العلاقات المصرية السعودية.. صداقة أبدية ومودة أزلية (2)
زار الملك عبد العزيز مصر في يناير
1945 مرتين، ولم تكن الزيارتان رسميتان للقاء الملك فاروق ، بل كانت إحداهما لمقابلة
الرئيس الأمريكي روزفلت في البحيرات المُرة بقناة السويس، على متن السفينة كوينسي
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يغادر فيها الملك المملكة العربية السعودية منذ
توليه الحكم ، والأخرى كانت للقاء رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل بمحافظة
الفيوم.
فاروق في السعودية
من أجل بدء علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية وطرح موضوع الجامعة العربية،
قام الملك فاروق بزيارة المملكة في 24 يناير 1945 والتقى مع العاهل السعودي الملك
عبد العزيز في سهل منبسط بين ينبع وجبل رضوى، أعدت بالسهل سرادقات للجلوس والنوم
خصيصاً لاستقبال وإقامة الملك فاروق، وزينت بالأضواء وفرشت بالمقاعد الفخمة،
واستمرت المباحثات ثلاث ليالِ.
تركزت المباحثات بين العاهلين المصري والسعودي على محو مخلفات الماضي القريب،
وإقامة سياسة ثابتة بين البلدين ترتكز على أسس الصداقة والتعاون المشترك والتفاهم
بين البلدين، وطرح الملك فاروق على نظيره السعودي أمر إنشاء الجامعة العربية وتم
الاتفاق على إنشائها.
عهد جديد بين البلدين
توجه الملك فاروق لزيارة المدينة المنورة ، وبعد زيارته عاد لمخيمه في سفح رضوى
وفي المساء التقى والعاهل السعودي لاستكمال المحادثات، وفي صباح يوم 2 فبراير
تبادل العاهلان الهديا الملكية والأوسمة وتبادلا العلمين المصري والسعودي في
احتفال عسكري، شاركت فيه فرقة البحرية المصرية المصاحبة للملك فاروق وفرق من
الجيش السعودي في خفاوة ترمز للصداقة بين البلدين.
في الساعة العاشرة والنصف من مساء ذلك اليوم أبحر الملك فاروق عائداً إلى مصر بعد
أن أرسى دعائم العهد الجديد مع المملكة السعودية، وفتح آفاق الوحدة العربية ومحى
الفاروق خلافات الماضي التي عجز عن حلها رؤساء الوزراء، وبات إنشاء الجامعة
العربية وشيكاً بعد أن وافق الملك عبد العزيز على مشاركة بلاده في الجامعة العربية.
... يتـبع