رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد قمة السيسي والبشير.. خبراء: أغلقت صفحة الاضطراب بين الدولتين والتعاون المصري السوداني في مكافحة الإرهاب مهم.. والبلدان يمكنهما تقديم نموذج جيد للتعاون العربي

19-3-2018 | 16:58


خبير عسكري: قمة السيسي والبشير أغلقت صفحة الاضطراب بين الدولتين

يعقوب: التعاون بين مصر والسودان في مكافحة الإرهاب مهم

«مظلوم»: مصر والسودان يمكنهما أن يقدما نموذجًا جيدًا للتعاون العربي

وصف خبراء استراتيجيون القمة التي جمعت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير اليوم، بأنها أغلقت لصفحة الاضطرابات بين القاهرة والخرطوم وتأكيد لعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، موضحين أن التعاون المصري السوداني لحماية الأمن القومي للدولتين مهم.

وبحث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في دول حوض النيل، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فيما أعلن الرئيس أن المحادثات تناولت سبل تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة، في ظل الاحترام الكامل للشئون الداخلية والعمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي للبلدين، لرفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما، موضحا بدء الإعداد لعقد اللجنة المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة الأخيرة في القاهرة عام 2016.

السودان عمق مصر

قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن السودان يمثل عمقا لمصر وموقع استراتيجي مهم لمصر على حدودها الجنوبية وكان لها دور كبير خلال العدوان على مصر عام 1967 وتواجدت وحدات عسكرية مصرية هناك، مضيفا أن مصر والسودان يمكنهما أن يقدما نموذجا جيدا للتعاون بين الدول العربية.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السودان يمثل سلة غذاء العالم وبه خيرات ونحو 100 مليون فدان صالحة للزراعة، ويمكن لمصر بامتلاكها للتكنولوجيا والخبرات التعاون معها في مجالات الزراعة والغذاء بشكل أكبر، مشيرا إلى أن اللقاء الذي يجمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير خطوة جيدة لدعم العلاقات الثنائية.

وأكد مظلوم ضرورة أن تعود هذه العلاقات لطبيعتها وهو الأمر الذي بدأ قبل شهرين تقريبا بلقاء السيسي والبشير على هامش القمة الإفريقية يناير الماضي وكذلك عودة السفير السوداني في القاهرة قبل أيام، مضيفا أن هناك عدة ملفات تحتاج للاتفاق وجهات النظر منها إيواء الخرطوم لعناصر الإخوان الهاربين أو اتخاذهم لها معبرا إلى دول أخرى.

وأوضح أن الاتفاق بشأن سد النهضة وتبادل وجهات النظر ضرورة في هذا المرحلة، مضيفا أن ملف حلايب وشلاتين محسوم بالنسبة لمصر ومدعوم بالوثائق والأدلة التاريخية ويجب على السودان إدراك ذلك وعدم تعكير صفو العلاقات بسببه.

مكافحة الإرهاب

وقال اللواء رضا يعقوب، خبير مكافحة الإرهاب، إن مصر تولي القارة الإفريقية والمنطقة العربية ودول حوض النيل اهتماما خاص والسودان جزء من هذه الروابط الثلاثة وبينها وبين مصر روابط وثيقة، مضيفا أن القمة اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير لتوطيد العلاقات.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أهمية تكوين تكتلات عربية وخاصة مع السودان لمكافحة الإرهاب العابر للحدود لأنها دولة جوار وأي تهديد بها يؤثر على مصر، مضيفا أن الاتصالات الدبلوماسية المستمرة بين مصر ودول حوض النيل هي الحل لأي أزمة متعلقة بشأن المياه وسد النهضة.

وأوضح يعقوب أن هناك دولًا لها أطماع في المنطقة والقارة الإفريقية والتعاون بين مصر ودول الجوار يقضي عليها، خاصة أن أمن البحر الأحمر وقناة السويس لهما أهمية خاصة لمصر.

 

إغلاق صفحة الاضطراب

فيما قال اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير العسكري ، إن مصر والسودان بينهما علاقات أزلية وقديمة؛ إلا أنه حدثت حالة جفوة ومحاولة استقطاب من بعض الدول للوقيعة بينهما؛ لكن الأمر تم تداركه خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإفريقية في أديس أبابا يناير الماضي، مضيفا أن قمة الرئيسين اليوم أغلقت صفحة كانت مضطربة بين الدولتين.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك تحديات تواجه الدولتين منها قضية سد النهضة والتي يجب أن تكون الدولتين فيها يدا واحدة، وكذلك المجموعات الإرهابية التي تهرب إلى السودان والتي تهدد أمن الدولتين، كما يجب الاتفاق بشأن الإجراءات للحماية لكي لا يتضرر الأمن القومي المصري أو السوداني.

وأشار كاطو إلى أن اتفاق الحريات الأربع بين مصر والسودان، يجب أن يترجم على أرض الواقع، خاصة أن مصر الجديدة تسعى لإحداث تكامل بين القاهرة والخرطوم، مؤكدا أن السودان في حاجة إلى مصر سياسيا وعمرانيا وتجاريا، وكذلك مصر ويجب التعاون بينهما لمواجهة التهديدات التي تؤرق الخرطوم مثل الأوضاع في جنوب السودان وتخفيف التوتر مع الشمال.