على هامش مهرجان أسوان .. «نوت» يعانق الفن دفاعا عن المرأة
رسالة أسوان : هالة حسن
على هامش مهرجان أسوان لسينما المرأة نظم منتدى نوت، برئاسة د.عزة كامل، ندوات متنوعة تحت عنوان «مناهضة العنف ضد المرأة »، وذلك ضمن فعاليات المهرجان، نوقش خلالها نظرة المجتمعات الغربية والعربية للمرأة وعرض تجارب حول جوانب المرأة في كافة المجتمعات العربية والأجنبية.
فى البداية أوضحت د.عزة كامل، رئيس منتدى نوت، أنه يعد فاعلية هامة جدًا داخل المهرجان لأنه يناقش قضايا المرأة المتنوعة خاصة مناهضة العنف ضد النساء، مشيرًة إلى أن هناك مشاركات من مختلف بلدان العالم عن وجهات النظر والمجهودات المبذولة لكيفية مناهضة العنف ضد النساء، معلنة عن حملة «الوشاح الأبيض » التي تهدف إلى تعهد الضيوف بعدم ارتكاب العنف ضد المرأة، مستدلًة بفيلم «الزوجة الثانية » للمخرج صلاح أبوسيف، والذي أظهر المرأة في النهاية بصورة إيجابية قوية.
التجربة المغربية
وتطرقت آيات أزناك، المخرجة المغربية، ورئيس جمعية الإبداع الثقافي ومخرجة أفلام وثائقية، وممثلة المركز العربي لحقوق الإنسان والسلام الدولي بالمغرب، إلى موضوع العنف ضد المرأة بالمغرب بشكل مختلف وقدمت جانبا إيجابيا ونموذجا فريدا لتقييم جديد للمرأة العربية.
شراكة لا صراع
وتحدثت الكاتبة الصحفية ماجدة محمود، رئيسة تحرير مجلة حواء، ورئيسة الجلسة، إلى أن منتدى «نوت » هو مظلة المرأة، مشيرة إلى ما قدمه المجلس القومي للمرأة من مبادرات لدعم المرأة من بينها «التاء المربوطة » التي تدعو
المرأة إلى أن تكون إيجابية، قوية، متمكنة، طموحة، ناجحة ورائدة، مضيفًة أن العنف ضد المرأة لا يقف عند طبقة معينة أو فئة بعينها، فكثير من الأسر المتحررة تمارس بعض أنواع العنف سواء اللفظي أو اليدوي، ومعربة عن سعادتها بالمنتدى، ورئيسته د. عزة كامل، مؤكدة أن رسالة المجلس القومي للمرأة بكل فروعه هي التواصل على نطاق واسع مع السيدات في كافة المحافظات، من خلال العلاقة التكاملية والتشاركية مع الرجل وليس بمعزل عنه. وأوضحت رئيسة تحرير مجلة حواء أن استراتجية مناهضة العنف ضد المرأة والتى أعدها المجلس خرجت بمجموعة من القوانين تجرم العنف بكافة أشكاله، سواء الاغتصاب أو التحرش، أو العنف الجسدى.
الواقع والسينما
وأضافت الكاتبة كريمة كمال، عضو المجلس الأعلى للصحافة، إن الفكرة الأساسية التي تريد مناقشتها هي «صورة المرأة بين الواقع والسينما والدراما »، لافتًة أن هناك تشويها متعمدا نتيجة الفكر الذكوري بالمجتمع والذي ينعكس بشكل سيئ، وتساءلت عن تحيز العمل الفني وعدم إعطاء المرأة حرية في قرارتها واختياراتها.
التجربة الفنلندية
بينما استعرضت كيرسي موستالاتي، رئيس الهيئة الدولية بالثقافة والفنون الدمجية بفنلدا، في الجلسة التجربة الفنلندية، ووصفتها بأنها تعتمد على تعليم وعمل المرأة كأولوية أولى ولا تفكر بالزواج الذي من الممكن أن ينهي طموحاتها، حيث يرى المجتمع الفنلدي أن الزواج يجب أن يكون في نهاية أولوياتها ولا يجب أن تبدأ المرأة به، مشيرة إلى أن العنف الأسري والذهني يُجرم بحكم القانون، وأن الرجال من الممكن أن يراعوا الأطفال بديلاً عن النساء عن قناعة.
ليليا
ومن فنلندا إلى تجربة المرأة الجزائرية التي أوضحتها المخرجة السينمائية، أمال بن قاسمي، والتي رأت أن الأنثى في المجتمعات العربية تقع تحت سيطرة قوانين بشرية وضعتها في قالب محدد بحكم العادات والتقاليد، حيث جسدت ذلك من خلال شخصية «ليليا » التي قررت أن تعمل لكن المجتمع وضعها في تحديات حالت
دون تحقيق ذلك.
فيما أشار عامر سعد، رئيس الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية بأسوان، إلى أن العنف لا يأتي دائما من الرجل ولكنه قد يصدر من المرأة ضد المرأة في كثير من الأحيان.
العدالة لسلوى
وأشادت القاضية الليبية نعيمة جبريل بالمخرجات العربيات، وفيلم «يوم للستات » لأنه يناقش قضية محورية ونظرة المرأة العربية من رؤية أنثوية وكذلك فيلم «الختان »، مطالبة بتجسيد النساء واقعهن الحقيقى، مشيرة إلى أن الجيل الجديد من الفتيات لابد أن يتعهد بألا يمارس العنف مع بناته وأن يغرسن في نفوس الجيل الجديد ذكورا وإناثا مبادئ العدالة والمساواة في ظل ثوابتنا الدينية والأخلاقية. وأشارت الزهراء لنقى، رئيس منبر المرأة الليبية من أجل السلام، إلي أن فيلمها الذى عرض بعنوان «العدالة لسلوى، العدالة للجميع »، يصور قصة اغتيال المرأة الليبية، وتدور أحداثه حول فتاة تشارك فى الثورة ، وتتعرض للاغتيال على يد الميليشيات الإسلامية المتشددة بعد خروجها للشارع ودعوتها النساء للمشاركة فى
الانتخابات، مؤكدة أن قصة الفيلم حقيقية وتجسد ما تعرضت له المرأة الليبية بعد خروجها للدفاع عن حقها فى الحرية والعدالة.
موروثات ظالمة
وانتقدت صافيناز إبراهيم، رئيسة رابطة نساء الجنوب، صورة شعار المهرجان، حيث اعتبرتها لا تعبر عن وجه المرأة الأسوانية. بينما عرضت اثنتان من الحضور مشكلتيهما حيث عبرت حمدية عنان، رئيس جمعية الأعقاب، عن أن أزمتها تكمن في أنها أرملة وأنها تشعر بأن أهلها يعاملونها بطريقة منبوذة طبقا لبعض العادات والتقاليد التي تفرض عليها بعض القيود إلا أنها لم ترضخ لها واستكملت دراستها حتى حصلت على درجة الماجستير، في ما قالت المحامية «فاطمة » أنها عندما طلبت الخُلع من زوجها فوجئت بأن الكل ضدها بحجة أن هذا التصرف بعيد عن تقاليد المجتمع الأسوانى رغم أنها لا تطيق العيش معه.
الوشاح الأبيض
وعلى هامش المنتدى كانت هناك مبادرة «الوشاح الأبيض » حيث ارتدى العشرات من النساء والرجال أوشحة بيضاء تعبيرًا عن الإعلان عن نبذ العنف والتحرش ضد المرأة، بمشاركة عدد كبير من ضيوف المهرجان والمهتمين بقضايا المرأة من مختلف الدول العربية والأجنبية- والذين تعهدوا بعدم ارتكاب العنف ضد النساء، أو التغاضي عنه أو الصمت تجاهه ومحاربته في جميع صوره وأشكاله، وانتظم الحضور في 3 صفوف وإلقاء القسم الخاص بالمبادرة.