ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية
أن الحكومة السورية، بعد استعادتها للغوطة الشرقية، أجبرت عشرات الآلاف من المدنيين
على ركوب حافلات الاستسلام في رحلة ذهاب فقط إلى محافظة إدلب، ليجدوا أنفسهم محاصرين
بين القوات السورية والمتطرفين.
وقالت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على
موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إنه منذ بداية الحرب السورية تضاعف عدد سكان إدلب بعد
استقبالها مزيجا مختلطا من المدنيين الهاربين أو النازحين ومقاتلي المعارضة المسلحة
المهزومين والإرهابيين المتطرفين.
لكن مع استعداد نظام الرئيس السوري بشار
الأسد لاختتام حملته العسكرية في الغوطة الشرقية، من المرجح أن تكون إدلب هي هدفه القادم،
وهذه المرة لا يوجد مكان آخر للفرار.
وأشارت الصحيفة إلى أن إدلب المحافظة الصغيرة
التي تقع على الحدود التركية هي أكبر المعاقل المتبقية للمعارضة السورية، وهي إحدى
أولى المناطق التي ثارت ضد الأسد، وقد تصبح المكان الذي بدأت فيه الثورة السورية منذ
7 سنوات وتنتهي فيه أخيرا.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة السورية،
بدعم حليفتها روسيا، أشعلت الأرض بضربات جوية حيث استهدفت المستشفيات والعيادات والمدارس
والأسواق؛ إلا أن الهاربين ما زالوا يتدفقون هناك.
وذكرت الصحيفة أنه خلال الأيام الأخيرة
تم ترحيل أكثر من 10 آلاف مدني ومسلح على متن حافلات إلى إدلب بعد استسلامهم في أجزاء
من الغوطة الشرقية بعد سنوات من حصارها.
وقالت الصحيفة إن الحكومة السورية تعاملت
مع إدلب على أنها أرض النفايات لهؤلاء ممن لا تريدهم في الأراضي التي تسيطر عليها،
وتصور إدلب على أنها عش الإرهابيين؛ إلا أن أغلبية سكان المحافظة من المدنيين، بمن
فيهم نشطاء هربوا خوفا من التعذيب والاعتقال إذا ظلوا في مناطق الحكومة، وهم أيضا يقاومون
المتطرفين في إدلب حيث يعتقدون أنهم شاركوا في إحباط الثورة.