نظم ألمان ولاجئون عرب،
يحملون لافتات مؤيدة للمهاجرين، ومناهضة للفاشية، مسيرة في مدينة كوتبوس الألمانية
اليوم السبت، وأدانوا ما قالوا إنها محاولات من جماعات يمينية متطرفة لتأجيج
التوتر في المدينة الواقعة في شرق البلاد بعد أن قام مراهقون سوريون بهجومين
بسكين.
ووفقا لوكالة
"رويترز"، قال أحمد البرقوني صاحب الـ28 عاما وهو طالب سوري يشارك في
المسيرة مع نحو 1500 شخص آخر "نريد أن نوقف تلك الكراهية بين الألمان
واللاجئين العرب".
وأضاف "يقترف بعض
الأشخاص الأخطاء لكن لا يجب أن يدفع الجميع ثمنها" في إشارة للهجومين.
وعززت الشرطة الإجراءات
الأمنية في المدينة التي يقطنها نحو مائة ألف نسمة التي حقق فيها حزب البديل من
أجل ألمانيا اليميني المناهض للهجرة نتائج جيدة في انتخابات جرت العام الماضي إذ
احتل المركز الأول متغلبا على المحافظين بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل
مستثمرا غضب الناخبين من قرارها في 2015 استقبال أكثر من مليون لاجئ.
ونظم سكان وأعضاء في
جماعات يمينية متطرفة يحملون لافتات مناهضة للإسلام مسيرة مضادة في المدينة بعد
بضع ساعات احتجاجا على ما وصفوه بارتفاع معدلات الجريمة بسبب المهاجرين.
وهتف المشاركون، الذين
بلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف، بشعارات تطالب ميركل بالتنحي وتتهم الصحافة بالكذب.
وفي الشهر الماضي أصاب
مراهقان سوريان مراهقا ألمانيا في السادسة عشرة من عمره بسكين فيما هدد ثلاثة
مراهقين سوريين أعمارهم تقل عن 17 عاما اثنين من الألمان بسكين خارج مركز للتسوق
في كوتبوس.
وتسبب الهجومان في
احتجاجات أسبوعية تقريبا من سكان معارضين لاستقبال مدينتهم لمزيد من طالبي اللجوء،
وأوقف وزير داخلية ولاية براندنبورج التي تقع فيها المدينة إرسال لاجئين لها الشهر
الماضي.
وقالت ليا بانك، وهي
طالبة ألمانية شاركت في المسيرة الأولى "نحن هنا لنتخذ موقفا واضحا ضد حملة
الكراهية اليمينية"، وأضافت أن الهجومين لا يبرران مطالب بعض السكان بطرد كل
اللاجئين من المدينة.
وقال هانس كريستوف برند
زعيم حركة "تسوكونفت هايمات" أو الوطن المستقبلي، وهي جماعة تشمل حركات
أخرى ونظمت احتجاجات مناهضة للمهاجرين، إن أنصاره يحتجون على سياسات الهجرة التي
تنتهجها الحكومة وليس على المهاجرين.
وقال "وسائل الإعلام
تسيء تقديمنا. نحتج على قرار استقبال الجميع. ليس هناك عدد كافٍ من أفراد الشرطة
ولا المدرسين ولا أماكن كافية في الحضانات، نطالب بتنحي ميركل".
واعتقلت الشرطة يوم
الأربعاء ستة أعضاء من الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف الذي أصدرت
المحكمة الدستورية في العام الماضي حكما يقول إن الحزب يشابه الحزب النازي لأدولف
هتلر، وكان الحزب يوزع منشورات وغازا مسيلا للدموع على سكان المدينة.
وتجتذب الجامعة التقنية
في المدينة مئات الطلبة الأجانب كل عام وأدى تدفق الأجانب واللاجئين إليها إلى وقف
تراجع عدد سكانها إلى ما دون المائة ألف بعد أن كان يقطنها 145 ألفا قبل توحيد
شطري ألمانيا في 1990.