عبدالله حسن: المعارضون للمصالحة مع جماعة الإخوان الإرهابية أكبر بكثير من المؤيدين
أكد الكاتب الصحفي عبد الله حسن، وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة أن الحديث كثر في الآونة الأخيرة عن إجراء مصالحة بين جماعات الإخوان الإرهابية والدولة والشعب، من منطلق عفا الله عما سلف والصلح خير، إلى غير ذلك من العبارات التى لا تجدي نفعًا في مثل هذه الحالات .
وأضاف الكاتب - في مقاله بمجلة "الأهرام العربي" اليوم الخميس تحت عنوان "المصالحة..مع من؟"- أنه :"على الرغم من الجدل الذى أثير حول هذا الموضوع بين مؤيد ومعارض، فإن نسبة المعارضين لهذه المصالحة المزعومة -وأنا منهم- أكبر بكثير من المؤيدين لها، ويحاول المؤيدون التخفيف من صدمة الحديث عن المصالحة باستخدام عبارات أخرى، مثل الحوار والحديث مع المتعاطفين مع الإخوان الذين تم التغرير بهم فقط وليس مع القيادات أو من لطخت أيديهم بدماء الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمواطنين الذين استشهدوا فى التفجيرات الغادرة أو عمليات المواجهة التى وقعت خلال السنوات الماضية، منذ تمت الإطاحة بهذه الجماعات بعد أن استولت على حكم مصر لمدة عام أرادوا خلاله الدخول بمصر في نفق مظلم لا يعلم نهايته إلا الله".
وشدد الكاتب أن الحوار مع المتعاطفين مع الإخوان الذين أجريت لهم عمليات غسيل مخ لن يجدي سبيلًا بعد أن امتلأت قلوبهم وعقولهم حقدًا وكراهية للمجتمع بكل طوائفه، والرغبة من الثأر من رجال الجيش والشرطة الذين أحبطوا مخططاتهم الملعونة وخاضوا حربًا شرسة لأكثر من أربع سنوات، استشهد خلالها زهرة شباب مصر والآلاف من المواطنين الأبرياء في الميادين والمساجد والكنائس".
وتابع :"الإرهاب لم يفرق بين رجل وامرأة وطفل ومسلم ومسيحي، فالكل سواء، والهدف المطلوب لتنفيذ المؤامرة الكبرى التي تم التخطيط لها في بلاد الشر التي وفرت مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الحديثة، والمواد المتفجرة شديدة الانفجار وسيارات الدفع الرباعي وتمويل الإرهابيين المأجورين بالأموال اللازمة لتنفيذ عملياتهم، وكان من الطبيعي أن هذا التمويل لن يستمر إلى الأبد ولكنه كان مخططًا لفترة محددة على أمل أن تتمكن الجماعات الإرهابية المأجورة من تنفيذ الخطة الجهنمية، وصولًا لإثارة الفوضى في البلاد، ومحاولة الوصول إلى السلطة، لكن هيهات هيهات أن تتحقق هذه الخطة أمام صمود أبطال الجيش والشرطة الذين يواصلون الحرب المقدسة في سيناء ليطهروها من دنس الإرهاب، وفي نفس الوقت يثأرون لزملائهم الذين استشهدوا دفاعًا عن تراب مصر، وأمام اصطفاف ملايين المصريين خلف أبطال القوات المسلحة والشرطة وخروج الملايين في الداخل والخارج إلى لجان الانتخابات الرئاسية لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة البلاد لفترة رئاسية ثانية، يستكمل خلالها تنفيذ العديد من المشروعات التنموية الضخمة التي تنعكس على حياة المصريين يجنون خلالها ثمار الجهود التي بذلت في السنوات الأربع الماضية".
ولفت إلى أن المواجهة ضد الإرهابيين المأجورين كانت شرسة للغاية، وفي نفس الوقت كانت عمليات البناء والتعمير تسير بخطى سريعة وكان التحدي قاسيًا وأثبت المصريون أنهم على مستوى المسئولية، يخافون على الوطن ويضحون من أجله بالغالي والنفيس حتى تنهض مصر من كبوتها وقد أفشلت جميع المخططات.
وأضاف وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة قائلا :"حين أدرك الإرهابيون ومن وراءهم أن فشل الخطة لاح في الأفق، وأن مسيرة التنمية في طريقها إلى الأمام، وأن مصر تجاوزت الأزمة الأقتصادية بشهادة المؤسسات المالية العالمية، وأن الوضع الأمني أصبح أكثر استقرارًا، وأن خفافيش الظلام من الإرهابيين تم القضاء عليهم ولم تبق سوى فلول ضئيلة وشراذم شاردة تتم تصفيتها، وبات وشيكًا الإعلان عن مصر خالية تمامًا من الإرهابيين، بعد أن تم سحقهم على أرض مصر الطاهرة، حين أدرك الإرهابيون والمخططون ذلك، بدأت تظهر دعاوى المصالحة أو الحوار مع المتعاطفين المغيبين ولكن هذه الدعاوى لن تجد صداها لدى المصريين الذين اكتووا بنار الإرهاب، وفقدوا أغلى ما عندهم".
واختتم مقاله قائلا :"أما المغيبون من المتعاطفين فليس أمامهم من طريق سوى التوبة، وأن يعودوا إلى رشدهم ويدركوا أنهم غرر بهم باسم الدين وأن الدين منهم براء، وعليهم أن يندمجوا في المجتمع وينسوا هذه الفترة السوداء في حياتهم، وأنه لا مصالحة ولا حوار، أما قادتهم ومرشدهم فقد نالوا جزاءهم وقال قضاء مصر العادل كلمته بعد محاكمات عادلة تابعها العالم أجمع، وانكشف دور كل منهم في المؤامرة الكبرى ضد الوطن".