قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن نصوص القرآن الكريم والسنة
النبوية أكدت أهمية التعايش والتعارف بين الجميع ولو كانوا مختلفين في عقيدتهم.
وأشار "المحرصاوي" إلى أن الدين يحث الإنسان على الانتشار في الأرض سعيا للرزق وطلبا للعلم،
والمهاجر المسلم إلى بلد آخر مأمور في دينه بالتعايش والتعارف والاندماج مع أهل هذه
واحترام قوانينها بحيث يكون مواطنا فاعلا في بلده الثاني.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته في الجلسة النقاشية الأولى من احتفالية
الذكرى الـ 50 لتأسيس الجمعية الإسلامية بالبرتغال، أمس، والتي تأتي تحت عنوان
"المهاجرون من أوطانهم"، أن المهاجر المسلم ينبغي أن يكون إيجابيا في مجتمعه
الجديد لا ينعزل ولا ينزوي ويتفاعل ويسارع إلى فعل الخير ويشارك في العمل السياسي والاجتماعي
ويجتهد في عمارة الأرض.
وأوضح أنه يجب التخلق بالأخلاق الحسنة في التعامل والحوار في الأمور الدينية
وغيرها حيث أمر الله عز وجل بالجدال بالتي هي أحسن، لافتا إلى أن الإسلام قد كفل حرية
الاعتقاد، فأمور العقيدة لا يتصور فيها الإكراه أصلا.
وكان الإمام الأكبر قد استهل زيارته للبرتغال، الأربعاء الماضي، بلقاء عدد من
سفراء الدول العربية والإسلامية وأعضاء الجالية الإسلامية في لشبونة، مؤكدا أن الأزهر
الشريف هدفه البحث عن السلام والدعوة إليه والتمكين منه شرقا وغربا وإزالة ما بين الأديان
والمذاهب من صراعات مفتعلة.
كما أصدرت الحكومة البرتغالية، بيانا رسميًّا، رحَّب من خلاله وزير الخارجية
البرتغالي «أوجستو سانتوس سيلفا» بزيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر،
إلى لشبونة، واصفا فضيلته بالممثل الأعلى للإسلام السني، وأنه يقود مسيرة التجديد والمراجعة
للمناهج الدراسية في سبيل إعادة جامعة الأزهر إلى مكانتها.