ننشر.. كلمة وزير الداخلية خلال مشاركته فى أعمال الدورة الــ ( 35 ) لمجلس وزراء الداخلية العرب بالجزائر
بسم الله الرحمن الرحيم
معالى السيد نور الدين بدوى وزير الداخلية
والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية فى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.
معالى السيد لطفى براهم وزير الداخلية فى
الجمهورية التونسية "رئيس الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب
".
أصحاب السمو والمعالى.. الوزراء.
معالى الدكتور محمد بن على كومان ، أمين
عام مجلس وزراء الداخلية العرب.
السادة رؤساء وأعضاء المنظمات الدولية
السيدات والسادة أعضاء الوفود
يشرفنى فى البداية أن أنقل إليكم تحيات
فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، وتمنياته الصادقة أن يؤدى
مجلسكم الموقر أعمال هذه الدورة بالتوفيق والسداد.
ويسعدنى أن أتوجه بالشكر والتقدير العميق
لفخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه، وللجمهورية الجزائرية ( قيادة وحكومة وشعباً )
على إحتضان أعمال الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، وما لقيناه
من ترحيبٍ، وحسن استقبال ، وكرم ضيافةٍ.
أصحاب السمو والمعالى .. الوزراء
السيدات والسادة
يأتى اجتماعنا اليوم فى ظل التطورات المتلاحقة
والتحديات التى لا تزال تواجه أمتنا، وتهدد أمن واستقرار شعوبنا ، نتيجة لغياب الإرادة
الدولية الجادة لدعم المواجهة الشاملة للإرهاب، وتفكيك تنظيماته، وتجفيف منابع تمويله، وعدم توفير الملاذات الآمنة لقيادته وكوادره .
ويجب أن ندرك جميعاً أن عالمنا العربى والإسلامى
يتعرض لأسوأ مؤامرة، من تزكية الاضطرابات، والصراعات الطائفية والمذهبية، وإدارة حروب
بالوكالة بهدف تفتيت وتقسيم الدول، وتشريد شعوبها، وطمس هويتها، والسيطرة على ثرواتها
.
أصحاب السمو والمعالى.. الوزراء
السيدات والسادة
إذا كنا نتابع بكل فخر ما تحقق من انتصارات
فى عدد من الدول العربية ضد تنظيم داعش الإرهابي، فيجب أن ننتبه إلى خطورة تنقل العناصر
الهاربة من مناطق الصراع بين دول الجوار، أو عودتهم لأوطانهم.. كما يجب أن نراقب بكل
جدية كافة التنظيمات الإرهابية الأخرى بمختلف مسمياتها ، وانتماءاتها ، وفى مقدمتها
تنظيم القاعدة، حتى لا نترك لها المجال لإعادة بناء هياكلها، واستقطاب عناصرها من
جديد.
وهو ما يفرض علينا حالة تأهب واستنفار قصوى
، وتوحيد الجهود فى إطار عربى متكامل، وتنسيق دولى شامل لضمان إحباط تلك التهديدات،
التى تسعى لإدخال دول المنطقة فى دوائر متصلة من العنف والإرهاب.
لقد أيقن العالم أن أحداً بات لا يملك اليوم
الانعزال محصناً بمنأى عن الإرهاب واستهدافاه بعد أن طالت ضرباته الشرق والغرب بلا
تفرقة ولا رحمة ، لتؤكد بوضوح أنه لا ينتمى لدين أو وطن، أو يرتكز على أسباب الجهل
والفقر.
إن الأمر يقتضى منا أن تتضافر جهودنا جميعاً
، وأن نتبادل التجارب والخبرات، وأن نستلهم من التجارب الناجحة فى مكافحة الإرهاب، التى تتسم بالآفاق الرحبة الواسعة بالنظر إلى آفة الإرهاب بأبعادها الفكرية والثقافية
، والاجتماعية ، والاقتصادية.
أصحاب السمو والمعالى.. الحضور الكريم
إن قوى الظلام والدمار صدمها المشهد المصرى
مرات عديدة ، فأفشل مخططها الشامل بالمنطقة حين أطلق ثورة الـ30 من يونيو، ثم لم ينكفئ
على محاربة الإرهاب وينشغل بالقضاء عليه، بل اتجه فى الوقت ذاته لتحقيق التنمية والنهوض
بالاقتصاد فى مشهد أصرتْ خلاله قيادته السياسية ، ومن خلفها مؤسسات دولته ، بل والشعب
كله على الاشتباك مع كافة التحديات فى وقت واحد دون تراخٍ ، لإعادة ترميم ما تم إفساده
وهدمه، والانطلاق بقفزات واسعة تستحقها مصر بين دول العالم.
لقد أثار الصمود المصرى حفيظة قوى الشر
والدمار، فآثرت إلا أن تجعل مصر فى مرمى الاستهداف المباشر لمخططاتها العدائية، التى
تستخدم التنظيمات الإرهابية مطيةً لها.. فكان لزاماً تنفيذ استراتيجية واسعة وناجزة
للقضاء على الإرهاب وتداعياته لتأمين إنطلاق الدولة نحو التنمية الشاملة على كافة المحاور
.
وأود فى هذا المقام.. التأكيد على الآتي:
أهمية تحصين المجتمع بكافة فئاته وخاصة
شبابه من الأفكار المتطرفة ، التى تعد المنصة التى تنطلق منها فتاوى إباحة العمليات
الإرهابية .. وذلك بتمكين الخطاب الوسطى، ونشر مفاهيم الدين الصحيحة .. فضلاً عن تعزيز
قيم المواطنة والهوية الوطنية.
ضرورة اعتماد استراتيجية شاملةٍ تتضافر
فيها جميع الجهود لمواجهة الإرهاب، وقطع كافة روافد بقائه ودعمه ، وتجفيف منابع تمويله
وحرمانه من مصادره المادية واللوجيستية ، وهزيمته فكرياً وإعلامياً .
المسئولية الدولية المشتركة لمواجهة الإرهاب، التى تقتضى تكاتف المجتمع الدولى تجاه الدول التى تدعمه ، وتأوى قياداته.
الأهمية الاستراتيجية لحرمان الإرهاب من
وجوده الافتراضي الآمن على شبكة المعلومات الدولية ، الذى يستخدمه للاستقطاب والتدريب
، وتمرير التكليفات، وتلقى الدعم المادى ، والمعنوى ، فضلاً عن الترويج لأفكاره المُتطرفة
حتى صارت المنتديات والمواقع التابعة له على تلك الشبكة المصدر الرئيسى لتجنيد المُقاتلين
الأجانب.
أصحاب السمو والمعالى
إن مجلسكم الموقر يظل مُعبراً بصدق عن عُمق
التعاون والتنسيق بين دُولنا العربية ، بل ويقع على عاتقه اليوم استثمار وقائع الظرف
لصياغة منظومة حمايةٍ أمنيةٍ عربيةٍ مُتكاملةٍ وشاملةٍ تُشكل صمام أمنٍ دائمٍ فى مواجهة
تحديات اليوم ، وتهديدات المُستقبل.
أود فى نهاية كلمتى أن أتقدم بخالص الشكر
لمعالى السيد لطفى براهم، وزير الداخلية فى الجمهورية التونسية الشقيقة ، للجهود الكبيرة
التى بذلها خلال ترؤس بلاده للدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الموقر.
كما أتوجه بالتحية لمعالى السيد نور الدين
بدوى، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية فى الجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية الشقيقة، داعياً الله عز وجل أن يُوفقه فى رئاسته لدورة المجلس
الجديدة.
والشكر موصول للعاملين بالأمانة العامة
وفى مُقدمتهم السيد الدكتور محمد بن على كومان أمين عام المجلس .. على ما يبذلونه من
جهد وافر لتنظيم كافة الفعاليات والاجتماعات واللقاءات الأمنية العربية، ومتابعة ما
يصدر عنها من توصيات وقرارات.
أسأل الله العلى القدير أن يعيننا ويوفقنا إلى ما فيه خير شعوبنا
وأمتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.