القائد هو الشخص الذى يمكنك أن تتبعه إلى مكان لم تكن لتجرؤ أن تذهب إليه وحدك - جويل باركر
مصر تتحدث فى الأمم المتحدة٬ وللمرة الخامسة يقف فيها رئيس من مصر ليلقى بخطاب أمام العالم٬ الزعيم جمال عبدالناصر تصدر قائمة التشريفات وأذهل العالم بحضوره وخطابه عام ٦٠ عن الحرية والاستقلال
فيما أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى ما فعله ناصر بعد ٥٥ عاما متحدثا هذه المرة عن رفضه للإرهاب والتأكيد على استقرار بلاده.
وقف عبدالناصر عام ١٩٦٠ يلقى كلمة مصر التى وُصفت حينها بـ"التاريخية"، فى حضور ١٣ دولة إفريقية فقط، خطبة واضحة وصريحة "نحن مع السلام وضد الحرب، مع العدل وضد الظلم، مع التنمية لإنقاذ الفقراء". انتقد ناصر فى كلمته المجتمع الدولى لتجاهله المواثيق الخاصة بحقوق الفلسطينيين، وتحدث عن القضية الفلسطينية باستماتة فاستحوذت على معظم خطبته، ودافع عن حق الفلسطينيين فى أراضيهم ولعل هناك تشابه بين ناصر والسيسى فى توقيت عقد الجمعية وإلقاء كلمتهما، فى اختلاف أمريكا مع السياسة المصرية لكل منهما ومعادتها له.
السيسى ذهب الى نيويورك وفى ذهنه مقعد مصر غير الدائم بمجلس الأمن وعقد الرئيس لقاءات ثنائية وحشد لهذا الغرض وبذل جهدا مضنيا لنيل مصر المقعد.
خطة الرئيس لم تتوقف عند هذا الحد بل ذهب الرئيس إلى نيويورك ويضع نصب عينيه هدفا كبيرا جدا وهو تغيير ميثاق الأمم المتحدة لتكون فاعلة فى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وفى صالح الدول الفقيرة والضعيفة فى مختلف انحاء العالم.
مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الاجتماع الذى دعا إليه رئيس الصين شى جين بينج عدداً محدوداً من رؤساء الدول والحكومات، ليس فقط لبحث سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب، وشارك فيه سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون لم يكن من فراغ بل مدروس لتقود مصر والصين وهما أصحاب التاريخ والحضارة، القدر شاء أن يقول كلمته، فالرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج سيقودان حملة قوية لتغيير ميثاق الأمم المتحدة حتى تصبح فاعلة فى المناطق التى وصفها الزعيم جمال عبد الناصر فى خطابه من على نفس المنصة بأنه لاتوجد فيه تطبيق لمواثيق الأمم المتحدة وكان يقصد الشرق الأوسط.
زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى الأمم المتحدة، كانت ناجحة جدًا، وبالأخص المقابلات التى تمت على هامش الزيارة مع قادة العالم وزعماء الدول وكبار المستثمرين من شتى أنحاء العالم وخطاب الرئيس أمام الأمم المتحدة، يؤكد مدى وضوح الرؤية لدى الرئيس فى المستقبل.
الرئيس العام الماضى قطع على نفسه وعدين الاول كان يخص إنهاء مشروع قناة السويس الجديدة وهذا تم بالفعل، الثانى وهو إتمام الانتخابات البرلمانية وهو ما يتحقق حاليا على الأرض وأن مصر تمضى قدماً على طريق التحول الديمقراطى حيث تم إنجاز استحقاقين رئيسيين من استحقاقات خارطة المستقبل، وهما الدستور والانتخابات الرئاسية، وسيتم إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الشهرين المقبلين ليكتمل بذلك البناء المؤسسى والتشريعى للدولة المصرية.
السيسى لديه من الذكاء ما يجعله يدرك أن رأسماله الأساسى وثروته الحقيقية هو عشق الملايين له وبدونه يتساوى الجميع.
كتب : خالد ناجح