اعتبروا فوزه انتصاراً للإنسانية .. فريق الخوذ البيضاء يكشف ملابسات عدم حضوره الأوسكار
كتبت : نيفين الزهيري
صعوبات شديدة واجهت فريق عمل الفيلم الوثائقي القصير السورى «الخوذ البيضاء» من أجل الحصول على الأوسكار، فبعد محاولات عديدة من أجل الحصول علي تأشيرة صالحة لدخول الولايات المتحدة الأمريكية للحصول علي جائزة الأوسكار وتوجيه رسالة سياسية من خلال هذا الحفل الذي يتابعه الملايين حول العالم، وقبل حفل الأوسكار بساعات قليلة أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري التي تعرف باسم "الخوذ البيضاء" أن مصورا بالمنظمة رُشح فيلمه الوثائقي عن المنظمة لإحدى جوائز الأوسكار لن يحضر الحفل لأن الحكومة السورية ألغت جواز سفره، بعدما حصل اثنان من موظفي «الخوذ البيضاء» وهما رائد الصالح مدير المنظمة وخالد الخطيب مصور الفيلم على تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور حفل الأوسكار.
حيث اتهمت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد «الخوذ البيضاء» بأنها واجهة لتنظيم القاعدة وبأنها لفقت لقطات بعد غارات جوية لأغراض دعائية وهو ما تنفيه المنظمة، حيث يقدم الفيلم لمحة عن الحياة اليومية للمتطوعين في خدمة وإنقاذ أجزاء تسيطر عليها المعارضة في سوريا كانت هدفا لقصف عنيف من الطائرات السورية والروسية خلال الحرب الدائرة هناك.
وقالت الخوذ البيضاء في بيان وقتها إن الصالح لن يتمكن من ترك عمله بسبب كثافة الغارات الجوية بينما لن يحضر الخطيب الحفل بعد أن ألغت الحكومة السورية جواز سفره، وأضاف البيان أن المنظمة تشعر بالامتنان للمنبر الذي وفره لها الفيلم كي تصل رسالتها الإنسانية لمختلف أنحاء العالم.
وفي حواره مع وكالة «رويترز» يرى رائد الصالح رئيس جماعة "الخوذ البيضاء" للدفاع المدني أن فوز فيلم وثائقي يحمل اسم المنظمة بجائزة أوسكار يرمز إلى انتصار الشعب السوري الذي يعاني من الحرب منذ سنوات ويثير بعض الأمل بأن العالم لم ينسه، مشيرا "لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة، ونعتبر هذا نجاحا جديدا لكل الشعب السوري . لقد فتح بابا واسعاً لنضالنا للوصول إلى شريحة مختلفة من الناس حول العالم."وتعرف هذه الجماعة رسميا بالدفاع المدني السوري ولكنها تشتهر باسم الخوذ البيضاء وهي تدير خدمة إنقاذ في مناطق تسيطر عليها المعارضة بسوريا.
ويعرض الفيلم لمحة قصيرة عن عملها المروع مع دخولها مباني بعد فترة وجيزة من تفجيرات بالقنابل وتنقيبها بين الأنقاض الثقيلة والغبار الكثيف بحثا عن ناجين. وفي أحد المشاهد يتم انتشال طفل في حالة رثة وهو يبكي من تحت أنقاض مبنى بعد أن ظل محاصرا لساعات، وقال الصالح إنه "تم تصوير السوريين على أنهم إرهابيون ينتشرون في كل أنحاء العالم ولكن هذا الفيلم يعطي صورة مختلفة».
وأضاف "هذه كانت الرسالة التي كنا نريد نشرها من خلال الفيلم: أن نقول إن الناس في سوريا ليسوا إرهابيين ولكنهم أبطال قادرون على تحقيق السلام وأن هناك انتهاكات ترتكب ضد المدنيين في سوريا لابد من محاسبة المسئولين عنها"، وقال الخطيب إن عدم تمكنه من حضور الحفل أمر مؤسف ولكنه فخور بما حققه الفيلم "إنني سعيد جدا بأنني كنت جزءا من فريق عمل في فيلم فاز بالأوسكار، بل إنني سعيد بشكل أكبر بنجاح الفيلم في التعبير عن نضال الشعب الذي وثقناه والعمل الخطير الذي يقوم به الدفاع المدني السوري لإنقاذ حياة المدنيين. لقد شاهد العالم كل ذلك ."
كما أضفى فوز الفيلم بالجائزة أجواء من الارتياح والبهجة على أعضاء وفد المعارضة السورية المشارك بمحادثات جنيف حتى أن البعض اعتبره "نصرا سياسيا"، ومنهم نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات جنيف الذي اعتبره "انتصاراً يسجل للإنسانية في سوريا".