أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أن الأفكار الكارهة الإقصائية هي التي تولد العنف، لرفضها تشارك الحياة مع من يختلف معها.

ودعا العيسى إلى احترام الآخرين وتفهم سنة الخالق، عز وجل، في الاختلاف والتنوع والتعددية، والعمل على تعزيز قيم السلام ونشر ثقافة التواصل الحضاري وثقافة تبادل المحبة والاحترام الإنساني والأخلاقي وثقافة الإيمان بالتنوع وثقافة التسامح والتعايش.

جاء ذلك في كلمة العيسي في مؤتمر "معالجة العنف الممارس باسم الدين"، المقام بالعاصمة الإيطالية روما، بحضور عدد من القيادات الدينية والسياسية والفكرية من مختلف دول العالم، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، اليوم السبت.

وقال العيسي إن "العالم اليوم يشكو من تواصل العنف باسم الدين، ومن ضعف الحضور لعددٍ من القيادات الدينية والفكرية ذات العلاقة والتأثير، وهي التي يعوَّل عليها كثير في معالجة الانحرافات الفكرية التي تتخذ من الدين مظلة لها، فتُقصي وتَكره وتقاتل كلَّ مخالف لأفكارها، دون أن تُقيم أي اعتبار أو وزن للآخرين، والله تعالى يقول: "لا إكراه في الدين"، "ولقد كرمنا بني آدم".

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن رابطة العالم الإسلامي متيقنة من أن مسؤولية العنف الممارس باسم الدين لا يتحملها المختطَفُون فكريا وحدهم، بل تتحملها أيضا المؤسسات الدينية المقصرة في مواجهة التطرف، كما تتحملها كذلك مناهج التعليم التي يتعين عليها أن تُركز على مهارات التواصل الحضاري بين الشعوب.

وأشار العيسى إلى أن حلقات العنف باسم الدين ما لم تتم مواجهتُها بالقوة الأكثر قدرةً على هزيمتها، وهي الفاعليات الدينية والفكرية، فإنها ستنمو في عقول المستهدفين للاستقطاب، كما تنمو الطفيليات وتتكاثر وتنتشر عدواها، وغالب هذا العنف قام على أيديولوجية كارهة إقصائية، لا تريد لأحد أن يشاركها الحياة إلا إذا كان يؤمن بعقيدتها وأفكارها.

وشدد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي على أنه ليس هناك دين في أصله متطرف، كما أنه في ذات الوقت لا يخلو دين من الأديان من أتباع له متطرفين.

وحول المسألة الاجتماعية، ذكر العيسي أن العديد من الأحزاب الدينية ذات الأهداف والمطامع السياسية تحمل أفكاراً متطرفة نتج من بعض أتباعها تحريض وعنف وفوبيا ضد الآخرين.. وقال :" إن العنف باسم الدين لم يتمدد مطلقاً إلا في منطقة الفراغ من مواجهته أو التساهل معه تحت أية ذريعة، فالأفكار المتطرفة تقود أحيانا للعنف، والعنف ربما قاد للإرهاب في حلقات متواصلة تطول أو تقصر، من زمن لآخر، ولا يكفي في هذا الأمر مجردُ الشجب والاستنكار، وإعلانِ البراءة من التطرف أو العنف أو حتى الإرهاب".

وأشار العيسي إلى أن مواجهة التطرف الديني في العالم اليوم تختلف جذريا عن الأمس، فهو يتمدد اليوم عبر عالم افتراضي استطاع من خلاله تجاوز الحدود بدون تأشيرات دخول، كما فتح فروعا له في عموم دول العالم، متسائلاً عن حجم التأثير بين كلمة متحدث أو واعظ أمام عشرات الحضور، وبين تغريدة تُنشر كل لحظة عبر مئات الحسابات عبر شبكات التواصل الاجتماعي.