رئيس «الشئون الإسلامية» بالكاميرون: مصر قدمت للأمة الإسلامية خدمات جليلة.. و«السيسي» رئيس شجاع.. الأزهر حصن أبناءنا.. و«بوكو حرام» لا تختلف عن داعش.. ونحتاج لتحالف «فكري-مسلح» لمواجهة التطرف
شدد الشيخ عمر معلم جيبرنج، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالكاميرون، على ضرورة التفاف جميع الدول الإسلامية والعربية حول مصر، بسبب دورها الحيوي في مواجهة الإرهاب سواء على المستوى الفكري والعسكري، مؤكدا أن مصر قبلة الجميع ونصيرة المظلومين تحمل على عاتقها القضايا الإقليمية والإفريقية ولا تتوانى عن مساعدة دول الجوار.
وقال رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالكاميرون لـ«الهلال اليوم» إن بلاده تحصنت من الإرهاب وأفكاره الهدامة بفضل علماء ووفود الأزهر الشريف المنتشرة في جميع محافظات البلاد، لافتا إلى وجود خطة عصرية لتطوير جميع المناهج التعليمية لمواجهة خطر الإرهاب الذي يداهم الجميع.
وكشف الشيخ عمر معلم جيبرنج، عن الخطر الإرهابي الذي واجه بلاده على يد جماعة «بوكو حرام» وكيف انتصروا عليها، بفضل التحالف الإقليمي بين خمس دول وحاصروها داخل الغابات النيجيرية، مشيدا بدور القوات المسلحة في اقتلاع الإرهاب من جذوره، مشددا على ضرورة المواجهة الفكرية لأن المواجهة الميدانية وحدها لا تكفي.
إلى نص الحوار..
هل تشارك الكاميرون في مؤتمرات مواجهة الإرهاب التي تنظمها الدول الإسلامية والعربية؟
نعم، فأنا حريص على المشاركة في المحافل والمؤتمرات الإسلامية، للمساهمة بشكل فعال في جهود محاربة الإرهاب، خاصة أن أغلب دول المنطقة والقارة السوداء تعاني منه، فشاركت في المؤتمر الثامن والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، في فبراير الماضي، مع حرصي الشديد على تلبية دعوات المشاركة في المؤتمرات في مصر.
ما رؤيتك حول وضع آليات لمواجهة الإرهاب؟
لا بد أن الدول الإسلامية والعربية تجمع قوتها ضد الإرهاب سواء على المستوى الفكري أم مستوى المواجهة المسلحة، ولا يمكن أن يحارب الإرهاب بسلاح واحد منهما فقط بل يجب التحرك على الجانبين، خاصة أن المواجهة الفكرية هي الأهم، مع الاستعانة بالأساليب التكنولوجية الحديثة ودعم المؤسسات الدينية بها.
الإرهاب بات يدمر كل شيء، فالإرهابيون يقتلون الناس بأموالهم وأنفسهم، وأنهم ضد الحضارة والثقافة في جميع أرجاء الدنيا ويسعون في الأرض فسادًا.
في رأيك.. هل العالم متكاسل وخاصة الدول الكبرى عن مواجهة الإرهاب؟
في الحقيقة الأمر يحتاج لمجهود أكبر وجهود جادة وفاعلة لتحجيم ذلك الخطر الذي طال الشرق والغرب، ويفرق بين الأديان ولا يقف عند حدود معينة، ولا بد أن يحارب العالم هذا الفكر وهذه الجماعات المنظمة التي تعمل على إفساد الثقافة والحضارة وتهدم الحياة الإنسانية.
ما نصيب الكاميرون من الإرهاب؟
للأسف داهمنا خطر الإرهاب عبر جماعة «بوكو حرام»، وحاولت إفساد الحياة في بلادنا وحرق الأخضر واليابس وحرمت التعليم والثقافة والفنون باعتبارها مكتسبات غربية ليس لها علاقة بالإسلام، كفرت بكل شيء يبعث الأمل والحياة التجديد.
كيف استطعتم مواجهة هذا الخطر والقضاء عليه؟
استطعنا في الكاميرون مواجهة خطر الإرهاب، وتصدينا إليه في أقصى شمال البلاد مع الحدود النيجيرية، وقد انتصرنا على هؤلاء المجرمين بالتعاون مع الدول المجاورة وحاصرناهم في مناطق محددة حتى تمت إبادتهم بالكامل ولم ينالوا من الكاميرون.
كم عدد الدول التي عانت من جماعة «بوكو حرام»؟
جميع الدول المجاورة عانت من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية التي لا تختلف عن داعش أو أي تنظيم إرهابي، إذ نشأت تلك الجماعة في نيجيريا، ووصل خطرها إلى تشاد والنيجر وبنين والكاميرون، ولكن اجتمعت تلك الدول بقواتها المسلحة ونجحت في دحر تلك القوى الخبيثة.
يعني ذلك أن هذه الجماعة لم تكن في بلادكم وجاءت من الخارج؟
نعم، جاءت جماعة بوكو حرام من نيجيريا عبر الحدود الكاميرونية النيجيرية وحاولت دخول الكاميرون ولكن قواتنا المسلحة تصدت لها وانتصرت عليها.
هل تم القضاء على هذه الجماعة الإرهابية نهائيا؟
لم يتم القضاء عليها نهائيا لأنها تعيش في الحدود مع نيجيريا وليس داخل الكاميرون فلا نملك السيطرة الكاملة عليها، كما أنها تتمركز بين الغابات، وتحاصرها القوة المسلحة المجمعة من الخمس دول المجاورة التي اقتربت من الاندثار.
ماذا عن تطوير المناهج العلمية وخططكم المستقبلية لمواجهة خطر الإرهاب؟
هناك خطة موضوعة لتطوير في المناهج التعليمية لمواجهة الأفكار المتطرفة، فنحن نأمل ونؤمن منذ قرون بتعاليم الديني الإسلامي الصحيح للسنة وأهل الجماعة، ونتبع المنهج الأزهري المنتشر في كل أرجاء الكاميرون.
كما تجد في الكاميرون العلماء المبعوثين من الأزهر الشريف منتشرين في شتى المحافظات لتحصين المسلمين هناك من الأفكار الرجعية المتطرفة.
كيف ترى دور مصر في مواجهة الإرهاب؟
مصر حاضنة للقضايا الإسلامية والعربية دائمًا وقبلة الجميع ونصيرة المظلومين والمقهورين بل وصل الأمر إلى تبنيها القضايا العالمية الكبرى، وهي أول من حذرت العالم من خطر الإرهاب المحدق.
فباسم الكاميرون، نشكر الله سبحانه وتعالى، ونشكر مصر حكومة وشعبا على ما قدموه في خدمة الأمة الإسلامية، ونشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحتضن أغلب المحافل الدولية، ويعمل بجد من خلال التعاون مع مختلف الدول للقضاء على الإرهاب.
وأطالب المسلمين في شتى بقاع الأرض بالتعاون على البر والتقوى ونبذ الإثم والعدوان.
بما تصف الرئيس السيسي؟
بالشجاعة والإقدام والجسارة في مواجهة المخاطر، فالرئيس السيسي يبذل جهدا كبيرا في مواجهة الإرهاب والتطرف، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحافظ عليه ويؤيده بنصره لما يفعل لمصر والمسلمين في جميع أنحاء العالم.