عقد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عبد المنعم البنا، على هامش اجتماعات المؤتمر الإقليمي للفاو بالخرطوم، عددا من اللقاءات والاجتماعات مع عدد من المسؤولين الدوليين، على رأسهم المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، والمدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، ووزيرا الثروة الحيوانية بالسودان وولاية نهر النيل، فضلاً عن نظيره السنغالي.
وأكد وزير الزراعة - حسب بيان للوزارة اليوم الجمعة، خلال اللقاء الذي جمعه والبروفسير إبراهيم الدخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ووزير الثروة الحيوانية السوداني بشارة جمعة آرو، ويس عمر وزير الثروة الحيوانية بولاية نهر النيل - أهمية الدور الذي تقوم به المنظمة العربية في المنطقة للمساهمة في تحقيق التنمية الزراعية الشاملة، فضلا عن مجهوداتها في مصر من أجل دعم صغار المزارعين وتنفيذ مشروعات لزيادة دخل المرأة المعيلة بالريف المصري.
وأشار البنا إلى قوة العلاقات التي تربط بين مصر والسودان على كافة المستويات الشعبية والرسمية، وفي المجالات المختلفة لا سيما في مجال الزراعة والقطاعات التابعة لها بما فيها الثروة الحيوانية، لافتاً إلى حرص القيادة السياسية في مصر على تكثيف وتوطيد هذا التعاون للحفاظ على قوة العلاقة التاريخية التي تربط بينهما.
وبحث البنا خلال اللقاء آليات تنفيذ مشروع مشترك لتنمية الثروة الحيوانية باستغلال الإمكانيات المتاحة لدى مصر والسودان في تربية وتسمين العجول والتوسع في الصناعات القائمة عليها، من إنتاج للألبان، فضلا عن تقليص الفجوة في اللحوم الحمراء، بما يعود بالنفع على الدولتين والشعبين الشقيقين، مع إمكانية مشاركة القطاع الخاص تحت مظلة الحكومتين والمنظمة العربية.
وأكد أهمية أن يشمل التعاون المشترك بين مصر والسودان، مجالات تنمية الثروة الداجنة والسمكية أيضا، وتبادل الخبرات والأبحاث في هذا المجال، لافتا إلى إمكانية زيادة الفرص التدريبية في هذا المجال للأشقاء السودانيين في المركز المصري الدولي للزراعة التابع للوزارة، لاكتساب الخبرات النظرية في هذا المجال، وكذلك تنظيم زيارات ميدانية لاكتساب الخبرة العملية والتنفيذية.
وأوضح وزير الزراعة أن القيادة السياسية والحكومة المصرية، اتخذت خطوات هامة لتنمية قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، حيث أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي مشروع المليون رأس ماشية والذي سيكون له دور هام في تنمية الثروة الحيوانية في مصر، وزيادة المعروض من اللحوم الحمراء وبالتالي تقليص الفجوة منها، لافتا إلى أنه تم أيضاً زيادة فرص الاستثمار الداجني في مصر وتشجيع المستثمرين في هذا المجال لتنمية صناعة الدواجن وتطويرها، وكذلك هناك مشروع قومي عملاق للاستزراع السمكي ببركة غليون.
وخلال لقائه وجوسيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، قال البنا إن هناك تعاونا جادا ومثمرا بين مصر والمنظمة، لتنفيذ عدد من المشروعات المرتبطة بتحقيق الأمن الغذائي، والتنمية الزراعية الشاملة، مشيدا بالدور الذي بذلته المنظمة من أجل إنجاح المنتدى الدولي للاستثمار الزراعي في مصر، والذي عقد في ديسمبر الماضي، إذ يعتبر فرصة هامة وجيدة لتعزيز فرص الاستثمار الزراعي في مصر والترويج له على المستوى الدولي.
من جهته، أثنى دا سيلفا على الإجراءات والخطوات التي اتخذتها مصر مؤخرا من أجل الإصلاح الاقتصادي، موجها الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لحرصه على تحقيق التنمية الشاملة في مصر، وإتاحة المزيد من فرص العمل للشاب من خلال مشروعات قومية كبرى عملاقة، فضلا عن جهوده لدعم المرأة الريفية وتحسين أحوالها.
وبحث الجانبان سبل التعاون خلال الفترة المقبلة في مجالات إدارة المياه وترشيد استخداماتها في الري، وتعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من وحدتي الأرض والمياه، كما أشارا إلى أهمية تضافر الجهود الإقليمية وتطوير نظم الإنذار المبكر لمجابهة دودة الحشد الخريفية.
كما التقى البنا على هامش الاجتماعات نظيره السنغالي، وبحثا سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الزراعي، لافتا إلى أن القيادة السياسية المصرية، حريصة على تكثيف التعاون بين مصر وكافة الدول الأفريقية، بما يساهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة لكافة دول القارة السمراء، وتحقيق الأمن الغذائي لأبنائها.
وأشار وزير الزراعة إلى أن هناك عددا كبيرا من المتدربين من دولة السنغال شاركوا في البرامج التدريبية بالمركز الدولي المصري للزراعة، في مجالات: إنتاج وصحة الحيوان، وإدارة المزارع السمكية، وإدارة الأراضي والمياه، وهي التي يتم تنفيذها في إطار تفعيل اتفاقيات التعاون الدولي بالتنسيق بين وزارة الزراعة ووزارة الخارجية المصرية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وتفقد وزير الزراعة، المعرض الزراعي الذي تمت إقامته على هامش المؤتمر، والذي يشمل معروضات الشركات العامة في مجال تصدير واستيراد الحاصلات والمنتجات الزراعية المختلفة من خضر وفاكهة، مؤكدا أهمية مثل هذه المعارض لإطلاع المهتمين بالقطاع الزراعي على الخبرات الحديثة والمتنوعة لزيادة وتطوير الإنتاجية.