رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شجون كرم جبر في 4 رسائل للمصريين.. تعرف عليها

1-4-2018 | 00:34


لا تعرف إن كان همسا لمعاتب أو صرخة لمحذر أو تنبيها لمخلص هذا بالضبط ما تستشعره في كلمات الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة والتي نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

تحدث جبر في ما يبدو عن شجون تدور بخلده والرابط بينها أنها تتعلق بحياة المصريين وروحهم فحين تحدث عن عبد الحليم حافظ وسر خلوده رغم سنوات الرحيل كان يشير إلى شئ يراه غائبا اليوم وهو الصدق وما أغلاه من سلعة فأشار إلى أنه حين يتحدث عن الرومانسية يتحول إلى وردة تفوح بالحب وإن تغني لبلده تحول إلى طلقات تعرف طريقها إلى عدوها هذا بالضبط ما نفتقده اليوم فالصدق مفتاح القلوب لذلك لم يغادرها عبد الحليم إلى اليوم.

شجن آخر يتعلق بخلده فخرج على هيئة كلمات أيضا وهو الاجتراء على ذوي الفضل وهي ثقافة شاعت في مصر عقب أحداث 25 يناير حيث بات الاعتراف بفضل الكبير عجزا والتعلم من الخبير نقصا وهي آفة أصابت الجيل الجديد من الصحفيين عذرهم فيها "جبر" حيث افتقدوا إلى ما عاشه في جنبات روزا اليوسف وهم "أسطوات المهنة" فتعلم الصحافة بدأ تواترا جيلا فجيل ومن أراد أن يقطع هذا الحبل الموصول إلا فئة استبطأت مستقبلا أرادوا بناءه على أطلال سابقيهم فلا نالوا مجدهم ولاصنعوا نذرا من فيضهم فبات اصحاب المهنة غرباء يأكل بعضهم بعضا .

ثم توقف الكاتب الكبير عند عبارة "تفكير خارج الصندوق" مبرهنا أنها قول حق يراد به باطل فلم يعد هناك أبدع مما كان وأن من يردد هذه العبارة يأخذنا إلى طريق بلا معالم أو هدى وأن الأجدر بنا إعادة ترتيب الصندوق بدلا من البحث خارجه فلم يعد خرجه شئ نجده.

 

وانتقل بنا الكاتب إلى جانب آخر من حياتنا وهو تحرير الدين من ما علق به من "بيزنس"سواء سياسيا أو اجتماعيا داعيا إلى العودة إلى أنوار الدين لا اللجوء إلى الكهوف المظلمة والذبح والقتل باسم السماء فديننا دين السلام واتخذه اسما له وسمى جنته دار السلام.

 

إلى نص المقال:

حليم .. الحب والثورة !

(1) حليم.. ورود وطلقات: أغاني العندليب في الحب ورود وأزهار، وفي الوطنية طلقات رصاص.. تحولت الكلمات العاطفية على لسانه إلى أحضان وقبلات وحب وهيام ولوعة وفراق ولقاء ووداع وفرحة وعذاب "صافيني مرة، موعود، زي الهوا، لايق عليك الخال، جبار، بتقولي بكرة".. أما الأغاني الوطنية فكانت طاقة إيجابية ألهبت الحماس والمشاعر وأيقظ حب الوطن الكامن في الأعماق، " صورة، يا أهلاً بالمعارك، عدى النهار، فدائي".. 41 سنة مرت على وفاته وما زال يعيش بيننا، لأنه كان يغني بروحه ودمه ومشاعره وأحاسيسه، والناس صنفان: موتى في حياتهم وآخرون بباطن الأرض أحياء.

(2) "أسطوات" المهنة: كنا أسعد حظاً بتعلم أصول المهنة من "الأسطوات" الكبار، وحين دخلت روز اليوسف فى بداية الثمانينيات، كان الدور الخامس بمبناها شارع قصر العينى، نادياً مزدحماً بعظماء الكتاب، الغرفة المواجهة للأسانسير أحمد حمروش، وفى غرف الممر الدائرى يمين، فايزة سعد وجمعة فرحات، وبعدها ناصر حسين، وعبدالفتاح رزق، والشاب طارق الشناوى، ثم صالة التحرير وبعدها غرف عاصم حنفى، ومحمود السعدنى، وفتحى غانم، وصلاح حافظ، ثم عبدالله إمام ومحمود المراغى، وعبدالستار الطويلة ومحمد ذهنى، وأسطى رسم الماكيتات عدلى فهيم.

الجيل الحالى من الصحفيين مظلوم تماماً، بعضهم لم تتح له فرصة الاحتكاك بالكبار، فلم يشربوا المهنة من أصولها، وبعضهم أخذته العزة بالوهم، فتخيل أنه الأقدر والأعظم، وأن صعوده لن يكون إلا بإزاحة الكبار من طريقه، وألمس فى بعض زملائى الشباب طموحاً جارفاً لاستعادة الأصول، واسترداد الزمن الجميل، بتقاليد متطورة تحافظ على الثوابت، وتمنع كل من يعرقل صعودهم للمستقبل.

(3) "من خارج الصندوق": عبارة أكرهها جداً.. فماذا يحدث إذا سرقوا الصندوق، وأين الصندوق أصلاً الذى نبحث عن حلول خارجه، وما العمل إذا كان الصندوق فارغاً أو فيه كراكيب؟ وهل نوظف هذه العبارة كما اخترعوها فى الغرب فى مكانها الصحيح، أم هى مجرد جملة استعراضية، يزين بها خبراء الفضائيات كلامهم، ثم تكتشف أنها سوار من صفيح؟

منقول : شارلز هولاند دويل "مفوض الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية"، قال: كل شىء كان من الممكن اختراعه قد تم اختراعه، وهذه المقولة بالضبط ليست أكثر من التفكير داخل الصندوق، وستتعجب أكثر عندما تعلم أنه قالها عام 1899، عندها كان الناس لا يزالوا يستخدمون الخيل والقطارات البخارية للتنقل، وقبل اختراع السيارات والطائرات بأمد بعيد.

(4) الدين والسياسة: المشكلة الكبرى هى توظيف الدين الحنيف لمطامع وأغراض شخصية، فمن يريد النصب على الناس، لا يتورع فى الاجتراء على الإسلام بما ليس فيه، ومن يبحث عن الشهرة الكاذبة، يفعل مثل كثير من الدعاة، الذين لا يمتلكون مؤهلات الإفتاء، وأهمها الدراسة فى الأزهر، أما الابتلاء الأكبر فهو الصراع السياسى على السلطة، وتوظيف الدين ليكون وسيلة للوصول إلى الحكم، ولم يدخل هذا الداء بلد إلا أفناه، وفجر بين أبنائه بحوراً من الدماء، فكل المتقاتلين يزعمون أنهم ينفذون شريعة الإسلام، ويذبحون ويقتلون ويعتدون على المال والإعراض باسم الدين، مع أن جوهر الأديان هو الهداية ونشر المحبة والسلام، وليس القتل وإراقة الدماء.

لم تتحقق عظمة الإسلام بالسيف والقسوة، وإنما بالعقل والرحمة، وتثبيت الأخلاق الكريمة، ونشر التعاليم الصحيحة، وهذا عكس ما يحدث الآن، فنتراجع للخلف بدلاً من السير للأمام، ونهيئ أنفسنا للمستقبل، بالعودة إلى الكهوف المظلمة.