رصد أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة بوسطن الأمريكية، أندرو جيه باسيفيتش، تقييم الرئيس ترامب مؤخرًا للحملات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر، بأنها "خطأ فادح كبّد البلاد 7 تريليونات دولار.. لكن هذه هي الحال".
وعلّق باسيفيتش، في صحيفة (بوسطن جلوب)، قائلا: إن رقم 7 تريليونات مجرّد تخمين، وأن أحدا لا يدري على وجه الدقة تكلفة نفقات تلك الحملات العسكرية الصغرى منها والكبرى، لكنها على كل حال تخطت تريليونات، وستزيد هذه التكلفة طالما استمرت تلك الحملات.
واعتبر الباحث أن وصْف ترامب بنفسه للتلك الحروب بالـ "خطأ" إنما يمثل لحظة صِدق نادرة في أحاديث واشنطن هذه الأيام.
ونبّه باسيفيتش إلى أنه ورغم رؤية القائد الأعلى الحالي (ترامب) لذلك الخطأ (الحروب) وتبعاته، إلا أن ثمة شكوكًا في أن يشاركه في هذا الرأي الجنرالاتُ الذين يتقلدون مناصب رفيعة في إدارته؛ ومن غير المرجح كذلك أن تشاركه فيه مؤسسةُ الأمن القومي.
وبهذا تبدو الصورة، بحسب الباحث، أن الفرد الممارس للسلطة العليا (ترامب) يرى كامل المؤسسة مخطئة. ورأى باسيفيتش أن تقييم الرئيس الأمريكي لحروب بلاده الراهنة بأنها "خطأ" هو أمر يستحق الانتباه الواسع.
وقال: "إنه وإذا كان النقاد قد دأبوا على وصْم كل ما يقوله ترامب بالزيف أو الغرابة، إلا إنه في هذا الموقف قد نطق حقيقة أصيلة ذات أهمية بالغة" ،، لكن، من سوء الحظ، بحسب باسيفيتش، أن المقطع الأخير من حديث ترامب الذي يقول فيه: ".. لكن هذه هي الحال"، قد لفّ تلك الحقيقة بشيء من الغموض؛ فباتت تحتمل تفسيرين: الأول، تفسير "قدَريّ (متعلق بالقدَر)" أي أننا في مأزق لا مهرب منه؛ والثاني "براجماتي" أي: ها هي حقائق ولا يمكننا أن نتجاهلها.
ونبه الباحث إلى أن الأمريكيين طالما اعتادوا على إظهار نَبْذ التفكير القدَري؛ وأنهم في المقابل يحبون الظهور بمظهر البراجماتيين القادرين على الفعل والتصدي للمشاكل حال وجودها؛ وبالتأكيد هذا الاتجاه شائع فيما بين المدراء التنفيذيين لمؤسسات الأعمال عندما يجابهون مؤسسة تعاني فشلا - وهو مضمار يتمتع فيه ترامب بخبرة واسعة.
ورصد باسيفيتش اتجاها سائدا ينتقد إدارة ترامب ويصمها بعدم الملائمة والعار؛ ورأى الباحث أن العار الحقيقي سيحدث إذا لم ينظر الشعب الأمريكي ونوابه المنتخبون في واشنطن إلى شهادة ترامب بشأن الحروب الأخيرة بعين الجدية والاحترام التي تستحقها تلك الشهادة.
واختتم الباحث قائلا لـترامب: "شكرا، سيادة الرئيس، على صراحتك، التي تكفي وحدها في هذا المضمار لكي نكون مدينين لك".