بمناسبة مرور 120 عاماً على مولده .. أول كتالوج مسبب لأعمال محمود سعيد
كتبت : شيماء محمود
فى مبادرة هى الأولى من نوعها على مستوى العالم العربى والشرق الأوسط وبمناسبة مرور 120 عاماً على مولد الفنان محمود سعيد تم الإعلان عن إطلاق المجلد الضخم المسمى بالكتالوج المسبب لأعمال الفنان محمود سعيد فى منتصف مارس القادم فى دار "كريستيز" بدبى ليكون أول كتالوج مسبب للأعمال الفنية الكاملة للفنان محمود سعيد ..ذلك العمل الموسوعى الجامع ..الذى استغرق إعداده 5 سنوات من العمل الجاد ..شارك فى دراساته النقدية نخبة من نقاد الفن التشكيلى، وساهم فى محتوياته عشرات المتخصصين ومقتنيو أعمال الفنان الكبير.
الكتاب إنتاج مصرى فرنسى صادر عن دار نشر سكيرا الإيطالية "Skira" مكون من 900 صفحة- يتكون من جزأين، ويضم كل أعمال "محمود سعيد" الموثقة من تصوير زيتى واسكتشات ورسم ..وسيتم إطلاقه فى القاهرة والإسكندرية فى أبريل القادم ..
والكتالوج إعداد الناقدة الفرنسية فاليرى ديديرهيس Valerie Didier- Hess " والدكتور "حســام رشوان" الباحث فى شئون الحركة التشكيلية المصرية الحديثة، وساهم فى كتابة الدراسات كل من الأساتذة والنقاد: د. ياسر عمر أمين، د. ندى شابوت، د. محمد سالم، د. راوية الشافعى، فاليرى هيس، عزالدين نجيب، د. ماجدة سعدالدين، د. أمل نصر، فاتن مصطفى.
يقول الفنان د.أشرف رضا المستشار الفنى للمشروع: تضم تلك الموسوعة مجلدين منفصلين، الأول يضم صوراً لأكثر من 380 لوحة زيتية للفنان محمود سعيد تشمل مجموعاته المتنوعة عبر مراحله المختلفة من مجموعات البورتريه لكبار رجال الدولة ومجموعات المناظر الطبيعية و كذلك موديلاته الشهيرة مثل نبوية وحميدة وهاجر وتوحيدة وبنات بحرى وافتتاح قناة السويس، وكذا يضم المقالات والدراسات النقدية التى أعدت خصيصا للمجلد.
أما المجلد الثانى فيتضمن ما يقرب من 400 اسكتش ورسومات محمود سعيد من مناظر طبيعية وموديلات، كما يشمل كل كراسات الاسكتشات الخاصة به أثناء دراسته فى أكاديمية جوليا بباريس وكراسات الرسم الهندسى والخط العربى التى نفذها الفنان خلال مرحلته المدرسية .. كما يتضمن المجلد خطاباته ومراسلاته الخاصة فى كل مراحله الدراسية التى عاشها فى فرنسا او حتى عند رجوعه إلى الإسكندرية ..هذا بالإضافة إلى ارشيف صوره الفوتوغرافية لمراحل عمره المختلفة .. ليكون هذا المجلد بمثابة المكمل الأساسى للمجلد الأول لما يحتوىه من تفاصيل كثيرة توضح مراحل إعداد لوحاته ومراحل حياته الفنية.
وأضاف قائلاً: يعد الكتالوج نقطة هامة لتوثيق أعمال فنان مصرى هام بقدر محمود سعيد من خلال الأرشيف الخاص به الذى كان يسجل به كل اللوحات التى نفذها، إلى جانب كتالوجات المعارض الاستيعادية التى أقامها منذ 1950 بقاعة الجمعية الملكية الزراعية وفى عامى 1960 و1964 بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية ..وكذلك حصر كل صور لوحاته التى نشرت بالمجلات والجرائد عن معارضه فى ذلك الوقت.
كل هذا المجهود يضاف اليه متابعة خط سير هذه اللوحات الفنية والملكيات المتتابعة لها منذ ان خرجت اللوحة من مرسم الفنان وحتى آخر مقتن لها.. كما قام فريق عمل الكتالوج بزيارة الكليات الفنية للاطلاع على الرسائل البحثية من ماجستير ودكتوراه تناولت أعمال الفنان لاستكمال عملية التوثيق
كما قدمت وزارة الخارجية دعماً لسفارات مصر المختلفة فى الخارج مثل واشنطن والفاتيكان وباريس واليونان وموسكو وجينيف، ووفد مصر فى الأمم المتحدة .. حتى يتمكنوا من توثيق وتصوير الأعمال الفنية الاصلية المعارة هناك او المجموعات الخاصة .. كما نتمنى توثيق أعمال كبار فنانينا بهذا الأسلوب المحترف والجهد الكبير لتكون حاضرة أمام الأجيال القادمة التى لم تحظ بوجودها مع الرعيل الأول.
وعن شروط تنفيذ كتالوج مسبب أشار د. حسام رشوان الباحث فى شئون الحركة التشكيلية المصرية إلى أن تلك الشروط كثيرة ومتشعبة .. موضحاً أننا نفذنا أهم وأقل شروط لإخراج هذا المجلد نظرا لعدم توافر كافة الشروط لتنفيذه ..لكن لم نغفل أىاً من الشروط المعترف بها دوليا مثل جمع أكبر كم من توصيف اللوحة من مقاسها والخامة المستخدمة وتوقيعها من عدمه وسنة التنفيذ وخط سير اللوحة منذ خروجها من مرسم الفنان وحتى مالكها الحالى ..وكذلك رصد جميع الكتب والرسائل العلمية التى ظهرت فيها صورة اللوحة .
وعن احتمالية ظهور أعمال أخرى للفنان محمود سعيد مستقبلا قال: وارد جدا أن تظهر أعمال لم نستطع الوصول إليها وهذا حدث بالفعل أخيراً حيث ظهرت لوحة تحضيرية بخامة الألوان الزيتية بعد طبع الكتالوج ضمن مجموعة ابنة شقيقة الفنان التى تعيش فى الخارج ووجدناها موثقة فى أرشيف الفنان، ولذلك فهناك موقع إلكترونى سيكون ملحقاً بالكتالوج المسبب لإضافة أى عمل يكتشف للفنان مستقبلا بعد التأكد من ارشيفه ومطابقته باسكتشات الفنان .
وأضاف رشوان أن الكتالوج ضم أكثر من 370 «اسكتشا» تظهر لأول مرة للفنان من كراسات عمل الفنان محمود سعيد خلال مراحله المختلفة..و 56 لوحة تعرض لأول مرة و51 لوحة كانت بدون توصيف ..و36 لوحة تطبع بالألوان لأول مرة .. استطعنا أن نكتشفها من خلال كتالوجات معارضه الاستيعادية والعدد الخاص له من المجلة الفرنسية "L'Egyption fragile" "الأسبوع المصرى" التى ضمت عدداً كبيراً من أعمال الفنان حتى عام 1936 .. حيث قادنا هذا العدد للتوصل لـ56 عملاً فنىاً بالفعل بينما يوجد 16 عملاً لم نستطع الوصول إليها.
ووصف رشوان العمل على تنفيذ الكتالوج بأنه عمل أرشيفي بحت نظرا لدقة الفنان محمود سعيد فى أرشفة جميع أعماله، وهذا ما يميزه عن غيره من الفنانين حيث يسجل كل لوحة بأسمائها وبأرقام مسلسلة وكذا تسجيله لكل لوحاته أكثر من مرة مثل لوحة "ذات العيون الخضراء" ولوحة "بنات بحري" ولوحة "ميناء بيروت".. كما كان الفنان محمود سعيد حريصاً على أن يسجل على ظهر كل لوحة اسمها بخط يده وما إذا كانت اللوحة نسخة ثانية أم لا، بما يقطع أى افتراضات نحو التشكيك أو التلاعب فى أحد أعماله ..لأن المعلومات الافتراضية تسببت فى كوارث شاهدناها فيما قبل.
واستطرد قائلاً: فى هذا الكتالوج تم تصحيح العديد من الأخطاء التى وقع فيها النقاد سابقا فى توثيق الأعمال الفنية خلال توصيف الأعمال مثل لوحة الفنان بمتحف الفن الحديث التي أطلق عليها اسم "بنت البلد" فى حين ان الفنان كتب على ظهر اللوحة اسمها بخط يده "توحيدة" وغيرها من الأخطاء ..ولأن أى عمل إنسانى وارد فيه الخطأ أو ظهور شئ جديد عكس المطروح الآن سيظل الموقع الإلكترونى الخاص بالكتالوج لإضافة ما يظهر من أعمال الفنان ليكون مرجعا هاما لكل المهتمين بالشأن الفنى حيث يغطى الكتالوج بشكله الحالى من 80% إلى 90% من أعماله.
وأكد الاعتماد الأول على توثيق الأعمال كان من خلال ارشيف الفنان وليس عن طريق مقتنى اللوحات .. قائلا : كانت تتصل بنا الجاليريهات للتأكد من صحة الأعمال منذ أن بدأنا فى تنفيذ الكتالوج ..مشيرا إلي أنه ليس من السهل تنفيذ كتالوج مسبب لأى فنان نظرا لأن هناك العديد من الفنانين الذين لم يقوموا بأرشفة أعمالهم مثل الفنان محمود سعيد أو لم تعرف أسرة الفنان تفاصيل إنتاج الفنان للوحاته ..ولكنى أتمنى أن يقوم الفنانون الحاليون بأرشفة أعمالهم لدورها الهام فى سوق الفن العالمى ولتأثيرها الرادع على ظاهرة التقليد.