لماذا تدفع «الحوت الأزرق» مستخدمها للانتحار؟.. وخبراء: المراهقون الأكثر عرضة للخطر ويتعرضون للابتزاز والتهديد حال الرغبة في الانسحاب.. والفضول يدفع الشباب لاكتشافها وهذه «روشتة» الوقاية
خبير نفسي يوضح
كيف تدفع «الحوت الأزرق» مستخدمها للانتحار
سامية خضر: المراهقون الأكثر عرضة لخطر الألعاب
الالكترونية
أستاذ طب نفسي: الفضول وحب الاستطلاع يدفعان الشباب
لاكتشاف الألعاب الخطيرة
باتت لعبة «الحوت الأزرق» مصدر قلق للأسرة خلال
الأيام القليلة الماضية، وذلك بعد انتحار نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني بسبب
تحديات تلك اللعبة، فيما أكد خبراء نفسيون واجتماعيون أن المراهقين هم الأكثر عرضة
لخطر هذه الألعاب وخاصة أن الفضول وحب الاستطلاع يدفعونهم للتجربة واكتشافها،
مؤكدين أن الأسرة يجب أن تتابع أنشطة أبنائها على الانترنت ومواقع التواصل
الاجتماعي وكذلك أن تعمل على تعظيم المشاركة الإيجابية واحتوائهم لكي لا يقعوا
ضحية لهذه الألعاب.
وتقوم فكرة
اللعبة على تحدي يتضمن 50 مستوى ينفذها المستخدم وتتنوع في درجتها حتى تصل لمرحلة
الإيذاء الجسدي والأمر بالانتحار، وإذا رغب المستخدم في الانسحاب يهددونه بنشر ما
تم جمعه من بيانات شخصية عنه خلال فترة اللعبة في عملية ابتزاز حتى يصل إلى
المستوى الأخير وهو الانتحار، وخلفت تلك اللعبة ضحايا على مستوى العالم وكان آخرهم
خالد الفخراني قبل أيام في مصر.
تدفع مستخدمها للانتحار
الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، قال إن القائمين
على الألعاب الإلكترونية مثل لعبة الحوت الأزرق يدرسون علم النفس جيدا ويدركون أن
من يذهب إلى هذا النوع من الألعاب لديه اضطرابات نفسية واجتماعية وقبل أن يبدأ
فيها يجمعون عن المستخدم مجموعة من البيانات الشخصية ويخضعونه لاختبار نفسي من
خلال مجموعة من الأسئلة.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
الأسئلة تتكرر لأكثر من عشر مرات وإجابة المستخدم عنها تعني أنه جاد في الاستمرار
ويكمل اللعبة وهنا تبدأ مرحلة جمع البيانات والمعلومات الشخصية عنه، مضيفا أن لعبة
الحوت الأزرق تتكون من 50 مستوى من التحديات ويبدأ المستخدم في تنفيذها وفي كل مرة
يتخطى تحد منهم يحفزونه للاستمرار.
وأضاف فرويز أن المستخدم في مرحلة ما إذا أراد
الانسحاب يدخلونه حالة صراع ويبدءون في تهديده ونشر بياناته الشخصية وصوره على
مواقع التواصل الاجتماعي ليصبح ضحية ابتزاز فيكمل حتى يصل لمرحلة الانتحار، مؤكدا
أن اللاعب في تلك المرحلة يكون مستعد إكلينيكا لهذه الخطوة وليست مفاجئة لأنه يكون
تخطى مراحل مؤهلة مثل عدم الأكل أو النوم والإيذاء الجسدي.
وأكد أن هذه الألعاب تدمر خلايا المخ وتنشط البؤر
الصرعية لدى الشاب وتسبب قلة التركيز والذاكرة والإضرار بالوظائف المعرفية، مضيفا
أن هذا الضرر لا يقتصر فقط على لعبة الحوت الأزرق إنما ألعاب أخرى مثل مريم والبوكيمون
التي هي ذات خطوة كبيرة فتعرضه لمشاكل أمنية وحوادث، مضيفا أنها في مصر غير منتشرة
على نطاق واسع لكنها في دول عربية أخرى كلبنان والجزائر سببت ضحايا كُثر.
وأشار أستاذ الطب النفسي إلى ضرورة رقابة الآباء
والأمهات على تواجد أولادهم على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وألا تزيد مدد
البقاء أكثر من أربع ساعات بينهما فترات تقطع لا تقل عن 10 دقائق، مضيفا أن الأسرة
يجب أن تلاحظ طبيعة نوم وأكل ابنها وهل هناك علامات في جسده أو جروح ودرجة تفاعله
مع أصدقائه وتبدأ بالنصح وإذا وصل الأمر للإدمان أو المشكلات الاجتماعية تلجأ إلى
الطب النفسي.
المراهقون الأكثر عرضة للخطر
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع
بجامعة عين شمس، إن المراهقين هم الفئة الأكثر عرضة لخطر الألعاب الإلكترونية
القاتلة كالحوت الأزرق وغيرها وخاصة في ظل تراجع دور الأسرة وانتشار الهواتف
الذكية التي جعلت الأولاد ينعزلون عن آبائهم فضلا عن خطورة السن الحرج بدءا من 13
وحتى 18 سنة، مضيفة أن القيم الاجتماعية تراجعت أيضا وغاب المثل الأعلى للشباب.
وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن
مواجهة تلك الألعاب إلى جانب التحركات التنفيذية يحتاج إلى منظومة فكرية تستعيد
القيم وتفعل دور الأسرة مرة أخرى وإعادة نموذج المثل الأعلى لدى الشباب والمراهقين
لأشخاص مثل محمد صلاح لاعب المنتخب المصري والذي أصبح قدوة للكثيرين.
وأضافت خضر أن الأنشطة الطلابية مطلوبة أيضا لتعظيم
المشاعر الإيجابية لدى الشباب إلى جانب دور رجال الدين الإسلامي والمسيحي لتأكيد
تحريم الانتحار، موضحة أن الأسرة هي حجر الأساس في مواجهة مثل تلك الألعاب بدءا من
الرقابة والمتابعة والاحتواء حتى غرس القيم بشكل غير مباشر.
الفضول وحب الاستطلاع
وقال الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة
القاهرة، إن الألعاب الإلكترونية الخطيرة كالحوت الأزرق تنتشر بين الشباب بسبب حب
الاستطلاع والفضول ومحاولة اكتشاف وتقليد كل ما هو جديد ومثير للجدل، مضيفا أن
البعض تدفعه روح المخاطرة والمجازفة للتعرف على طبيعة تلك الألعاب ما يجعل
انتشارها بين أوساط الشباب كالعدوى.
وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأمر
ليس بالظاهرة في المجتمع المصري لأن عدد المستخدمين قليل إلا أن هذا لا يعني
إهمالها وتجاهل انتشارها، مضيفا أن وفاة نجل البرلماني السابق حمدي الفخراني
انتحارا بسببها حسبما أعلنت أسرته ناقوس خطر لكل أسرة لتتابع أولادها وأنشطتهم.
وأوضح عبد المحسن أن غياب الرقابة على المستخدمين
ومتابعة نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام خلال سن المراهقة
تحديدا أمر خاطئ، مضيفا أن القائمين على تلك الألعاب يستهدفون شرائح من المستخدمين
من دليهم اضطرابات في شخصيته وحياته الاجتماعية ولديه الاستعداد لتقبل الأوامر
وخوض التحديات التي تصل لمرحلة الإيذاء الجسدي والانتحار في النهاية.
وطالب بضرورة متابعة الأسرة والأخوات لأنشطة
المراهقين على الانترنت وكذلك تشجيعهم على المشاركة الإيجابية في الأنشطة وممارسة
الفنون والرياضة والدراسة.