عروس أهل البيت .. هنا مقام السيدة عائشة
"زهرة مشرقة من زهرات أهل البيت النبوى الكرام، يتنسم المحبون شذاها الزكى من واقع سيرتها العطرة، رضى الله عنها، على مر الأيام.. أبوها الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقرين سيدى على زين العابدين بن سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن على ابن أبى طالب زوج السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين".. هكذا قيل فى وصف السيدة عائشة رضى الله عنها.
هنا مقام السيدة عائشة بمسجدها المسمى باسمها، وكما أطلق على المنطقة كلها الموجود بها المسجد ذات الاسم، عندما تدخل من البوابة الخلفية للمسجد يجذب روحك وقلبك ووجدانك وتلتفت عيناك إلى جمال ذلك الضريح المغطى بقماش أبيض مزركش بالورود يشبه اإلى حد قريب فستان العروس ليلة زفافها حيث نفس نوع القماش ولونه وزينته.
تفوح من المقام الروائح الزكية الأخاذة التى تنعش النفس، وقد زين الضريح بكساء أسود مكتوب عليه آيات من القرآن الكريم باللون الأصفر المذهب يشبه كساء الكعبة الشريفة، وتعلوه الأنوار العالية والنجف، وقد أحيط من الخارج بقفص من اللون الأصفر المذهب، يمسح عليه رواد المقام والمصلين طوال اليوم كى يتبركوا منه، ويدعوا ما تشتاق له نفوسهم وما يتمنون من الله استجابته فى حضرة السيدة عائشة.
يحيط بالمقام المنفصل عن المسجد العديد من الصور والبراويز التى تحمل آيات القرآن الكريم: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا"، شجرة نسب السيدة عائشة حيث تمتد إلى نسب رسول الله، وسيرتها العطرة ومواقفها وأشهر أقوالها، وسيرة والدها وأخوها الإمام موسى الكاظم، وقصائد الشعر من التراث الصوفى فى مدح السيدة عائشة وآل البيت، وفضلهم وفضل التبرك بهم.
عند مقام السيدة عائشة وقفت أم محمود تدعو الله أن يرزقها ويرزق أبناءها الصحة وراحة البال، ويشفى زوجها، وهى تمسح بيدها وتقبل الضريح من الخارج، ودموعها تنهمر على خديها، راجية من الله أن يتقبل دعواها ببركة ومنزلة السيدة عائشة.
ووقف أبو إسلام بطفله البالغ من العمر 10 سنوات يقبل الضريح ويمسح بيده ويأمر ابنه أن يفعل مثله، ويتمتم بدعوات يسأل الله أن يستجيب له بحق جاه السيدة عائشة.
ووقف جمع من المصلين عقب صلاة المغرب يمسحون على الضريح ويقبلونه ويلتقطون الصور التذكارية ويدعون الله بما تشتاق له نفوسهم وقلوبهم عند مقام حفيدة رسول الله.
أطلقوا عليها عروس أهل البيت، وعرف مقامها بأنه من الأماكن التى يستجاب فيها الدعاء، ويعبر عن ذلك أحد المحبين الصالحين بقوله "لعائشة نور مضى وبهجة.. وقبتها فيها الدعاء يجاب".
وقيل فى وصفها: "كانت تناجى رب العزة فتقول وعزتك وجلالك لئن أدخلتنى النار لآخذن توحيدى بيدى أدور به على أهل النار أقول لهم وحدته فعذبنى، وحاشاها أن يكون منها ذلك إنما هو التعبير الجميل عن حسن الظن بالله والعشم فى وجهه الكريم بالخير العميم".
وقيل عنها: "كانت لا تعرف إلا الله تعالى وواجبات دينها، وكانت من المسلمات العابدات القانتات، حافظت على شرع ربها إلى أن لقيت وجهه الكريم سنة 145 ھ".