رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


48 عامًا على مجزرة «بحر البقر».. إسرائيل تستخدم طائرات «الفانتوم» لأول مرة في قصف مدرسة ابتدائية.. استشهاد 30 طفلا وإصابة 50 آخرين.. ودعوى قضائية تطالب إسرائيل بالتعويض

8-4-2018 | 18:06


في مثل هذا اليوم، قبل 48 عاما، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أبشع جرائمها ضد الأبرياء وأنهت حياة 30 تلميذا من الأبرياء فضلا عن إصابة العشرات، إذ شنت 5 طائرات إسرائيلية من طراز "إف-4" فانتوم الأمريكية، في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، في صباح الثامن من أبريل عام 1970 م، بقصف مدرسة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدي هذا لتدمير المبنى بالكامل.

ووصل ضحايا «مجزرة بحر البقر» إلى 30 طفلا وإصابة 50 آخرين حالتهم خطيرة كما أصيب مدرس و11 شخصا من العاملين بالمدرسة وتدمير المبنى بالكامل، بعد أن هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف لمقر الحادث، وتم نقل المصابين وجثث الضحايا لأقرب المستشفيات.

 

بيان الحادث الأليم

في صباح يوم الحادث قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع بيانا عاجلا:"أيها الأخوة المواطنون، جاءنا البيان التالي.. أقدم العدو في في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران"

وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من الملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعاً في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر". ثم تم نقل هذا الآثار إلى متحف الشرقية القومي بقرية هرية رزنة بالزقازيق الذي افتتح عام 1973.

 

تعطيل إمداد إسرائيل بطائرات حديثة

ونددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأن هذا عمل وحشي يتنافى تماماً مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت إسرائيل أنها شنت الهجوم عمداً بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت إسرائيل أنها كانت تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.

أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيًا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة روجرز ووقف حرب الاستنزاف.

الأكاذيب الإسرائيلية

المتحدث العسكري بتل أبيب ادعى أن الطائرات الإسرائيلية لم تضرب سوى أهدافا عسكرية في غارتها على الأراضي المصرية.

وعقب الحادث، صرح موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها ليتحدث إلى راديو "إسرائيل" قائلا:"المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري"، وادعى أن المدرسة كانت قاعدة عسكرية وأن المصريين يضعون الأطفال فيها للتمويه".

وجه يوسف تكواه، مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة رسالة للمنظمة الدولية، كتب فيها: "تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري"، فيما قال راديو إسرائيل عن الضحايا:" إنهم كانوا أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية".

قضية دولية لتعويض أسر الضحايا

في أكتوبر 2013، رفع العديد من ضحايا الحادث برفع دعوى قضائية مطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة مادياً ومعنوياً بما لا يقل عن التعويضات التي حصلت عليها إسرائيل عما يسمى بالهولوكست من ألمانيا.

وأكدت الدعوى، أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، وتم بموجبها إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، وأن حق الضحايا أيضاً لا يسقط بالتقادم طبقاً للأصول والتعويضات التي استقر عليها المجتمع الدولي، حيث أن إسرائيل حصلت على مليارات الدولارات من ألمانيا مقابل ما أصابها مما تسمى بالجرائم ضد الإنسانية، والمعروفة باسم تعويضات الهولوكوست، وأن ضحايا حادث مدرسة بحر البقر لهم الحق نفسه في الحصول على تعويضات تعادل التعويضات نفسها.