يبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدًا الأحد، زيارة رسمية تستغرق
ثلاثة أيام إلى سلطنة عمان، هي الأولى له للسلطنة، يجري خلالها مباحثات مع السلطان قابوس
بن سعيد، وكبار المسؤولين في السلطنة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه من المقرر أن تشهد زيارة الرئيس إلى العاصمة العمانية مسقط جلسة مباحثات بين الجانبين، لتناول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، كما تتناول
المباحثات التشاور بشأن آخر مستجدات الأوضاع على صعيد القضايا العريية والإقليمية والدولية
ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح راضي أن الزيارة تأتي في ظل حرص الرئيس على دفع وتدعيم العلاقات
الأخوية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والعماني، وتعزيز التشاور والتنسيق
المستمرين بين البلدين بشأن مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، بما يصب في صالح الشعبين
الشقيقين والأمة العربية بأسرها.
وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن علاقات سياسية قوية تجمع بين مصر وسلطنة عمان، وأن هناك
تشاورا وتنسيقا مستمرا بين البلدين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، ويقدر المسؤولون
العمانيون على كل المستويات الدور الذي تلعبه مصر في حل الصراعات والنزاعات في المنطقة
من أجل شعوب المنطقة.
وأشار راضي إلى تأكيد ديوان البلاط السلطاني بسلطنة عمان، في بيان رسمي، أنّ زيارة الرئيس السيسي لمسقط تأتي امتدادا للعلاقات الأخوية الراسخة
بين السلطنة ومصر الشقيقة ، وتعزيزا لمسيرة التعاون المثمر، وحرصا من قيادتي البلدين
على دعم المصالح المشتركة بين الجانبين في مختلف المجالات، لافتًا إلى إشادة لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب بالعلاقات
المصرية العُمانية التي تنم عن خالص المحبة بين الزعيمين عبد الفتاح السيسي والسلطان
قابوس بن سعيد، والتي ترجمت إلى خطوات عملية من نمو في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية
في مصر.
وثمنت اللجنة، في بيان قبل نحو عام، قرار السلطان قابوس بتوجيه
حكومته بتسهيل العقبات التي تواجه العمالة المصرية في السلطنة، وأمر السلطان بدراسة
المشروعات المعروضة من الجانب المصري لإنشائها بمصر ورصده 250 مليون دولار للاستثمارات
في مصر، معربة عن شكرها للسلطان قابوس بن سعيد لمواقفه النبيلة تجاه مصر وشعبها منذ
عام 1970 حتى اليوم.
وهنأت اللجنة السلطان قابوس بحصوله على جائزة الإنسان العربي
الدولية لعام 2016 تقديرا لجهوده العظيمة وإسهاماته النبيلة في مجال حماية ودعم وتعزيز
حقوق الإنسان محليا ودوليا وعربيا، مشيرة إلى دور عُمان واتباعها السياسة الهادئة والعقلانية
والمحايدة للوساطة في حل القضايا العربية، مطالبة بضرورة تكثيف التعاون والتبادل التجاري
بين البلدين.
وفِي 17 مايو من العام الماضي انعقدت في القاهرة أعمال اللقاءات
الثنائية بين الشركات العمانية والمصرية بهدف تعزيز التبادل التجاري بين البلدين وضم
اللقاء 25 شركة مصدرة من كبرى الشركات التجارية بالسلطنة و95 شركة مصرية مستوردة من
كبرى الشركات الحكومية والخاصة.
وتمثل العلاقات المصرية- العمانية محور ارتكاز مهمًّا على الساحة
السياسية العربية، حيث يسعى البلدان دائما لسياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض،
كما تدعو إلي إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، ولكن مع تحفظ مهم أساسه عدم التخلي
عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة، لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف
تقديم أقصي دعم ممكن لنضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة.
وتعكس العلاقات المصرية- العمانية قدرا غير مسبوق من التفاهم
والتنسيق السياسي المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم
اقتصارها على جانب واحد.
وتحضيرا لزيارة الرئيس السيسي قام وزير الخارجية سامح شكرى،
بزيارة إلى سلطنة عمان في نوفمبر الماضي، استقبله خلالها نظيره العماني، يوسف بن علوي
بن عبد الله، وعقدت مباحثات بين الطرفين، وناقش الطرفان سبل التعاون بين البلدين والقضايا
ذات الاهتمام المشترك، ونقل شكري رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطان قابوس.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، تشير الإحصاءات إلى أن صادرات
مصر إلى عمان بلغت 23 مليون جنيه بنهاية عام 2016، أما واردات مصر فكانت نحو 8 ملايين
جنيه.
وفي 24 فبراير 2017، وقعت مصر وعمان 3 اتفاقيات للتعاون الثنائي
بين وزارتَي القوى العاملة في البلدين، في ختام اجتماعات الدورة الـ13 من أعمال اللجنة
المصرية العمانية المشتركة، التي عقدت بالقاهرة برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري،
ووزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي.
وشهد الوزيران في الجلسة الختامية توقيع 3 اتفاقيات للتعاون
الثنائي في مجالات الشباب والرياضة والطلائع، والتدريب العمالي بين وزارتي القوى العاملة،
كما تم التوقيع على محضر اجتماع أعمال الدورة الحالية للجنة المشتركة.
وعلى المستوى الثقافي، تمتلك مصر ثقلا ثقافيا وإعلاميا ملموسا
في سلطنة عمان.. ويلعب الأزهر دورا رياديا في القطاع الديني بسلطنة عُمان فهناك بروتوكول
موقع بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية العُمانية ويلتقي ممثلوها في
إطار اللجنة المشتركة.
وتحظى المشاركة المصرية في مهرجان مسقط السينمائي الدولي
بترحيب كبير، وشهدت نسخة 2016 تكريم نخبة من نجوم وكواكب مصر في السلطنة، هم: سمير
صبري وبوسي وكريم عبد العزيز، بالإضافة إلى تكريم اسم الفنان الراحل نور الشريف من مصر.
كما وقعت مصر وسلطنة عمان في 15 مايو 2014 مذكرة تفاهم للتعاون
الإعلامي بين حكومة السلطنة وتمثلها وزارة الإعلام العمانية، والحكومة المصرية، وتمثلها
الهيئة العامة للاستعلامات.
وتعد مذكرة التفاهم تفعيلا للاتفاق الثقافي المبرم في عام
1974 وبروتوكول التعاون الإعلامي الموقع في سنة 1983، وتتضمن المذكرة توثيق
أواصر
التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات للارتقاء بمهارات الكوادر البشرية والاتفاق على تطوير
التعاون عبر عدة قنوات اتصال في مقدمتها:
القيام بتبادل منتظم للأنباء والأخبار المصورة
عن الأحداث الجارية في البلدين وإعطائها الأفضلية في وسائل النشر والإعلام المقروءة
والمسموعة
والمرئية وكذلك المواقع الالكترونية إضافة إلى تبادل الدراسات والمعلومات.
يذكر أن آخر زيارة مصرية على المستوى الرئاسي إلى السلطنة
جاءت قبل نحو تسع سنوات في 18 و19 مارس 2009، حيث زار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك
مسقط، على رأس وفد كبير، وشهدت الزيارة مباحثات قمة رسمية بين مبارك وقابوس.
وفي ختام زيارته لمسقط يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى
أبو ظبي في زيارة لدولة الإمارات يجري خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
ولي عهد أبو ظبي.