة أولاد.
حاول محمد على فتوح أن يقرب بين سعاد محمد وأسرتها، فاتصل بشقيقها الأكبر وطلب منه
الإقامة في القاهرة لفترة، فإن راقت له الحياة استطاع أن ينقل الأسرة كلها من
لبنان إلى القاهرة، ولكن ما كاد الشقيق يصل إلى القاهرة ويقيم مع شقيقته وزوجها
إلا وتغيرت أحوال سعاد محمد مع زوجها وأصبحت لا تطيقه وبدأت تصرخ في وجهه طالبة
منه الطلاق.
طلب فتوح من بعض الأصدقاء التدخل لإقناع سعاد بالعدول عن طلبها ومنهم صباح وزوجها
أحمد فراج وفايزة أحمد وبعض الصحفيين، ونصحه فراج أن يبتعد عنها شهرا كي تهدأ
وتراجع نفسها، لكنها لم تتغير فوافق فتوح على الطلاق بعد أن يئس من تغيرها
وانقيادها لتعليمات شقيقها، شريطة أن يظل الأولاد الستة تحت رعايته.
بناء على رغبتها ألقى عليها فتوح يمين الطلاق يوم الأربعاء 19 أبريل 1961 أمام اثنين
من الشهود بعد زواج دام عشر سنوات، حاول زميلنا المرحوم حسين عثمان محرر الكواكب
أن يستخلص دوافع وأسباب الطلاق من سعاد محمد، فقالت إن الحياة استحالت بينها وبين
فتوح، وإن الطلاق من الأحداث الحرجة في حياة الإنسان، ولم تفصح عن أي تفاصيل، فقط
تمنت حياة سعيدة لفتوح وأنهما رغم انفصالهما سيظلان أصدقاء.