رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تعرف على العرض المسرحي المعروض في زيارة ولي العهد السعودي

5-3-2018 | 19:49


يفتتح الستار، بعد قليل، لمسرحية (سلم نفسك) أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وضيفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. 


ففي لفتة تدل على اهتمامه بالإبداع والثقافة، يحضر الرئيس السيسي وولي العهد السعودي، مساء اليوم الاثنين، عرضا خاصا للمسرحية بدار الأوبرا المصرية، وذلك ضمن برنامج الاحتفاء بزيارة ولي العهد السعودي للقاهرة.


وتدور أحداث المسرحية حول السلبيات التي طرأت على المجتمع المصري، في العقود الأخيرة، والتي تتمثل في "الفهلوة والنميمة وجحود الأبناء والعنف ضد المرأة وتحول العلاقات الأسرية، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على الواقع، وغيرها من المشكلات الاجتماعية".


وينتمي العرض للمدرسة المتميزة للمخرج خالد جلال، الذي يختلف بها عن غيره من المخرجين، حيث سبقتها عدة تجارب ناجحة نتج عنها جيل من الفنانين الشباب، منها مسرحية (هبوط اضطراري) و(أيامنا الحلوة) و(قهوة سادة) و(بعد الليل)، حيث يناقش عددا من مشاكل المجتمع.
ويعتمد العرض على أسلوب (الميتاتياترو)، وهو المسرح داخل مسرح، بأن يؤدي الفنانون مشهدين متوازيين معا في نفس الوقت، على غرار مسرحية (كارمن) لمحمد صبحي، ويتناول مشاكل الوطن المصري بشكل ساخر في اسكتشات فنية متتالية.


ويحكي الشهود، أن العرض يبدأ بفتاة داخل (المدينة الفاضلة) تلقى بيانا، يعلن العثور على كائن غريب بها محتمل أن يكون محملا بالفيروسات، والذي يتبين لاحقا أنه (مصري)، ويرتدي سكان المدينة الفاضلة ثيابا بيضاء، وسرعان ما أجروا عليه الأبحاث والفحوصات، ليكتشفوا خلال ذلك وجود آفات ومشاكل المجتمع بذهنه، من خلال لوحات فنية تعرض ذلك خلفه، مثل آفة "الفتي والكذب والعنوسة والاغتراب والإرهاب والتكفير وأغاني المهرجانات.."، التي تعرض مختلف خطوط المشاكل بالمجتمع.


تلك المشاكل المتعددة دفعت سكان المدينة للمطالبة بنفي أو قتل ذلك الكائن الغريب (المصري)، فيما عدا رئيسة الأطباء، التي طالما كانت تكرر كلمة "أنا واثقة أن فيه حاجة حلوة رغم كل ده"، حيث تتضح أن السمة المميزة به هي "الوفاء وحب الوطن" وأنه لن يتخلٍ عن بلاده مصر تحت أي حال من الأحوال، ليقرر فيما بعد سكان المدينة الفاضلة السماح له بالعيش معهم، وتكون المفاجأة أن تنقلب حياتهم فيما بعد رأسا على عقب لتحاكي المجتمع المصري.


الديكور المستخدم بالعرض بسيط مكون من جهاز كشف أِشبه بالكمبيوتر الضخم وشاشة عرض فيديوهات وستارة لتغيير الخلفيات، كما تنوعت الملابس بحسب كل مشكلة، حيث ارتدى أبطال العرض (العبايات) السوداء تارة، وأخرى ملابس الفلاحين، والإضاءة هادئة ومتنوعة ومناسبة لكل اسكتش بالمسرحية.


ويحكي الشهود، أن المشاكل التي يقدمها العرض لم تقتصر على تلك السلبيات المجتمعية فقط، حيث شملت أيضا "النميمة وعقوق الوالدين واحتفاء صلة الرحم بسبب مواقع التواصل الاجتماعي والعنف ضد المرأة والطفل وسرقة الأعضاء" ولكن في المقابل رجحت كفة حب الكائن المصري الضخم لبلاده.


ويشيد النقاد بالعرض لأن فريق العمل وعلى رأسهم المخرج نجح في تقديم كل تلك الآفات في لوحات فنية ارتجالية متنوعة بين السخرية والكوميديا والتراجيديا، والتي أظهرت موهبة الفنانين بالعرض، كما تخلله مشاهد غنائية واستعراضية، لكسر أي نوع من الروتين أو الملل بالمسرحية أثناء استعراض تلك المشاكل المجتمعية. 


ولعبت الإضاءة دورا متميزا به أيضا، وهو ما يجعل (سلم نفسك) مختلفا ومتميزا للغاية عن أي عرض سابق، كما أنه بمثابة ناقوس الخطر للتنبيه بأن تلك الآفات تغييرات لا تنتمي للهوية المصرية.

 

والعرض، بطولة 27 فنانًا صاعدًا من طلبة مركز الإبداع الفني، وهو مشروع تخرج ونتاج ورشة الارتجال والتمثيل المسرحي للدفعة الثالثة من طلبة استديو مركز الإبداع الفني، من أبرزهم: سارة مجدي، وشريف عبدالمنعم، وأمجد الحجار، وأحمد محارب، ورشا مجدي، وعبدالعزيز حسين، ومحمد مدكور، ومحمد أمين، ومختار الجوهري، وألحان المهدي، وسارة عادل، وريهام سامي، ومنصور أمين، وسارة هريدي، وأحمد الشاذلي، وتصميم أزياء وإكسسوار مروة عودة، ومخرج منفذ علا فهمي، وموسيقى تصويرية وإعداد موسيقي كريم شهدي.
وقد اختار بعض النقاد مسرحية (سلم نفسك) كأفضل مسرحية لعام 2017، ووصفوها بأنها عمل متكامل وممتع.