في ذكرى ميلادها.. نجمة إبراهيم كانت تحلم بمنافسة أم كلثوم على عرش الغناء
عنوان
واحد مشوق وجذاب من ضمن العناوين التي رصدها الكاتب الصحفي أشرف غريب في كتابه
"الممثلون اليهود في مصر" عندما تناول سيرة الفنانة نجمة إبراهيم، وفي ذكرى
ميلاد نجمة إبراهيم الشائع كان ولابد أن نواكب الذكرى، وكعادتنا دائماً نستسقي المعلومات
من مصادر موثوقة، لذا كان علينا الرجوع إلى أحدث إصدارات "دار الهلال" لننهل
منه المعلومات الدقيقة.
شخصية
رقيقة وأنيقة:
كانت
لصور نجمة إبراهيم الشخصية والعائلية البعيدة عن مجال الفن مدلول آخر غير ما رأيناه
جميعاً، فقد رصدت الصور شخصية مختلفة تماماً تمتاز برقة غير طبيعية، وأيضاً توحي بأنها
إنسانة خيرة وأنيقة في هيئتها وملابسها.. أما صورتها على الشاشة فكانت مغايرة تماماً
للواقع، ويدل ذلك على قدرة نجمة إبراهيم الفائقة على تقمص الأدوار وخصوصاً أدوار الرعب.
مولد
هواية التمثيل:
تعلقت
نجمة إبراهيم بهواية التمثيل منذ طفولتها، فقد كانت أختها غير الشقيقة سرينا إبراهيم
من رائدات المسرح، وتنقلت بين فرق عزيز عيد وجورج أبيض وعبد الرحمن رشدي ومنيرة المهدية،
وكانت تصحب معها أختها الطفلة الصغيرة نجمة لمشاهدة البروفات وعروض المسرحيات، حتى
أنها وفرت لنجمة الفرصة أن تعتلي المسرح وهي طفلة صغيرة.
المطربة
نجمة إبراهيم:
في فترة
العشرينيات عملت نجمة إبراهيم في عدة فرق مسرحية، منها فرقة الريحاني ويوسف وهبي ومنيرة
المهدية، كممثلة ومغنية في فرق الملحنين، أي الكورس، إذ كانت تمتاز بالصوت الجميل،
مما دعاها للتفكير في الاتجاه للغناء الفردي بتقليد أم كلثوم التي كانت شائعة في ذلك
الوقت.. وكانت البداية الحقيقية لنجمة في عام 1930 عندما التحقت بفرقة فاطمة رشدي وسافرت
ضمن رحلتها الفنية للعراق، لتشارك نجمة بالغناء في مسرحيتي "شهرزاد" و"العشرة
الطيبة" للموسيقار سيد درويش.
إعجاب
يتوج بالزواج:
التقى
الممثل عباس يونس مع نجمة إبراهيم لأول مرة في رحلتهما إلى العراق ضمن فرقة فاطمة رشدي،
وكان يونس كشكولاً فنياً، فقد كان ملحناً ومطرباً ومخرجاً بجانب كتاباته المسرحية والإذاعية
والسينمائية، وراقب يونس نجمة إبراهيم كصوت غنائي واعد منذ تلك الرحلة، مما جعله يؤمن
بها كمغنية ووضع لها العديد من الألحان لبعض مسرحياتها التي غنت فيها، ومنها
"زليخا إمرأة العزيز" ومسرحية "البعث" وأخرج لها برامج غنائية
إذاعية منها برنامج "زبيدة" عن مسرحية العباسة لعزيز أباظة، وتوج ذلك الإعجاب
بزواج عباس يونس من نجمة إبراهيم عام 1944.
بقي
أن نشير إلى أن كتاب الممثلون اليهود في مصر مازالت به الكثير من الأسرار والمفاجآت
عن نجمة إبراهيم والعديد من الممثلون المشاهير الذين ظلوا على يهوديتهم والذين اعتنقوا
الإسلام وحسُن إسلامهم وأخلصوا له ولمصريتهم حتى الساعات الأخيرة من عمرهم.