قالت الدكتورة ربا جرادات المديرة الإقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية إن القطاع الخاص يحمل مفتاح خلق فرص العمل في مستقبل المنطقة العربية. جاء ذلك خلال كلمتها بأعمال الدورة الـ 45 لمؤتمر العمل العربي الذي بدأ أعماله بالقاهرة أمس ويستمر حتى 15 أبريل الجاري تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور ممثلين عن أطراف الانتاج الثلاثة من مختلف الدول العربية.

وأوضحت د. جرادات في كلمتها بالمؤتمر أن المنطقة العربية تتعرض لتحديات تواجه سوق العمل وفرص التشغيل وذلك في ضوء القلاقل الاجتماعية والسياسية التي طال أمدها والصراعات المستمرة في بعض البلدان.

وأشارت إلى أن معدل البطالة لا يزال مرتفعاً في الدول العربية، إذ بلغ 10.2 في المائة عام 2017 (تقريباً ضعف المعدل العالمي البالغ 5.6 في المائة) مع وجود أكثر من 13 مليون شخص يبحثون عن عمل، موضحا أن الشباب هم الأكثر تضرراً، حيث يبلغ معدل البطالة ضمن الفئة العمرية 15-24 عاماً 27.6 في المائة مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 13 في المائة.

وأكدت أن عدم المساواة بين الجنسين كبيرة، إذ يبلغ معدل بطالة الإناث 18.7 في المائة، أي أكثر من ضعف معدل بطالة الذكور (8.2 في المائة) وثلاثة أمثال معدل بطالة الإناث على الصعيد العالمي. وزاد أيضاً معدل العمال المستضعفين بنسبة 32 في المائة في المنطقة العربية بين عامي 2000 و2017، أي 26.5 في المائة من إجمالي العمال في عام 2017.

وقالت د. جرادات: "لا تزال النسب المرتفعة للعاملين في القطاع العام تطرح مشكلة لأسواق العمل في المنطقة، ولا سيما في خضم أزمة أسعار النفط الأخيرة وتتراوح نسبة العاملين في القطاع العام بين 14 و80 في المائة دون حساب العمال الوافدين".

وأضافت : "يجب أن ينجم نمو فرص العمل في المنطقة مستقبلاً عن إطلاق طاقات القطاع الخاص لخلق هذه الفرص. ولك إلى جانب النمو السكاني المتوقع في العقد المقبل والأثر المتوقع للعولمة والتكنولوجيا وغيرها من دوافع التغيير، يستدعي بالفعل وضع سياسات أفضل وأشمل تعزز التحول الهيكلي والنمو الغني بفرص العمل والعمل اللائق للجميع".

والتقت د. جرادات بوزراء عمل وبممثلي منظمات العمال وأصحاب العمل من عدد من الدول العربية، وبمدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري وبمسئولين من المنظمة ويرافقها بيتر فان غوي مدير مكتب منظمة العمل الدولية في القاهرة، وأخصائيين من منظمة العمل الدولية من المنطقة.

وأشارت د. جرادات في خطابها إلى أوجه التقدم الكثيرة التي أحرزتها البلدان العربية في عالم العمل في العام الماضي مشيرة إلى عدد من الإصلاحات المهمة في السياسات الخاصة بسوق وظروف العمل.

وأضافت أن المكتب الإقليمي للدول العربية عمل بجهد طوال العام الماضي لتقديم دعم فني واستشاري للحكومات والعمال وأصحاب العمل في المنطقة مثل برامج البنية التحتية الغنية بفرص العمل في الأردن ولبنان.

كما أضافت أنه من المقرر أن تشرع منظمة العمل الدولية في مشاريع جديدة مع كل من سوريا واليمن لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال، بما في ذلك انخراط الأطفال في النزاعات المسلحة.

وتركز جلسات النقاش الرئيسية في هذا العام على تقرير المدير العام لمكتب العمل العربي حول " ديناميكية أسواق العمل العربية: التحولات ومسارات التقدم"، وتقريرٍ فني عن "المسئولية الاجتماعية لمؤسسات القطاع الخاص"، وتقريرٍ فني آخر حول "الإنتاجية ودورها في تحسين التنافسية وزيادة االنمو".