كل عام والجميع بخير وسلامة بعد أن انتهت بحمد الله الإجازة التى تمتع بها الجميع حكومة وشعباً تجسيداً للمقولة الخالدة شعب واحد وقائمة واحدة فى مركب واحد اسمه الإجازة.
الإجازة هذه المرة كان لها طعم مختلف “بالتأكيد غير طعم اللحمة” التى من كثرت أعاجيبها هذا الموسم خاصة الارتفاع الجنونى فى سعرها، ففكرت أن أسجل براءة اختراع فيس بوكية باسمى «ملاحظة عابرة» لا أعرف لماذا لا يخصص الفيس بوك جائزة براءة اختراع “للأفكار” لعلى أفوز بها. “انتهت الملاحظة”.
المهم براءة اختراعى الأولى هى أن أرسل الكلمة الفصحى للفظ “شير” الشهير على الفيس بوك لجميع أشكال وأنواع وأصناف اللحمة حتى يتشارك الجميع ليس فى الأكل طبعاً وإنما فى التمتع بجمال مشهد اللحمة توجد صينية الفتة وبجوارها أصابع الكفتة المشوية والريش البتلو، كما تأتى تماماً فى برامج الطهى بكل القنوات والتى للحقيقة أشكرها من صميم قلبى وفؤادى فى أنها كانت التسلية الوحيدة “ بدون إضافات وضرائب” للمصريين بعد أن اختفت فى ظروف غير غامضة برامج التوك شو مع اختفاء الحكومة أيضا يا إما بدواعى السفر إلى الحج أو بدواعى السفر المنزلى وهكذا اترحمنا من الجميع فى نفس واحد!
فحكومتنا فى آخر مشهد عهدته لها نقلته وكالات الأنباء حيث كانت تصلى العيد وتكبر تكبيراً مع الرئيس السيسى وفور أن علمت أنه مسافر فى رحلة عمل وأكرر رحلة عمل إلى الأمم المتحدة يرفع اسم مصر حتى اتخذت الحكومة هى الأخرى رحلة فى الاتجاه المعاكس وهو قرار بإجازة للجميع حكومة وشعباً.
وللحقيقة عندما أخذت أفكر فى هذا القرار وجدت أن له من الأسباب الوجيهة فأولاً الشوارع ستصبح خالية تماماً من المواكب الوزارية والكمائن المرورية فى المناطق المعروفة سلفاً منذ سنوات وبذلك سينخفض تأثير الاحتقان الزائد عن الحد من تأثير السحابة السوداء التى بدأت قبل الإجازة فقررت الحكومة أن تبدأ فى محاربتها بنفسها فتعطى لنفسها إجازة لتخفيف الأحمال والانبعاثات.
كما يضاف إلى الأسباب الوجيهة سبب آخر مهم ألا وهو أنه سوف يساعد على توفير النفقات والبدلات التى تصرف فى أيام الإجازات مثل الحكاية الشهيرة لبدلات سندوتشات مكتب وزير التعليم فى أيام الإجازات وبذلك سوف تساعد الحكومة نفسها لخفض العجز فى ميزان المدفوعات الذى يميل دائماً ضد الشعب والحكومة فى نفس واحد ألسنا شعباً واحداً فى قائمة واحدة!
كما يجب ألا ننسى أن القرار “غير الجمهورى” بالإجازة الحكومية هو فرصة ثمينة للسادة الوزراء للتفكير فى أنفسهم وأحوالهم الشخصية بعيداً عن صراع الوزارة والعمل ومقالب الشعب ومفاجآته المستمرة.
فيمكن مثلا تتأمل وزارة التعليم فى أحوالها فتقرر إلغاء التعليم من أساسه على فرضية أن الكل فى مركب واحدة وقائمة واحدة لاتجيد القراءة أو الكتابة.
ولذلك جاء العيد وجاءت الشوارع الخالية من أى مظاهر لوجود المحافظين أو الدولة ليستمتع العالم بمصر بدون المواطنين الشرفاء!.
فمثلا حفلات للتحرش الجماعى فى أشهر كبارى القاهرة من قصر النيل إلى كوبرى عباس هل سمع أحد عن مسئول واحد كان موجوداً، هل لاسمح الله وجدنا دوريات مرورية متحركة وهذه اختراع آخر غير الكمائن الثابتة التى يعرفها القاصى والدانى بحيث يشعر المواطن بالأمن والمرور، ولم يكن هناك أى مرور أو ديلوا، فقد شاهدت أكثر من حادثة موت على طريق مصر - الإسماعيلية والدائرى وغيرهما.
ولكن الأهم من كل ذلك كان تصريح وزير النقل الجديد وشعاره يا نموت سويا يا نعيش سوياً!!.
وهذا الشعار أو الفكرة ألهمتنى إلى براءة الاختراع الثانية وهى اقتراح بإرسال الشعب المصرى ولاسيما من هم فى سن العمل والزواج ويمكن أيضاً بعض من الأشقاء اللاجئين العرب من بلاد كثيرة، كنا ندرس خرائطها فى الماضى إلى بعثة الحج الرسمية وغير الرسمية ولأننا كعرب ومسلمين حفظنا الله محظوظون بالضرورة بعد أن غاب الحظ عن الأهلى تماماً وانتقل إلى الزمالك.
فسوف نحتكر أماكن الحج والشعائر به ولأننا شعب ذو رسالة خالدة فسوف يفعل كل واحد ما يراه صحيحاً خاصة فى قضية رمى الجمرات وضرب الشيطان.
فتدافع على بعضنا البعض سواء بأيدينا أو بأرجلنا أو من خلال الآخرين أيهم أفضل فيموت منا عدد كبير للغاية فى فعل إنسانى يندر أن يتكرر مثيله فى أى عوالم الآن وبذلك سوف نكسب جميعاً حكومة وشعباً لأن الموت أثناء الحج “مبروك ومكتوب لنا” وثانياً أنه سوف يخفف تعداد الشعب المصرى تحديداً ليتواءم مع خطة التطوير لمصر عام ٢٠٣٠ والتى وضعتها الحكومة وقد يمتد الأمر للشعوب العربية سابقة الذكر فى كتب التاريخ وحتى لا تقتل في بلاد الغرب الكافر.
وثالثاً وهذا هو الأهم أننا سوف نحصل على التأييد اللازم بل على التعويضات أيضا وهى ستساهم بلا شك فى إصلاح حال ميزان المدفوعات والعجز فى الموازنة إلى آخره خاصة بعد تآكل أعداد المصريين طبقاً للخطة الحكومية حتى عام ٢٠٣٠.
وبالتالى تكون الإجازة الإجبارية خيراً حكومياً وشعبياً بل ودولياً وكل عام والإجازة بخير.
أعادنا جميعا منها بسلام حكومة وشعباً.
كتبت : إيمان رسلان