«مصر تتطهر من الإرهاب».. عسكريون: «سيناء 2018» تعيد أجواء حرب أكتوبر.. التجهيز بدأ منذ شهرين والعملية شاملة لاقتلاع جذور العناصر الإرهابية من كل أنحاء مصر
اللواء ناجي شهود: سيناء
2018 تعيد أجواء حرب أكتوبر
خبير عسكري : التجهيز للعملية بدأ منذ شهرين
خبير: سيناء 2018 تخوض حربا شاملة ضد
الإرهاب
بعد مرور شهرين ونصف تقريبا من
تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الأركان، الفريق محمد حجازي، واللواء مجدي عبد
الغفار، وزير الداخلية، باستعادة الأمن في سيناء خلال ثلاثة أشهر، بدأت اليوم قوات إنفاذ القانون عملية «سيناء 2018» للقضاء على الإرهاب في كافة أنحاء مصر، وتعد «سيناء 2018» عملية تطهير شاملة، بدأ التجهيز لها منذ شهرين لجمع المعلومات وإعداد خطة شاملة لكل أفرع القوات
المسلحة والشرطة، حسب خبراء عسكريين.
وبدأت صباح اليوم قوات إنفاذ
القانون، تنفيذ خطة المواجهة الشاملة لمواجهة العناصر الإجرامية والإرهابية في شمال
ووسط سيناء، وبمناطق أخرى في دلتا مصر، والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، إلى جانب
تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية
بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية، وتطهير المناطق التي
يوجد بها العناصر الإرهابية، وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهاب والتطرف
بالتوازي مع مجابهة الجرائم الأخرى، ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلي.
حرب شاملة ضد الإرهاب
العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة
الإرهاب الدولي، قال إن العملية «سيناء 2018» الشاملة
لمكافحة الإرهاب تأتي استمرارا لتكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقضاء على الإرهاب
واستعادة الأمن في 3 أشهر، مضيفا أنه تم التخطيط للعملية خلال الفترة الماضية بقطع
خطوط الإمداد الخارجي والقبض على القيادات والقيام بضربات استباقية إلى أن أصبحت
الظروف مواتية لتطهير سيناء وكل أرض مصر من العناصر الإرهابية.
وأوضح صابر، في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن
مصر تقوم بحرب شاملة ضد الإرهاب بدأت اليوم في تكامل بين كل القوات المسلحة
وأسلحتها الجوية والبحرية والبرية وقوات الشرطة، مضيفا أن اختيار التوقيت كان هاما
في ظل رسائل وظروف خارجية منها القبض على سفينة محملة بالمتفجرات كانت متجهة إلى
ليبيا ونقل فلول تنظيم داعش إلى المنطقة ما عجل بسرعة اتخذا الإجراءات لبسط النفوذ
والسيطرة.
وأضاف صابر أن القوات البحرية ستعمل على غلق كل
الحدود البحرية المصرية أمام المتسللين وضرب أية أهداف مباشرة وتتولى القوات
الجوية تغطية المجال الجوي لأعمال القتال البرية والتمهيد لدخول مختلف القوات
البرية، مؤكدا أن القوات المسلحة تحدد مهمة مباشرة ومهمة تالية في خططها للقضاء
على العناصر الإرهابية.
وأكد أن العناصر الإرهابية بعد 2011 كانت
تتمركز في كل شبه جزيرة سيناء أما بعد ضربات القوات المسلحة المتتالية تراجعت
لتقطن فقط في 1.5% من مساحة شمال سيناء، مضيفا أنه نتيجة انخراطهم داخل الظهير
المدني ألغت القوات المسلحة عدة عمليات لكن عملية التطهير الشاملة اليوم وضعت خطة
للتعامل وحماية المدنيين.
وأشار
خبير مكافحة الإرهاب إلى أن الجانب الغربي أيضا في نطاق العملية ليكمل جهود قوات
حرس الحدود والقوات الجوية التي دمرت نحو 1200سيارة دفع رباعي خلال الفترة الماضية
والتي تقدر حمولة السيارة الواحدة منها بنحو طن من المتفجرات وتكلفتها تصل على مليون
دولار، مؤكدا أن هناك سيطرة شبه محكمة على مساحة 1200 كم وهي الحدود الغربية.
شهران للتجهيز
وقال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي،
إن عملية سيناء 2018 بدأ التخطيط لها منذ شهرين بعد تكليف الرئيس عبد الفتاح
السيسي لرئيس الأركان الفريق محمد فريد حجازي بالقضاء على الإرهاب واستعادة الأمن
في سيناء خلال ثلاثة أشهر، موضحا أن العملية لا تقتصر على سيناء فقط، إنما تشمل
أنحاء أخرى في وادي الدلتا والظهير الصحراوي الغربي.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن الخطة تدرجت على مراحل واليوم هو بدء المرحلة
الأولى منها لتطهير مصر من العناصر الإرهابية، مضيفا أن المهلة التي أعطاها الرئيس
كانت ثلاثة أشهر وكانت الفترة الماضية إلى جانب القيام بعمليات التطهير والضربات
الاستباقية كانت لجمع المعلومات وتجهيز الخطة وإنشاء مناطق وقيادات جديدة للعملية.
وأشار
كاطو إلى أن العناصر الإرهابية جزء منها هرب خارج سيناء للاختباء بين المدنيين
لذلك أشار بيان المتحدث العسكري إلى دور المواطنين في هذه العملية، موضحا أن كل
مواطن عليه أن يشارك فيها بالإبلاغ عن أية ظاهرة أو شخص غريب في محيطه وأن يقف
الشعب خلف القوات المسلحة والشرطة.
وأضاف أن
المعركة هي معركة الأسلحة المشتركة تبدأ بالقوات الجوية كمرحلة تمهيدية أو
افتتاحية وبعد تنفيذ الهدف تبدأ المراحل التالية بمشاركة القوات البرية والمشاة،
مؤكدا أن كل هذا التخطيط بناءا على مسح كامل وتحديد للمناطق المتمركز بها العناصر
الإرهابية في الصعيد والصحراء الغربية ووسط وشمال سيناء.
أجواء حرب أكتوبر
فيما قال اللواء ناجي شهود،
المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن العملية التي بدأتها قوات إنفاذ القانون اليوم
للقضاء على الإرهاب جاءت بعد مرور 80% من المهلة الزمنية التي حددها الرئيس عبد
الفتاح السيسي لاستعادة الأمن، موضحا أنه مر نحو 70 يوما منذ تكليف الرئيس وآن الأوان
أن تصبح مصر خالية من الإرهاب.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم" أن
بيان القوات المسلحة الأول اليوم لإعلان بدء عملية سيناء 2018 يعيد لنا أجواء حرب
6 أكتوبر 1973 بالبيان الصادر في الثانية من ظهر هذا اليوم لإعلان بدء عبور قناة
السويس قبل 45 عاما، مضيفا أن البيان الأول سيتبعه بيانات أخرى لتوضيح المستجدات
للشعب المصري.
وأكد شهود أن البيان تحدث عن
الشمول في الأرض أولا فتشمل العمليات نطاق الجهات الثلاث الشرقية والغربية
والجنوبية والظهير الصحراوي وكل أرض مصر، مضيفا أن الشمول أيضا كان في القوات
المنفذة للعملية فمشاركة كل أجهزة القوات المسلحة البحرية لمنع أية محاولة للهرب
عن طريق البحر وكذلك الجوية ومشاركة قوات الداخلية أيضا.
وأوضح أن العملية مستمرة حتى إتمام
تنفيذ أوامر القائد العام للقوات المسلحة الرئيس السيسي، مضيفا أن دور الشعب المصري
ومؤسسات الدولة في هذه العملية هام، وكذلك مشاركة المدارس والجامعات في توضيح ما
تقوم به القوات المسلحة فضلا عن دور المساجد والكنائس والإعلام لتوعية المواطنين
بحرب مصر ضد الإرهاب.