تعاون مصري سوداني للربط الكهربائي والطاقة.. واقتصاديون: عودة للمسار الاستراتيجي بين البلدين.. ومصر تسير لتصبح مركزا لتصدير الطاقة الكهربائية والغاز في المنطقة
خبير
اقتصادي: الزراعة والتعدين والربط الكهربائي مجالات مميزة للتعاون
جمال بيومي: مصر تسير في اتجاهين لتصبح مركزا
لتصدير الطاقة
خبير: الربط الكهربائي بين مصر والسودان عودة
للمسار الاستراتيجي السليم
أكد خبراء اقتصاديون أن التعاون المصري السوداني
في مجالات الطاقة والربط الكهربائي هي عودة للمسار الاستراتيجي السليم الذي يخدم
شعوب واقتصادات كلا البلدين وسيساهم في توفير فائض من الطاقة، موضحين أن مصر تسير
لتصبح مركزا لتصدير الطاقة من خلال مشاريع الربط الكهربائي كالربط مع السعودية
وليبيا والسودان بالإضافة إلى التعاون مع قبرص واليونان، وعن السودان فهناك مجالات
كبيرة للتعاون كالمياه والزراعة والطاقة.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن
أمس عقب مباحثاته مع نظيره
السوداني عمر البشير اعتزام البلدين على المضي في طريق تعزيز التعاون في مجالات
الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية،
والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.
عودة للمسار الاستراتيجي السليم
الدكتور فؤاد شاكر، رئيس اتحاد المصارف
العربية سابقا، قال إن التعاون المصري السوداني في مجالات الطاقة والربط الكهربائي
يخدم اقتصاد الدولتين ويوفر فرص عمل لهما ويقوي العلاقات بينهما، مضيفا أن كلا
الدولتين كانتا شعبا واحدا ودولة واحدة وشبكة الطرق البرية بينهما جيدة وتحتاج إلى
التطوير للاستفادة منها بشكل أكبر في التبادل التجاري.
وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد مباحثاته مع الرئيس السوداني عمر البشير
أمس المضي في طريق تعزيز
التعاون في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل وهو تعديل ورجوع للمسار
الاستراتيجي السليم في العلاقات بين البلدين والذي تأخر لنحو 50 عاما فكان
المفترض أن يتم خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأوضح شاكر أن التعاون المصري مع السودان
وجنوب السودان دولتان يحل أزمات كثيرة اقتصاديا يحقق فائدة تنموية لهذه الدول
الثلاث وخاصة أنهم أغنياء بالموارد الطبيعية ومصر تمتلك الخبرات الكافية لهذا
التعاون، مضيفا أن هذا خطوة للطريق الصحيح في العلاقات المصرية السودانية.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن
أمس عقب مباحثاته مع نظيره
السوداني عمر البشير اعتزام البلدين على المضي في طريق تعزيز التعاون في مجالات
الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية،
والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين.
مركز لتصدير الطاقة
فيما قال السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد
المستثمرين العرب، إن السودان دولة مجاورة وكانت حتى عام 1956 جزء من مصر حتى قررت
السودان الانفصال، مضيفا أن التعاون المصري السوداني أمر حتمي ويجب توفير الظروف
الاقتصادية لجعله في أفضل صورة وخاصة أن هناك مجالات كثيرة للتعاون منها المياه
والزراعة واستغلال الأراضي الوافرة في السودان ونقل الخبرة المصرية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الدولتين ضمن أعضاء في الجامعة العربية ومنطقة التجارة الحرة العربية والتجارة
بينهما محررة من الجمارك وكذلك أعضاء في السوق المشتركة لبلدان شرق وجنوب أفريقيا
الكوميسا، مضيفا أن مصر تسير في اتجاهين لتصبح مركزا لتصدير الطاقة منها الربط
الكهربائي من بغداد وسوريا للرياض والكويت حتى مصر في الشرق.
وأضاف بيومي أنه في الغرب مصر تسير للربط
الكهربائي مع ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ومع الاتجاه للربط مع السودان ستتجه
إلى الجنوب وبعدها إثيوبيا والكونغو، مضيفا أنه عبر الربط الكهربائي سوريا تفتح
لها السوق التركي والأوروبي وفي المغرب تفتح لها السوق الإسباني، وهناك مشروعات
قائمة مع السعودية وليبيا والمغرب والعراق ومخطط التوسع للوصول لأسواق أخرى.
وأشار إلى هذا الربط يوفر نحو 30% من الطاقة
الكهربائية دون بناء محطات جديدة أو مشروعات جديدة بسبب فرق التوقيت، وهذا ما
سيتحقق مع بدء الربط الكهربائي مع السودان وبعدها إثيوبيا والذي سيحقق فائض أكبر
بسبب المشروعات القائمة هناك والسدود كسد النهضة وسد الكونغو.
وأكد أن الاتجاه الثاني في مجالات الطاقة هو
التعاون مع قبرص واليونان في مجالات الغاز والبترول وخاصة أن مصر مع اكتشافات
الغاز ستصبح مركز لتسييل الغاز القبرصي اليوناني لتصديره فيما بعد لأوروبا، مضيفا
أنه بعد هذه المشروعات ستصبح مصر مركزا مصدرا للطاقة الكهربائية والغاز والبترول
في المرحلة القادمة.
مجالات مميزة للتعاون
وقال أحمد خزيم، الخبير الاقتصادي، إن زيارة
الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة أمس كانت خطوة طيبة لإزالة التوتر بين
البلدين وأي أزمات قد شهدتها العلاقة، موضحا أن التعاون الاقتصادي بينهما يخدم شعوب
كلا البلدين وبينهما مجالات عديدة للتعاون ولا سيما الزراعة لأن السودان كما تعرف
هي سلة غذاء العالم.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الزراعة والتعدين والربط الكهربائي والبنية التحتية والمياه كلها مجالات يمكن
التعاون فيها مع السودان وتحتاج عمل دراسات جدوى لأن مصر والسودان يمتلكان الموارد
والمواد الخام ويحتاجان فقط للبدء في التنفيذ على أرض الواقع.
وأكد خزيم أنه آن الأوان أن يقود الاقتصاد
التعاون بين الدول العربية والاتحاد كما خطى الاتحاد الأوروبي للحفاظ
على قوة الدول العربية.