رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شيخ الأزهر: القدس عاشت أزهى عصورها في ظل الحضارة الإسلامية

9-3-2018 | 14:44


أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن مدينة القدس عاشت أزهى عصورها في ظل الحضارة الإسلامية وكانت دائما مستقرة آمنة يعامل فيها الجميع معاملة كريمة،وظلت كذلك حتى احتلالها من قبل إسرائيل .
و قال الأمام الأكبر في حديث تلفزيوني اليوم الجمعة، إن الأديان السماوية الثلاثة لها تاريخ في مدينة القدس، لكن التاريخ الإسلامي يختلف عما سبقه في المدينة بأنه تاريخ ناصع البياض، فتاريخ القدس قبل الإسلام كان تاريخ صراع ودماء، فبمجرد أن فتح المسلمون القدس عاشت أزهى عصورها. 
وأضاف فضيلته،أن تاريخ القدس يبدأ باليبوسيين العرب وهم عرب، لأنهم كنعانيون، والكنعانيون عرب، وهناك دراسات غريبة تريد أن تثبت في الأذهان أن الكنعانيين ساميون وليسوا عربا، بل بالعكس هم أصل العرب، وهم الفلسطينيون الآن، فقد بدأ تاريخ القدس بداية عربية منذ 5 آلاف سنة، ومنذ ذلك الحين كل ما حدث من غزوات كان أصحابها إما يطردون أو يذوبون في المجتمع المقدسي العربي، وهذه سنة الله في المستعمرين، ولم تغير هذه الموجات صفة العروبة في الشعب الفلسطيني أو المقدسي منذ 5 آلاف حتى الآن .
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنه يجب التفرقة بين كون القدس عربية وكونها إسلامية، فالقدس عربية منذ القدم وستظل كذلك، ولا يعني ذلك أنها بالضرورة كانت إسلامية، فالمقدسيون وُجدوا قبل الإسلام بل وقبل المسيحية واليهودية، فقد دخل الإسلام إلى المدينة سنة 635 ميلادية الموافق 15 هجرية، أي أن عمر الوجود الإسلامي 1383 سنة، وسبقه وجود مسيحي ووجود وثني متمثل في الدولة الرومانية التي كانت وثنية، وترفض الأديان سواء اليهودية أو المسيحية، فالدولة الرومانية لم تدخل إلى المسيحية إلا في وقت متأخر على يد الإمبراطور قسطنطين.
وبين فضيلته أن الإمبراطورية الرومانية كانت دولة غربية وكانت تتبعها مصر وشمال أفريقيا وشمال الجزيرة العربية التي كانت تعد حدود التماس بين الدولة الرومانية والدولة الفارسية، إلى أن دخل الإمبراطور قسطنطين في الدين المسيحي سنة 323 ميلادية، وبهذا دخلت القدس العهد المسيحي، حيث فرض الديانة المسيحية على الإمبراطورية كلها شرقًا وغربًا وليس على الرومان فقط، ونقل العاصمة من روما في الغرب إلى القسطنطينية في الشرق، وبعد أن اعتنق قسطنطين المسيحية لم يؤمن بحرية الأديان، واضطهد من لم يعتنق المسيحية ومن بينهم اليهود، ومن بعده جاء الإمبراطور جوستيان الذي أمعن في قتل اليهود حتى يقال إنه قتل منهم 20 ألف يهودي، وبالتالي فاليهود لم يأمنوا لا في العهد الوثني ولا في العهد المسيحي.
وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلى أن المسيحيين الشرقيين المقدسيين أو الفلسطينيين الكنعانيين الذين دخلوا في المسيحية لم ينعموا بالراحة أيضًا بسبب أنه كان هناك عقيدتان، عقيدة الطبيعة الواحدة في السيد المسيح عليه السلام، وعقيدة الطبيعتين، فالإمبراطور قسطنطين أراد فرض مذهبه في الاعتقاد على المسيحيين الشرقيين الذين تمسكوا بمذهبهم الذي يخالفه فتعرضوا أيضًا للاضطهاد، وبالتالي لم يسلم أحد من الاضطهاد لا الوثني ولا اليهودي ولا حتى المسيحي الشرقي، ومن بين المسيحيين الشرقيين الذين اضطهدوا أيضًا المسيحيون المصريون الأقباط، وهذا يوضح كيف أن القدس لم تستقر قبل الإسلام، وأن كل العصور السابقة للإسلام فيها كانت عصور صراع.