سلطت استقالة ديفيد سورنسن، كاتب خطابات البيت الأبيض أمس الجمعة
-على خلفية ادعاءات تتعلق بالاعتداء على زوجته السابقة - الضوء من جديد على
الاتهامات من هذا النوع، التي تطال مسئولين كبارا في إدارة الرئيس الأمريكي،
دونالد ترامب.
وتلك الاتهامات التي تخطت سوء المعاملة ووصلت في بعض الأحيان إلى
الاعتداء على النساء، لم تقتصر على مسئولين بالإدارة الأمريكية، ولكنها طالت ترامب
نفسه، حيث تسببت في استقالات، و"سوء سمعة " أحاطت بعدد من الشخصيات
القريبة المسئولة من ترامب، كما طالت تلك السمعة الرئيس الأمريكي نفسه.
فقد اتُهم ترامب بسوء السلوك الجنسي مع سبع عشرة امرأة على الأقل،
وبالأمس استقال سورنسن، على خلفية ادعاءات تتعلق بالاعتداء على زوجته السابقة.
وذكرت صحيفة "واشطن بوست" مؤخرا، أن زوجة سورنسن السابقة -
لم تذكر اسمها - اتهمته بأنه كان عنيفا معها "بدنيا وعاطفيا" خلال فترة
زواجهما.
كما استقال أيضا روب بورتر الأربعاء الماضي من منصبه سكرتيرًا لموظفي
البيت الأبيض، على خلفية اتهامات مماثلة بممارسة "العنف الأسري".
واستقال بورتر -بعد أيام من تقارير صحفية- أفادت بأنه مارس العنف مع
زوجتين سابقتين له "دون ذكرهما".
واتهمت الزوجة السابقة لستيفن بانون -الرئيس التنفيذي لحملة ترامب
الانتخابية- بشدّها بعنف من رقبتها أثناء مشاجرة معها عام 1996.
وقالت إنه انتزع منها هاتفها "بالقوة" عندما حاولت الاتصال
بالشرطة، حسب تقرير أمني نشرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وعمل بانون رئيسا تنفيذيا لحملة ترامب الانتخابية عام 2016، كما تولى
منصب مستشاره للشئون الاستراتيجية حتى أغسطس 2017.
وطالت تلك الاتهامات التي تتعلق بالعنف ضد المرأة ليواندوفسكي مدير
حملة ترامب الانتخابية السابق.
ففي مارس 2017 اتهمته ميشيل فيلدز -الصحفية لدى موقع
"بريتبارت" الإخباري الأمريكي- بشدها بقوة بعيدا عن ترامب أثناء أحد
التجمعات الانتخابية.
وفي ديسمبر 2017، قالت المغنية سينجر جوي فيلا، إنها قدمت شكوى
اعتداء جنسي ضده، وأوضحت، حسب وسائل إعلام أمريكية، أنه ضربها مرتين "على
الأرداف خلال تجمع بواشنطن في نوفمبر من العام ذاته".
وينفي معظم المسئولين الأمريكيين المتهمين بالعنف ضد النساء،
الاتهامات المنسوبة إليهم.
وتأتي تلك الاتهامات في وقت شهدت فيه إدارة ترامب، عددا كبيرا من
الاستقالات خلال عامها الأول ، وتعد هذه الاستقالات الأكثر مقارنة بإدارات البيت الأبيض
المتعاقبة، بحسب تقرير صدر عن معهد بروكنجز "مؤسسة فكرية مقرها واشنطن"،
وتناقلته وسائل إعلام محلية مؤخرا.
وأوضح التقرير أن نسبة 34 % من كبار المسئولين، استقالوا من مناصبهم
في إدارة ترامب منذ تشكيلها قبل نحو عام، لأسباب مختلفة، من بينها سوء معاملة
النساء.