أكد الرئيس الفرنسي
إيمانويل ماكرون على ضرورة وضع جزيرة كوريسكا "في الحضن الجمهوري" ما بدا
رفضا لاحد المطالب الرئيسية للقوميين المتمثل في الاعتراف بخصوصية هذه الجزيرة المتوسطية
الفرنسية وإدراج ذلك في الدستور.
جاء ذلك خلال تصريحات
لماكرون أثناء زيارته لجزيرة كورسيكا.
و استخدم ماكرون
لهجة صارمة في اليوم الأول من زيارته لجزيرة كورسيكا مستبعدا العفو عن مساجين وهو ما
يشكل احد المطالب الكبرى للقوميين في كورسيكا .
وشدد ماكرون خلال
تكريم المحافظ كلود ارينياك، بعد عشرين عاما بالضبط على اغتياله في اجاكسيو برصاص أحد
المطالبين بالاستقلال عن فرنسا، أن هذه "الجريمة لا يمكن تبريرها ولا يمكن الدفاع
عنها ولا يمكن تفسيرها" مؤكدا أن العدالة ستأخذ مجراها "دون مجاملة أو نسيان
أو عفو".
وأضاف انه من خلال
تدشين ساحة كلود ارينياك في مكان اغتياله "نؤكد وحدتنا التي لا تنفصم في الجمهورية"
التي عليها أن "تهيئ لكورسيكا مستقبلا في مستوى طموحاتها بدون التهاون مع المطالب
التي تخرجها من الحضن الجمهوري".
ومن المقرر أن
يجتمع ماكرون مساء اليوم مع القياديين القوميين في الجزيرة رئيس المجلس التنفيذي جيل
سيميوني، ورئيس البرلمان الإقليمي جان جي تالاموني قبل خطاب مرتقب جدا بعد ظهر الأربعاء.
و كان ماكرون وصل
إلى كورسيكا برفقة دومينيك ارينياك، أرملة المحافظ التي عادت إلى اجاكسيو مع ولديها
للمرة الأولى منذ 6 فبراير 1998.
يشار إلى أن القادة
الكورسيكيون لا يطالبون باستقلال الجزيرة بل الاعتراف بخصوصيتها وإدراج ذلك في الدستور
الفرنسي. ومثل كاليدونيا الجديدة والمارتينيك، يطالبون أيضا بمنح الجزيرة وضعا ضريبيا
واجتماعيا خاصا والاعتراف بلغتها كلغة رسمية أخرى ونقل السجناء الكورسيكيين إلى مسافة
أقرب.
يذكر أن القوميين
في كورسيكا حققوا فوزاً كبيراً في الدورة الأولى بانتخابات المجلس الإقليمي للجزيرة
العام الماضي، وشجع ذلك قوميي كورسيكا على مطالبة الحكومة الفرنسية بالتفاوض حول وضع
الجزيرة.
و كانت كورسيكا
الجزيرة البالغ عدد سكانها نحو 330 الف نسمة، لعقود مسرحا لأعمال عنف تمثلت بأكثر من
4500 هجوم أدى معظمها إلى أضرار مادية وتبنت الجزء الأكبر منها جبهة التحرير الوطني
لكورسيكا وسلمت هذه المجموعة السلاح في 2014.