رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


نيويورك تايمز: زيارة حاملة الطائرات الأمريكية لفيتنام رسالة للصين

4-3-2018 | 21:24


رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زيارة الحاملة الأمريكية إلى فيتنام، غدا الاثنين، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الفيتنامية، تبرز كيف وحد صعود الصين من كانوا أعداء في السابق في خطوة قد تغير الخارطة الجيوسياسية لمنطقة بحر الصين الجنوبي.

وذكرت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" سترسو على ساحل مدينة "دانانج" وهي ميناء فيتنام المركزي الذي كان في الماضي أحد أهم قواعد انطلاق المهام العسكرية الأمريكية في فيتنام أثناء حربها عليها، وسيكون وصول مجموعة قتال الحاملة "كارل فينسون" المكونة من 5 آلاف و500 بحار المرة الأول التي تطأ فيها قوة عسكرية أمريكية بهذا الحجم أرض فيتنام منذ انسحاب آخر قوات أمريكية منها في عام 1975.

وأضافت أن حاملة الطائرات ستتوقف لمدة 4 أيام يزور خلالها أفراد الحاملة دار أيتام ومركز ضحايا "العامل البرتقالي" وهو مادة كيميائية سامة نازعة لأوراق الشجر استخدمها الجيش الأمريكي في الحرب القيتنامية وحملته مسؤولية تسميم أجيال من الفيتناميين، كما يشارك الجنود الأمريكيون في لعب كرة السلة وكرة القدم مع نظرائهم الفيتناميين.

وأوضحت الصحيفة أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" قد تم إرسالها إلى بحر الصين الجنوبي أحد أكثر خطوط الشحن البحري ازدحاما في العالم، وتتنافس ست حكومات على مزاياه المتعددة، وخلال السنوات الأخيرة ظلت فيتنام تحديدا تراقب الوضع فيه بحذر حيث من حيث حولت الصين أجزاء من الصخور والشعاب التي تسيطر عليها في بحر الصين الجنوبي إلى جزر اصطناعية شاسعة من خلال استصلاحها والتي تستخدمها كذلك كقواعد عسكرية.

ونقلت الصحيفة عن موراي هيبرت، أحد كبار الخبراء في برنامج جنوب شرق آسيا التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي قوله إن موافقة هانوي على زيارة حاملة الطائرات تظهر قلق فيتنام من الخطوة التالية للصين في بحر الصين الجنوبي، إذ أن الولايات المتحدة تمثل افتراضيا آخر شخص يمكن أن تسعى هانوي للحصول على دعمه في نزاع بحر الصين الجانوبي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ليست طرفا في هذه النزاع البحري، إلا أن البحرية الأمريكية تصور انتشارها في بحر الصين على أنه أمر مهم لضمان الأمن البحري و تعزيز الظروف المواتية التي أدت إلى التوسع الاقتصادي في آسيا عقب الحرب العالمية الثانية، فيما تحتج بكين من جانبها في كل مرة تجري فيها الولايات المتحدة عمليات حرية الملاحة التي تبحر فيها سفن البحرية الأمريكية على مقربة من التضاريس البحرية المتنازع عليها والتي تسيطر عليها الصين.

وأضافت "نيويورك تايمز" أنه بالرغم من أن حرب فيتنام لا زالت عالقة في الذاكرة الأمريكية على أنها مواجهة دموية ومشحونة، إلا أن عداوة فيتنام للصين تعود إلى زمن أبعد من ذلك، حيث إن الأخوة الشيوعية بين الصين وفيتنام لم تمحو حقيقة أنها ظلت تحت حكم الإمبراطورية الصينية ألف عام، وبعد أربع سنوات من انسحاب آخر قوات أمريكية من سايجون، خاضت فيتنام حربا على الحدود مع الصين، ومن ذلك الحين والقوات الصينية والفيتنامية في مناوشات على ملكية جزر صغيرة في بحر الصين الجنوبي.

وأشارت إلى أن السياسة الجغرافية تقتضي ألا تعادي فيتنام الصين معاداة تامة، وأشار هيبرت إلى أن فيتنام تعمل طوال الوقت على موازنة علاقاتها بين الصين والولايات المتحدة، فبالرغم من أن واشنطن سعت لجذب هانوي إلى توسيع التبادل البحري معها، إلا أن فيتنام رفضت تجنبا لإغضاب الصين.

كما رفضت فيتنام التي تعتمد على روسيا في استيراد معظم عتادها العسكري زيادة مشتراياتها من السلاح الأمريكي بالرغم من رفع واشنطن حظرها المفروض على مبيعات الأسلحة الفتاكة لفيتنام في عام 2016.