رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أسبوع للتعلم بواسطة الأجهزة المحمولة تحت شعار "المهارات اللازمة لعالم متصل"

25-3-2018 | 07:00


فى إطار عملية التعليم بواسطة الأجهزة المحمولة لعام 2018 ..تنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، ووكالة الأمم المتحدة المختصة بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، أسبوعا غدا الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس تحت شعار "المهارات اللازمة لعالم متصل" الذى يستمر حتى 30 مارس الحالى .


وستقوم أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، بافتتاح الحدث وتسليط الضوء على أهمية توجيه النظم التعليمية والتدريبية في كل مكان نحو الثورة الجارية في مجال التكنولوجيا.. "وتمثل المهارات الرقمية، في عالمنا المتزايد المترابط، الشروط الأساسية لسد الفجوات الرقمية، وتزويد المتعلمين كافة بالمهارات الرقمية وبتوسيع نطاق الفرص التي يمكن لهم الحصول عليها مدى الحياة".

 
وقال هولين جاو الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، الذي سيفتتح الحدث مع أزولاي، إن الاتحاد الدولي للاتصالات، بوصفه وكالة الأمم المتحدة الرائدة لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات، يفخر بكونه شريكاً مع اليونسكو فيما يتعلق بأسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة لعام 2018، بغية استكشاف الطريقة التي يمكن بها أن نرتقي بإمكانات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لضمان تعليم شامل وجيد للجميع.


ويعد أسبوع التعلم بالأجهزة المحمولة من أبرز معالم المنظمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مؤتمر التعليم، حيث سيتبادل المشاركون المعارف بشأن السبل التي تمكن الحكومات والأطراف المعنية من تحديد وتحقيق المقاصد المتعلقة بالمهارات في إطار الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، كما سيتم تحديد وتعميم المهارات الرقمية في مجال التعليم، وصقل المهارات اللازمة للعمل في مجال الاقتصاد الرقمي، والقضاء على أوجه عدم المساواة والفجوات القائمة بين الجنسين في إطار المهارات الرقمية، والتخطيط والتحسب للاحتياجات المتغيرة للمهارات الرقمية.


ووفقاً لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة، هناك 6 مليارات شخص من سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات يستخدمون الهاتف الجوال، كما أن استخدام خدمة الإنترنت يزداد ازديادا سريعاً، وبفضل الاستخدام المتزايد للهاتف الجوال والإنترنت، فضلاً عن التقدّم التقني في أجهزة الهاتف الجوال ومحتوى التعلم الحيوي، ازدادت إمكانية استخدام وسائل الاتصال والتواصل والمعلومات في مجال التعليم، خصوصاً في المجتمعات التي تفتقر إلى الكتب والمدارس.


ويعد استخدام تكنولوجيا الهاتف الجوال مناسباً في نطاق العمل على تحقيق الأهداف التعليمية التي وضعت في جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 الذي اعتمدته الأمم المتحدة العام الماضي، حيث تهدف إلى توفير فرص عادلة وشاملة للتعليم وتحفيز فرص للجميع في التعلم مدى الحياة، كما ركّز جدول أعمال التنمية المستدامة على الدور الذي تلعبه تكنولوجيا الاتصال والتواصل والمعلومات في تعزيز برامج التعليم وتوفير تعلم فعال.


وفي ظل تطور مجال التكنولوجيا المستمر، يقدم المختصون في مجال التعليم ولخبراء التكنولوجيا فرصة تبادل الأفكار ومناقشة الطرق الجديدة التي تهدف إلى استخدام التكنولوجيا بشكل أفضل في مجال التعليم. 


وأشار مارك ويست أحد منسقي البرنامج، إلى أن هذا الأسبوع التعليمي حول الهاتف الجوال يمثل فرصة مهمة لتبادل المعلومات والمعارف بين الدول والأفراد، وسيتناول الأسبوع التعليمي حول الهاتف الجوال مواضيع أساسية هي التعليم الجيد للمتعلمين الجدد، كيف تستطيع التكنولوجيا تقديم فرص مناسبة وعادلة في التعليم للشباب، مع الأخذ في الاعتبار أنه من المتوقع أن يزيد عدد الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً في أفريقيا بمقدار الثلثين مع حلول عام 2050؛ والتعليم الجيد من أجل العمل، كيف تساعد تكنولوجيا الهاتف الجوال على توفير فرص عمل كاملة في سوق العمل العالمي التي تشهد نسبا عالية من البطالة بين العمال والموظفين الذين لا يمتلكون أو يفتقرون إلى الكفاءات اللازمة ؛ التعليم الجيد مدى الحياة ، كيف تساهم التكنولوجيا في زيادة طرق التعليم المرنة والمناسبة للمتعلمين من كل الأجيال، حيث سيستمر الموظفون الحاليون في عملهم وسيحتاج الشباب إلى زيادة كفاءاتهم من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية ؛ التعليم الجيد من أجل النساء .


وسيضع أسبوع التعلم بالأجهزة الجوالة تحت المجهر بعض الاستراتيجيات التي من شأنها أن توفر للنساء فرصا عادلة لاستخدام الهاتف الجوال وتدريبهن على استخدامه من أجل التعلم في سبيل التغلب على حقيقة أن النساء لا يحصلن على فرص متساوية في التعليم والتكنولوجيا مثل الرجال.


ولفت "مشروع اليونسكو لتعلم القراءة والكتابة بالأجهزة المحمولة"، إلى نجاح هذا المشروع في ريف باكستان في تحقيق نتائج متقدمة في برنامج محو الأمية بالنسبة إلى المراهقات الباكستانيات وجهاً لوجه، وبالتالي ارتفعت نسبة الفتيات اللواتي حصلن على درجة «ألف» ممن أتممن هذه الدورة من 28% إلى 60% .


وأصدرت اليونسكو سلسلة من الوثائق وأوراق العمل "سلسلة أوراق عمل اليونسكو حول التعليم النقال" تتضمن هذه السلسلة أمثلة ملموسة مستمدة من شتى أنحاء العالم تبيّن أن بإمكان تكنولوجيات الأجهزة المحمولة ، بفضل توافرها في كل مكان وسعرها المعقول، أن تسهم في معالجة التحديات التعليمية في سياقات مختلفة، وفي دعم التعليم النظامي وإثرائه، وفي جعل التعلم أيسر منالاً وأكثر إنصافاً ومرونة لجميع الطلاب في كل مكان، وتهدف هذه السلسلة إلى تأمين فهم أفضل للطرائق التي يمكن أن تستخدم بها تكنولوجيات الأجهزة المحمولة لتحسين فرص الانتفاع بالتعليم ولتعزيز الإنصاف والجودة في مجال التعليم في أنحاء العالم كافة .


وتضمنت السلسلة وثيقتين تمت ترجمتهما حديثاً تتناولان موضوع التعليم النقال في دولتي جنوب أفريقا ومالى،كما قامت اليونسكو في هذا الإطار بالتشاور مع خبراء من أكثر من 20 دولة لوضع مجموعة من المبادئ التوجيهية "المبادئ التوجيهية لسياسات اليونسكو فيما يتعلق بالتعلم بالأجهزة المحمولة" لمساعدة واضعي السياسات على الإحاطة على نحو أفضل بماهية التعلم بالأجهزة المحمولة وبسبل تسخير منافعه الفريدة لتحقيق التقدم على طريق التعليم للجميع مع تكييفها بحسب اللزوم مراعاة للاحتياجات الفردية والحقائق القائمة على أرض الواقع في السياقات المحلية.


وكشفت تقارير اليونسكو، أن الهاتف المحمول يمكن أن يقدم خدمات تعليمية عديدة، كما يمكنه تحقيق أهداف تعليمية وتدريبية محددة لا يمكن تنفيذها بنفس الفاعلية من خلال البدائل الأخرى، حيث يسمح نظام التعليم عبر الموبايل للمعلمين والمحاضرين والمشرفين تقديم موادهم التدريبية والتعليمية والمهنية على أجهزة الموبايل المختلفة بسهولة وذلك من خلال برنامج الناشر عبر الموبايل #### Learning Mobile Author#### .


كما يسمح الهاتف للطلاب بمتابعة الدروس والتمارين التدريبية والتعلم الذاتي ومتابعة برامج الإرشاد التعليمي والمهني، وأن يرسلوا أعمالهم إلى بعضهم البعض عن طريقة تقنية البلوتوث، كما يمكنهم وضع المواعيد النهائية لتسليم هذه الأعمال على مفكراتهم الرقمية، وقضايا البحث على شبكة الإنترنت، وكذلك أخذ لقطات الفيديو للمعلمين وهم يشرحون النقاط الرئيسية من الدرس، ويمكنهم كذلك من خلال الأجيال الجديدة من الهواتف المحمولة ذات شاشات العرض والذاكرة الكبيرة، أن يخزنوا فيها كتباً بالغة الأهمية باللغة الإنجليزية وليست لها حقوق نشر، مثل روايات توماس هاردي شكسبير وغيرها، بالإضافة إلى سهولة تبادل الرسائل والنصوص الكتابية وقابليته لخزن الرسائل والمكالمات الصوتية والصورية وإمكانية استخدامه بصورة مشابهة للمفكرات التي يستطيع المتعلم من خلالها تسجيل وتدوين مختلف الملاحظات والمعلومات المتنوعة وإظهارها والاستفادة منها حين الحاجة ورغبة المتعلم.


ولقد استطاع بعض التلاميذ بالفعل تحميل كتبهم الدراسية على هواتفهم المحمولة ثم رفعها على شبكة الإنترنت لحفظها، وبالتأكيد سيكون ادعاء نسيان الكتب المدرسية، أو دفتر الواجبات في البيت شيئاً من الماضي، إذا ما أصبحت هذه الهواتف الذكية قوام المدرسة الحديثة.


ويوفر نظام التعليم عبر الموبايل نظاما مشابها لنظام إدارة العملية التعليمية والمحتوى التعليمي في التعليم الإليكتروني وذلك من خلال نظام يعمل على شبكة الواب، يسمى نظام تسليم وتتبع المادة التعليمية عبر الجوال ####"Tracking and MDTS Mobile Delivery System"####، يسمح هذا النظام للمشرفين على العملية التعليمية والتدريبية معرفة الأشخاص الذين يطلعون على المادة التدريبية ومعرفة نتائج التمارين ونقاط القوة والضعف لكل طالب.


كما يبين النظام بعض البيانات الإحصائية كالوقت المستنفذ في دراسة مساق تدريبي معين، كما يمكن إضافة كلمة مرور لكل طالب وإدارة الطلاب الجدد والقدامى، وتعيين المسارات أو الاتجاهات التعليمية الخاصة بكل مجموعة وغيرها من البيانات التي تعمل على إدارة هذه العملية التعليمية بشكل كفء، لذلك تم اعتماده كوسيلة تعليمية بالكثير من المدارس في الدول المختلفة، كما أنه يتيح للطالب والمدرس التقاط الصور الفوتوغرافية والفيديو وخاصة في التخصصات العلمية وهي في أماكنها الطبيعية واستغلالها للأغراض التعليمية عند الحاجة مع إمكانية تكبير هذه الصور لتوضيح دقائقها وتفاصيلها المهمة عندما يحتاجها الطالب .


كما أن الموبايل يسهل بدرجة كبيرة الأعمال الإدارية والتنظيمية وسرعة الاتصال وتبادل الأخبار والمعلومات في المؤسسات التعليمية للأغراض الإدارية المتعلقة بالعملية التعليمية، إضافة إلى أنه توجد تجارب ناجحة لاستخدامه في العملية التعليمية، منها تجربة الإمارات (على سبيل المثال)، والتي تمثلت في تطبيق آلية تقنية جديدة لتطوير آليات التواصل الأكاديمي بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، من خلال استحداث خدمة الهواتف المحمول مع تطبيقات البلاك بورد بالجامعة، لمساعدة الطلاب على متابعة مساقاتهم الأكاديمية وواجباتهم العلمية ومواعيد محاضراتهم وكذلك متابعة درجاتهم الامتحانية، وكذلك المتابعات الإدارية المختلفة من قرارات وتعليمات أكاديمية في مختلف الكليات والأقسام، مما يوفر على الطالب وعضو هيئة التدريس الجهد والوقت والعناء، ويسهل عملية التواصل التقني بين جميع أطراف العملية التعليمية، إضافة إلى تجارب جامعة البحرين والجامعة العربية المفتوحة، وكذلك في جامعات الملك سعود والملك عبد العزيز والملك خالد بالسعودية وغيرها الكثير.


وأكدت اليونسكو أنه على مدى السنوات القليلة الماضية نفذت العديد من التجارب والمشاريع لمحاولة اكتشاف مدى فاعلية التعليم بالمحمول كنموذج تعليمي جديد، وتنوعت تلك التجارب والمشاريع من مشاريع صغيرة لقياس فاعلية التعليم المتنقل في المدارس والجامعات، ومشاريع كبيرة تحاول بناء بيئات تعليمية متكاملة للتعليم المتنقل.