رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قبل عام من «بريكست».. «الإندبندنت» ترصد تداعيات الخروج على الاقتصاد البريطاني

31-3-2018 | 19:32


مع تبقي عام واحد على خروج المملكة المتحدة رسميا من الاتحاد الأوروبي، رصد تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية التبعات الإيجابية والسلبية لتصويت البريطانيين في استفتاء 2016 لصالح "بريكست" على الاقتصاد البريطاني.

وفي مقال تحليلي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أعاد المحرر الاقتصادي بـ"الإندبندنت" بن تشو، إلى الأذهان تحذير وزارة الخزانة البريطانية، قبيل استفتاء يونيو 2016، من تداعيات الأنسحاب المتمثلة في إحداث ركود لحظي وفوري على الاقتصاد البريطاني، ورأى أن مؤيدي "بريكست" لم يلتفتوا لمثل هذه التداعيات، في حين أكد معارضو الخطوة على تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد بصورة حادة.

ففي ما يتعلق بتداعيات "بريكست" على العملة البريطانية (الجنيه الإسترليني)، أشار الكاتب إلى انهيار العملة، خلال الساعات الأولى من إعلان نتيجة استفتاء الخروج، بعدما أظهر الاستفتاء عزم البريطانيين إنهاء 43 عاما قضتها في عضوية الاتحاد الأوروبي؛ حيث شهد الجنيه الإسترليني تراجعا غير مسبوق له في السجلات الحديثة، أمام الدولار، بواقع 9. 11%، مسجلا بذلك أدنى مستوى له منذ 31 عاما، ليقف عند 3679. 1 دولار.

وأرجع تشو ذلك التراجع في قيمة العملة البريطانية إلى انخفاض قيمتها في سوق العملات بفعل "الأيدي الخفية" وما استتبع ذلك من أثر على الاقتصاد البريطاني في حقبة ما بعد استفتاء الخروج من التكتل الأوروبي.

وفي ما يخص التضخم، أشار تشو إلى أن تكلفة واردات الشركات البريطانية شهدت ارتفاعا، ثم انتقل هذا الارتفاع بصورة تدريجية إلى عاتق المستهلكين، في صورة ارتفاع أسعار السلع في المتاجر.. الأمر الذي نتج عنه، تضخما، ارتفعت قيمته من 5. 0% آنذاك إلى 3% أواخر العام الماضي.

ويرى غالبية الخبراء الاقتصاديين أن الانخفاض الحاد الحادث في قيمة الإسترليني قد وصل بالفعل إلى ذروته، بارتفاع الأسعار عن متوسط الأجور، وما ألحقه من أضرار على متوسط مستوى المعيشة في البلاد.

واستطرد الكاتب: إنه على الرغم من ذلك، يرى بنك إنجلترا المركزي أنه على الرغم من أن عامليّ انخفاض معدلات البطالة، التي تشهد أدنى مستوياتها منذ عام 1975، وتصاعد الأجور في البلاد، يمثلان ضغوطا تضخمية، إلا أنهما يسهمان في بناء الاقتصاد الوطني من جديد، الأمر الذي دفع البنك لرفع قيمة أسعار الفائدة، في نوفمبر من العام الماضي، للمرة الأولى منذ عقد من الزمان.

وحول الاستثمار في المشاريع التجارية، رأى الكتاب أن ردة فعل الكثير من الشركات البريطانية، على تصويت الخروج دق ناقوس الخطر، فالكثير من هذه الشركات تعتقد أن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي تعود بالنفع على الاقتصاد البريطاني، كما اعتبرت هذه الشركات، قرار رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، بمغادرة السوق الموحدة والاتحاد الجمركي بعد "بريكست" أمرا يلحق أضرارا بأعمالهم التجارية.

أما بالنسبة لنمو الاقتصاد البريطاني، أشار تشو إلى أنه تم تقويض نمو الاقتصاد البريطاني منذ إجراء استفتاء الخروج، إذ أظهرت الأرقام الفصلية (التي يتم رصدها كل ثلاثة أشهر) لقياس الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، تباطؤا واضحا في معدل نمو الاقتصاد في عام 2017؛ الأمر الذي أرجعه تشو إلى أثر ارتفاع معدل التضخم السلبي على استهلاك الأسر.

وأوضح تشو أن القياس الأمثل لأثر "بريكست" على الاقتصاد البريطاني يكمن في مقارنة بريطانيا بغيرها من الدول السبع الصناعية الكبرى؛ فعلى أساس تقييم سنوي، كانت بريطانيا تحقق معدل نمو 2%، وقت إجراء استفتاء الخروج، وقد انخفضت هذه النسبة إلى 4. 1% فقط خلال الربع الأخير من العام الماضي، وذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه معدلات نمو باقي الدول السبع: الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان وإيطاليا، وهو الأمر الذي يعني انتقال بريطانيا من مصاف أعلى دول السبع الكبار إلى أدناهم، من حيث معدل النمو.

بينما أشار تشو -في ختام مقاله- إلى أن مكتب مسؤولية الموازنة البريطاني يتوقع أنه بحلول العام القادم، وهو عام خروج بريطانيا الفعلي من الاتحاد الأوروبي، سينخفض معدل النمو البريطاني إلى 3. 1%، وهي النسبة التي -إن تحققت- تكون أدنى معدل نمو يحققها الاقتصاد البريطاني منذ الركود الاقتصادي (الأزمة المالية العالمية 2008-2009).