رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أساتذة علم اجتماع يوضحون أسباب حرص المصريين على الاحتفال بـ«شم النسيم».. خبراء: تأكيد للهوية المصرية وتاريخه العريق.. يعود للعصر الفرعوني وارتبط بموسم الحصاد

9-4-2018 | 14:31


خبير علم اجتماع: 3 أسباب وراء حرص المصريين على الاحتفال بـ«شم النسيم»

صادق: عيد فرعوني والاحتفال به تأكيد للهوية المصرية

أستاذ علم اجتماع: «شم النسيم» عيد مصري خالص يعود للعصر الفرعوني

 

يداوم المصريون كل عام على الاحتفال بعيد شم النسيم، من خلال مظاهر احتفال حفظوها عن ظهر قلب تتمثل في أكلات الفسيخ والرنجة والبيض المُلون، وهي كلها عادات أكد خبراء علم الاجتماع أنها جزء من الهوية المصرية لأن هذا اليوم هو عيد مصري خالص يعود للعصر الفرعوني، موضحين أنه ارتبط بانتهاء تقلبات فصل الشتاء وبدء الربيع حيث الاستقرار في الجو وكذلك بدء موسم الحصاد.

 

عيد مصري خالص

قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق إن أعياد المصريين لها تاريخ طويل راسخ ويعود عمرها لأكثر من 7 آلاف سنة، مضيفة أن شم النسيم هو عيد مصري خالص وتاريخه قديم يعود للعصر الفرعوني، ويحتفل به المصريون من خلال أكلات محددة هي الرنجة والفسيخ والبصل -رغم التحذيرات- وكذلك تلوين البيض بألوان مبهجة.

وأضافت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البعض ممن أسمتهم بـ"دعاة النكد" حاولوا إفساد الاحتفالات بهذا اليوم لمحاربة البهجة وقتل فرحة المصريين في هذا اليوم وإنه ليس للمسلمين، إلا أن المصريين لم يلتفتوا لهذه الدعوات ويحييونه بأشكال مختلفة بطابع الفرحة والاحتفال، مؤكدة أن هذا اليوم ارتبط عند المصريين القدماء ببدء موسم الحصاد لعدد من الزراعات.

وأكدت أنه ارتبط أيضا بانتهاء فصل الشتاء وبدء فصل الربيع والطقس المعتدل ولذلك فمن عادات المصريين للاحتفال بهذا اليوم الخروج إلى الأماكن العامة والمتنزهات والحدائق لاطمئنانهم باستقرار الجو وعدم وجود برد أو أمطار على عكس أعياد أخرى يقضونها داخل البيوت. 

واختتمت أستاذ علم الاجتماع قائلة: إن كل شعوب العالم لديها احتفالات وأعياد خاصة بها كنوع من الاعتراف بنعم الإله عليهم، ويعبروا عن ذلك بأساليب مختلفة، ومن هذه المناسبات عيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يعود لنجاة السفينة الناقلة للمهاجرين من الغرق ويحتفلون بهذا اليوم بإعداد وجبات من الديك الرومي.

 

3 أسباب وراء حرص المصريين على الاحتفال بـ«شم النسيم»

وقال الدكتور إبراهيم البيومي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث، إن الاحتفال بيوم بشم النسيم هو من أقدم الاحتفالات والمناسبات والأعياد عند المصريين والذي بدأ في العصر الفرعوني، موضحا أن هناك ثلاثة أسباب وراء حرص المصريين على الاحتفال به الأول للترفيه وممارسة التقاليد المرتبطة به من الأكلات والتنزه والزيارات وكل مظاهر البهجة والاحتفال.

وأضاف "البيومي"  في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن السبب الثاني هو أن هذا الوقت ارتبط بموسم الحصاد لبعض المحاصيل والخضراوات وكذلك اعتدال الطقس وبدء فصل الربيع، مضيفا أن السبب الثالث هو أنه أصبح جزءً من الشخصية المصرية لأنه احتفال غير موجود في أي بلاد أخرى ولذلك يعتبر أحد سمات الشخصية المصرية وعادة متوارثة.

وأكد البيومي أن المصريين يعملون على تغذية تلك السمات سنويا بالاحتفال لنقلها إلى الأجيال الجديدة باعتبار أن تلك الاحتفالات أحد أدوات تربية النشء والتربية الاجتماعية التي تبلور الشخصية، مضيفا أن هذا اليوم أيضا يعمل كفاصل على إعادة تجديد الشخص لنشاطه والترويح عن نفسه للعودة مرة أخرى إلى حياته الروتينية.

وأشار إلى أن المصريين حريصين على هذه العادات والطقوس رغم التحذيرات التي تصدر كل عام بشأن أضرار الفسيخ والملوحة الزائدة على المرضى، إلا أنها مناسبة مصرية يحرص عليها كل المصريين دون إعارة هذه التحذيرات اهتماما.

تأكيد للهوية المصرية

فيما قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن يوم شم النسيم هو عيد فرعوني يشابه عيد النوروز عند الأكراد وهو عيد الاعتدال الربيعي لديهم يحتفل به الإيرانيين والعراقيين والأكراد في مختلف الدول، مضيفا أن الاحتفالات المصرية في شم النسيم هي تأكيد للهوية المصرية.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كل طقوس المصريين في هذا اليوم مثل أكلات الفسيخ والرنجة وتلوين البيض هي كلها لها أصول فرعونية حيث حرص المصريون القدماء على تناول البيض وتلوينه بألوان مبهجة ونقش أمنياتهم عليه وكذلك تناول الأسماك المملحة إيذانا باقتراب عودة موسم الصيد بعد انتهاء الشتاء وتلقب الجو.

وأكد صادق أن كل دولة في العالم لها هويتها الخاصة التي تأتي من اللغة والعادات والتقاليد والاحتفالات والأعياد مثل أعياد الهالويين والكريسماس في الغرب، مضيفا أن عيد شم النسيم هو يوم مميز عند كل المصريين ويحتفلون به بالخروج والتنزه وتناول الأسماك المملحة كتأكيد للهوية الوطنية.