(المشاركة.. قضية وطن)
آن الأوان أن يعرف المواطن أى مواطن فى مصر قيمة المشاركة السياسية فى الانتخابات "أى انتخابات" والمشاركة فى الانتخابات تعنى تحديد المصير لمن يختاره الناخب الذي يحدد هدفه من المرشح الذى يختاره والهدف يختلف من ناخب لآخر.
ولأن انتخابات الرئاسة على الأبواب علينا أن نعلى قيمة المشاركة السياسية لأى من سنختار، إعلاء قيمة المشاركة لابد أن يكون نابعاً من ثقافتنا بأهمية الانتخابات ومن ضمائرنا عندما نتحدث أو نسمع أو نعقل تاريخ وقيمة ووزن كل مرشح وقبل أن نحكم على اختيارنا لابد أن نلجأ للعارفين لقضايا الوطن وهمومه بحياد تام ولا نسمع إلى مفاهيم العصبية والأجندات التى تأخذ مسارات ضد بناء الدولة والتشكيك فى كل الإنجازات التى تبني مصر من جديد ولا نسمع لمن يريد هز أركان الدولة المصرية من خلال مخططات هدم واضحة لجموع المصريين.
نعلم أن المشاركة أنواع منها المشاركة السياسية وأخرى مجتمعية وثالثة اقتصادية ورابعة المشاركة الشعبية.
والمشاركة السياسية التى نقصدها ثلاثة أنواع أولها المشاركة الإيجابية وهى التى تتفق على مبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية، والثانية هى المشاركة التي تتجه نحو النظام السياسى السائد فى المجتمع، وثالثها هى المشاركة السلبية وهى التي يكون فيها الشخص عازفاً أو بعيداً عن المشاركة السياسية فى الانتخابات ، وتقوم هذه المشاركات على تفاعلات ثلاثة هى الفهم والاهتمام والمشاركة الفعلية التى تهدف إلى تحريك القواعد الشعبية على الأرض أو ما نسميه نحن بالاستدعاء الشعبى لحسم قضية كقضية الانتخابات الرئاسية المقبلة وهذا يعنى التعبير عن الرأى والتأثير العلنى الحر المباشر فى اتخاذ القرارات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أو خلال اختيار ممثلين لهم.
المشاركة السياسية فى الانتخابات لابد أن تنتفض لها القيادات الطبيعية والمثقفون والذين لديهم رؤية حول ما يجرى في البلاد بطولها وعرضها ويشرحون لكتل الأغلبية التصويتية التى تحتاج إلى صحوة ويبثون لهم روح المشاركة ونفض التراب على كسلهم والحث على استعدادهم للذهاب إلى الصناديق لتحديد مصير قضية وطن.
وعلى الأغلبية أن تعلم بأن هذه المشاركة تعكس أكثر من صورة إيجابية سواء فى الداخل أو فى الخارج، الصورة الأولى هى تقزيم القلة المضادة لكى يعرفوا أحجامهم الحقيقية التى تفضح كذبهم.
الثانية أن تحريك وخروج الأغلبية الكاسحة سوف يعكس صورة مصر أمام العالم بأهمية مرشحهم والافتخار بمنجزاته وتاريخه المشرف والإيمان بالاستحقاقات الموجودة على الأرض لتوضيح الصورة المشرفة بأغلبية مصر لمرشحهم الذين يلتفون حوله أمام العالم لكى يكفوا عن إظهار صور أصبحت محروقة أمام الدنيا كلها.
أقصد هنا المشاركة السياسية لكل المرشحين لأنه من المفترض أن كل مرشح لديه إمكانيات الحشد لذا سيكون هو الأولى بالفوز بحكم مصر.
لابد هنا أن يشرح العارفون بمجريات الدولة للأغلبية الشعبية على الأرض كيفية الرد على حملات التشكيك والتشويه التى يتم توجيهها من فئات ضالة ضد مرشح ينال ثقة أغلبية الناخبين.
ونحن على مشارف من انتخابات الرئاسة لابد أن يكون لدى كل مرشح وسائل الرد على المنافسين وعلى الناخبين للإقناع بماهية برامج كل مرشح وردوده لكى ينال ثقتهم لأنه بالتأكيد يعتمد على رؤيته وعلى ما صنعه من مشروعات على الأرض.
انتخابات مثل انتخابات الرئاسة التى تجرى فى مصر الأيام المقبلة تتطلب ما نسميه بالاستدعاء الشعبى لتحقيق مفهوم المشاركة السياسية من كل الفئات والشرائح لكى يكتمل بنيان الدولة.
وأقول كذلك لابد أن يعرف المشاركون وهم أغلبية الشعب المصرى حكاية هذا الوطن الذى تعرض للاغتصاب وتم إنقاذه وأن يعرف الشعب الفارق بين البنائين والهدامين من خلال هؤلاء المرشحين ومن دعاة المقاطعة وكذلك عليهم أن يفرزوا كلمات الذين يتكلمون بالأجر أو التمويل الخارجى للاستمرار في تعكير صفو الدولة.
وأيضاً لابد أن نعرف أنه عندما تكون المشاركة السياسية ذات نبرة عالية بالتأكيد سوف تقطع دابر مطلقى حملات المقاطعة التى تهدف إلى تخريب مصر.
لابد أن يعرف جموع المصريين الحقيقة الكاملة لكل ما تطلقه حملات الهدم لكى يصبح رفضهم بالواقع على الأرض لكل ما يتكلمون عنه على الأرض لتأكيد عمليات الطرد الشعبى لهم ولكل ما يطلقونه من أكاذيب وتشويه خلال هذه الأيام لابد أن ننتبه إلى منصات إعلامية موجهة مأجورة تعمل ضد استقرار مصر وأمنها فعلى أغلبية المصريين المشاركين فى العملية الانتخابية فلترة كل رسائلهم الإعلامية المسمومة لأننا نسمع هذه الرسائل كمتلقين ولا نعرف الفارق بين رسالة ورسالة، لذلك ينبغى علينا أن نعى ونعرف أنواع الرسائل الإعلامية لكى نجيد عمليات السماع للرسائل الموضوعية الرصينة التى تحمل الحياد والرأى والرأى الآخر ونبتعد عن الرسائل الملونة الصفراء التى يهدفون من ورائها أهدافا تخدم مخططات بعينها لا تصب فى خانة الدولة واستقرارها، لذا أصبح علينا أن نقبل البضاعة الإعلامية السليمة ونرفض البضاعة الإعلامية التالفة، فالمشاركة الشعبية تستدعى معرفة أنواع الرسائل الإعلامية حتى لا يقع العديد من القواعد فريسة لها وعندما تصبح المشاركة قوية فهذا يعبر عن عدم تأثير هذه المنصات.
عندما تكون هناك مشاركة عالية من المصريين فى هذه الانتخابات سوف يحترمك العالم أكثر حتى لو لم تكن هناك منافسة، الأمر الذى ينبغى أن تكون هناك ثقافة لإرسال الرسائل بأكثر من طريقة.
ربما يتساءل أحد بأن عددا كبيرا من الأحزاب يدعم مرشحا بعينه ليس من حزبهم لكنه يستحق النجاح ويرون أنه ليس هناك دافع لمنافسته وهنا لا توجد مشكلة فى أن المعارضة تدعم الرئيس الحالى والمرشح حالياً لما لمسوه من نجاح.
وهناك أسباب أخرى أرى أنها تستدعى المشاركة بقوة أولها أن الجماعة الإرهابية لا تؤيد هذا المرشح، وهنا لابد من المشاركة نكاية في الإخوان وجماعتهم التى تحاربه وتقف ضده.
السبب الثانى الذى ينبغى أن نشارك من أجله هو ما تردده الفرق التى تطلب المقاطعة، رداً على تصديرهم الصورة السلبية التى يريدون تصديرها للخارج الذى يستأجرهم مقابل تمويل مشبوه.
وأسباب أخرى أهمها أن هذا المرشح يتحمل القضاء على الإرهاب الذي يعطل التنمية، التى تحتاجها الأجيال الحالية والقادمة.
الشباب عليهم الدور الأكبر فى المشاركة السياسية لقراءة حاضرهم ومستقبلهم من خلال هذه الانتخابات التى تكشف كل القضايا المصرية بعمق وبعيداً عن السطحية.
الانتخابات الرئاسية هذه المرة يجب أن تأخذ شكل انتفاضة شعبية بمعدلات كاسحة لكى تخرس كل الألسنة مهما كانت الفاتورة التى يتحملها الشعب للوصول إلى المرشح الذى يعيد مصر إلى وضعها الكبير الذى يناسب اسمها.
أتصور أن بوادر المشاركة الإيجابية في الانتخابات القادمة سوف ترفض من يطلقون بيانات المقاطعة بقوة بعد أن أثبتوا سطحيتهم في قراءة أى قضية تستحق المناقشة للأسف يعترضون على القضايا الوطنية الأمر الذى تلفظه المشاركة الشعبية السياسية الكاسحة.
المشاركة لا تقف عند حد الحث على المشاركة فقد نرى أن يكون هناك أسلوب أو آلية لهذه المشاركة تصل إلى حد وضع تنظيمات للتحرك يوم الانتخابات وتسهيل عمليات نقل الناخبين لمقارات لجان الاقتراع . ومراجعة كشوف وبيانات الناخبين لمعرفة من خرج ومن لم يخرج بهدف الذهاب إلى محال إقامتهم وطرق أبوابهم للمساهمة في تحريكهم للتوجه إلى الصناديق لأن المشاركة أصبحت "قضية وطن" لابد من رفعته أمام العالم.