قال الدكتور عمرو الجارحى وزير المالية، فى رده على اتهامات النواب حول الفساد وإهدار المال العام، أثناء مناقشة مجلس النواب للحساب الختامى للدولة للسنة المالية 2014 /2015، إنّ السياسات الاقتصادية الخاطئة فى أسلوب التشغيل والإدارة والابتعاد بشكل كبير عن تقديم الخدمة، بشكل سليم، هو السبب الرئيسى فى الخسائر الكبيرة، ووجود الفساد التى تتعرض لها العديد من الهيئات الاقتصادية.

وأضاف الجارحى فى تعقيبه على مناقشات أعضاء مجلس النواب فى جلسة اليوم بشأن الحساب الختامى للدولة، عن عام 2014/2015، أنّ ما حدث هو أسلوب تشغيل سيء أدى إلى زيادة فى التكاليف والعمالة والمديوينة بشكل كبير جدًا، والحكومة لجأت إلى تسيير الهيئات الاقتصادية بمديونيات عالية، وبالتالى زادت التكلفة إلى أن وصلنا إلى وضعية أن هذه الهيئات رغم ما بها من كفاءات، بدأت فى عملية الهبوط أو الانهيار التدريجى، نتيجة لترك الأمور على ما هى عليه لفترة طويلة من الزمن.
وأوضح أن هيئتى قناة السويس والمجتمعات العمرانية الجديد، تحقق مكاسب، فى حين أن الهيئة القومية لسكك حديد مصر التى بها نحو 60 ألف موظف، واتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى يضم نحو 50 ألف موظف يتعرض لخسارة كبيرة.
وأشار وزير المالية إلى أن المبالغ المخصصة لهذه الهيئات تزداد بشكل كبير فى الموازنة  العامة للدولة عاما بعد عام، وقال "إننى أتفق مع الأعضاء على إعادة الهيكلة فى ظل وجود حجم أصول ضخم جدا يدار بشكل غير سليم".
وأضاف أن "حجم دعم الطاقة كبير جدًا، ولا يجب أن ننس أنه لولا أن سعر برميل البترول انخفض إلى 55 دولارًا بدلًا من 100، لكانت المشكلة التى تواجهنا كبيرة جدا، خاصة وأن ملف الطاقة مهم، وهذا القطاع يجب أن يوضع على المسار الصحيح وكل الهيئات الأخرى لا بد من حل لها خلال خمس سنوات، حيث إن الفساد ناتج عن سياسات اقتصادية غير سليمة تطبق لسنوات طويلة.
وقال الجارحى إنه عندما تحدث عن عجز الموازنة لا يجب أن ننسى الظروف التى مرت بها الدولة من عام 2011 وحتى 2015، والصعاب التى تعرضت لها.

وأضاف: "استلمنا بعض المؤسسات وهى فى حالة صعبة جدا من التنظيم والإمكانيات، كما أن تحصيل الإيرادات فى بعض النواحى لم يكن فى الشكل الأمثل، وبلغ حجم المديونية فى هذه الفترة نحو ترليون جنيه، والآن بلغ نحو 3.4 ترليون جنيه فى خلال خمس سنوات فقط، كما أننا نعانى من عجز بلغ نحو 13% لست سنوات متصلة".
وأكد وزير المالية أنه لا توجد دولة تتعرض لكل هذا الكم من المشاكل، ومع سياسات خاطئة، أن تنهض فى خمس سنوات، لكننا نتحسن تدريجيا ونتطور سريعًا، "صحيح أنه ليس محسوسا بشكل واضح، لكننا نصل إلى نتائج على الأرض طيبة جدا".