حذر مرصد الأزهر من أن مسلحي "تنظيم" داعش بدأوا، بعد سقوط معاقلهم في الشام (العراق وسوريا)، في الفرار والبحث عن ملاذات آمنة في آسيا وأفريقيا مثل: "أفغانستان، وغرب إفريقيا، وباكستان، وليبيا، وآسيا الوسطى"، مشيرًا إلى أن أفغانستان تمثل مناخًا مناسبًا لتنظيم "داعش"، إذ تتشابه مع العراق وسوريا في تواجد تنوع طائفي، وهو الأمر الذي يُمكن عناصر التنظيم الإرهابي من اللعب على وتر الطائفية، وبالتالي إيجاد تربة خصبة للقيام بعملياتهم الإرهابية والتمركز هناك.
ونقل بيان للأزهر الشريف، عن وكالة أنباء "خاورميانه" الأفغانية، أن أعداد المقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم "داعش" في ازدياد في الوقت الراهن، خاصة في مدينة درزاب بولاية جوزجان شمال أفغانستان، حيث أكد رئيس المدينة باز محمد أن أعداد مسلحي "داعش" الأجانب في المدينة وصل حتى الآن إلى 1250 مسلح تقريبًا؛ مبينًا أن هؤلاء الأجانب يحملون الجنسيات "التركمانية، والشيشانية، والطاجيكية، والأوزبكية، والباكستانية، والجزائرية، والفرنسية"، وأن أكثرهم يتحدثون اللغة العربية، الأمر الذي يشير لاحتمال أن يكونوا من أعضاء التنظيم الفارين من سوريا والعراق.
وأشار البيان إلى أن توجه مسلحو "داعش" إلى إفريقيا؛ يعد أحد الخيارات المرجحة بقوة، وقد تواردت الكثير من الأنباء التي تؤكد عودة بعض الأفارقة الذين كانوا يقاتلون في صفوف "داعش" بسوريا والعراق إلى موطنهم الأصلي.
وفي هذا الصدد، حذّر مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي من إمكانية عودة حوالي 6 آلاف مسلح أفريقي قاتلوا في صفوف "داعش" إلى القارة السمراء؛ داعيًا الدول الأفريقية إلى الاستعداد بقوة للتعامل مع عودتهم، مشيرًا إلى أن هناك تقارير تفيد بوجود 6 آلاف عنصر أفريقي ضمن 30 ألفًا انضموا إلى داعش، وهو الأمر الذي يثير مخاوف من أن يتكرر ما حدث في الجزائر حين عاد مقاتلون من أفغانستان وأنشأوا جماعات مستقلة حصدت أرواح آلاف الأبرياء.
ورأى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن عودة الدواعش إلى أفريقيا - وبالأخص في منطقة الساحل والصحراء - يمثل خطورة بالغة على القارة الأفريقية بشكل خاص، وعلى أمن واستقرار المواطنين بشكل عام؛ الأمر الذي يتطلب بذل جهودٍ كبيرة وتعاون بين دول القارة على المستويين المحلي والعالمي، وتبادل المعلومات الكافية بشأن هؤلاء المسلحين، لمنع تسربهم لشرايين القارة السمراء.
وكشف البيان عن استغلال "داعش" لسقوط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وحالة "غياب الدولة"، والانقسامات التي وصلت إلى حد الاقتتال الداخلي، حيث شرع التنظيم بالفعل في تعزيز تواجده في بعض الأراضي الليبية محاولًا اتخاذها مركزًا له.
وأوضح مرصد الأزهر أن باكستان تندرج ضمن قائمة أهم الدول التي يسعى "داعش" إلى تعزيز تواجده فيها، وقد ذكرت جريدة "تايم ترك" التركية أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الهدف الجديد لمقاتلي داعش القابعين في أفغانستان هو إفساد مشروع الصين، والمعروف بـ "طريق الحرير الجديد" الذي يعد أضخم مشروع تجاري في العالم يربط الصين بتركيا وأوروبا وجمهوريات آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان ودول أخرى.
وفي ذات السياق، حذر كثير من المتخصصين في مكافحة التطرف من أن أحداث العنف غير العادية، وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد مسلمي الروهينجا في إقليم أراكان البورمي، كل ذلك يشكل مناخًا مساعدًا ومهيئ لظهور تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات المتطرفة في ميانمار.