رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


انتخابات الجمعية الوطنية في كوبا تضعها على مشارف تحول تاريخي

11-3-2018 | 16:10


انطلقت اليوم الأحد الانتخابات فى كوبا (جزيرة الأحلام) لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 605 أعضاء من أصل عدد مماثل من النرشحين بينهم خليفة الرئيس راؤول كاسترو الذى يحكم البلاد حاليا.
وتتزامن تلك الانتخابات مع الذكرى الـ 75 لانتصار كوبا فى خليج الخنازير الذى تعتبره هافانا أول هزيمة للإمبريالية الامريكية فى امريكا اللاتينية، وفى إطار تلك الانتخابات سيعين البرلمان الكوبى الـ 31 عضوا في مجلس الدولة الذى سيختار بدوره الرئيس الكوبى الجديد الذى سيتولى مهام منصبه أول شهر إبريل المقبل، والمرشح الأوفر حظا فى الصورة هو ميجيل دياز كانيل ( 57 عاما) نائب الرئيس الذى تعهد سابقا بضمان الاستمرار فى بناء وصون الاشتراكية فى الجزيرة الواقعة فى البحر الكاريبى شمال الولايات المتحدة الامريكية.
اختفاء آل كاسترو من المشهد الكوبي، هو الملمح الأبرز فى التحول التاريخى الذى ستشهده كوبا فى هذه الانتخابات، حيث أعلن الرئيس راؤول كاسترو الذى خلف شقيقة الراحل فيدل كاسترو فى رئاسة البلاد، (أعلن) عن تنحيه قيادة البلاد اعتبارا من شهر أبريل القادم، ومن المتوقع أن يتولى نائبه "سيجيل دياز كانيل" (56 عاما) زمام السلطة، وبذلك يضع التاريخ نقطة النهاية في "الحقبة الكاستروية" لكوبا.
تنحى رؤول كاسترو 86 عاما عن الرئاسة وليس عن السلطة، ولهذا سيظل مؤثرا فى الحياة السياسية باعتباره الأمين العام للحزب الشيوعى أقوى صانع للقرار فى البلاد، ولذلك فإن المراقبين للشأن السياسى الكوبى يرون أن كانيل يمكن أن يكون مطيعا سياسيا للحزب، حيث ساعده موقفه السياسى المعتدل على الارتقاء لأعلى سلطة فى البلاد، فيما يرى آخرون أنه سيكون مجرد رئيس برجماتي محكم فى قبل نظام كاسترو.
إذن الحياة في كوبا مرشحة لتغيير إيجابي في كثير من جوانبها حال استكمال خريطة الإصلاحات التي تسير ببطء، فكوبا لديها الإمكانات لتجاوز أزمتها في الداخل وفك عزلتها مع الخارج، لكنها تبقى في حاجة إلى مصالحة سياسية براجماتية مع ذاتها، والتقارب مع التوجهات السياسية المعارضة في الداخل بعيدا عن سياسة العصا الغليظة التي ما زالت تشوه سياسة الانفتاح الكوبية.
سيتولى كانيل - إذا استقرت بوصلة الانتخابات عليه - رئاسة البلاد وسط تحديات هائلة وصعوبات كبيرة، أهمها الخروج من الحصار الاقتصادى الذى فرضته الولايات المتحدة الامريكية علي كوبا بعد الانتكاسة فى العلاقات بين البلدين مرة أخرى فى عهد الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب، بعدما حظيت بانفراجة غير مسبوقة أثناء تولي باراك أوباما رئاسة أمريكا، حيث وقع معاهدة صلح وأعاد العلاقات الرسمية مع كوبا التى استعدتها واشنطن لعقود طويلة.