رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


فاتورة العنوسة

14-3-2017 | 19:51


كتبت : مروة لطفي

لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة ...

المشكلة :

 هل تذكرين حكاية بطلتي فيلم"بنتين من مصر"؟! فثمة علاقة تربط بيني وبينهما إلا أن الواقع أقسى كثيراً من أي وصف! فأنا فتاة اقتربت من منتصف العقد الثالث من العمر.. تخرجت في كلية التربية و أعمل مدرسة ابتدائي في إحدى المدارس الخاصة.. لم أعرف الحب سوى مرة واحدة بحياتي.. حدث ذلك أثناء دراستي الجامعية.. فقد عشت قصة غرام مع شاب يكبرني بخمس سنوات، لكنه كباقي الجيل يعاني من ظروف مادية صعبة ما أضطره للسفر على وعد منه بالعودة لخطبتي.. وطبعاً ظللت بانتظاره لمدة عامين حتى انقطعت أخباره دون مقدمات.. وبعد محاولات مستميتة لمعرفة ما ألم به اكتشفت أنه تزوج أرملة مغتربة تكبره بربع قرن طمعاً في أموالها! بعدها، قررت أن ألقي بقلبي في سلة المهملات و أبحث أنا الأخرى عن مصلحتي.. لذا كان من الطبيعي أن أقبل زيجات الصالونات.. فكلما أتاني عريس سواء عن طريق الزملاء أو الأقارب أسرع للقائه.. فهذا يراني ولا أعجبه.. وذاك أراه ولا يعجبني.. وبينهما خطبتين باءت كلاهما بالفشل دون أي ذنب اقترفته سوى أنني حلمت بالاستقرار مع من يأخذ من الخطبة ذريعة للهو والتسالي بمشاعر الفتيات!هكذا،.. مضى بي قطار العمر حتى أصبحت عانس، فلم يعد يطرق بوابتي إلا مطلق أو أرمل يريدني خادمة لأبنائه أو عاطل طامعاً في إرثي و راتبي.. أما ما جرحني ودفعني للكتابة إليك فهو ما تعرضت له من يومين، حيث تقدم لخطبتي بائع يصغرني ولا يحمل مؤهلاً، يعمل بسوبر ماركت على ناصية شارع بيتي! ولكِ أن تتخيلي حجم الإهانة التي لحقت بي.. فهل يراني الناس بهذا القدر من التدني حتى يتجرأ علي من لا يصلح لمجرد أنني عانس؟ أم أن تلك هي فاتورة العنوسة؟! وماذا أفعل كي أحسن صورتي؟!

- الرد : أن تحلم الفتاة بالاستقرار العاطفي وتسعى إليه فهذا شيء مقبول، لكن أن يدفعها ذلك إلي فتح بوابتها لكل من يحمل لقب"عريس".. فهذا هو الخطر الذي وقعت فيه بمحض وكامل إرادتك، ويوم تلو يوم تحولتِ بمحض وكامل إرادتك إلي مجرد دمية يأتي للفرجة عليها كل من هب و دب.. والسبب ببساطة نظرتك لنفسك والتي انعكست على رؤية الآخرين لكِ.. فلو علت قيمتك أمام مراَتك وشعرتي بغلاء ذاتك ما تجرأ عليكِ من لا يصلح.. فقد أتفهم حزنك على عدم الزواج، حيث لا يوجد أنثى طبيعية تكتمل سعادتها مهما حققت من نجاحات إذا لم يكن في حياتها رجل و أبناء.. لكن إيجاد تلك الأسرة يعتمد على دعم ثقتك في نفسك وإعلانك أمام الجميع استحالة قبولك لمن لا يناسبك.. فقط وقتها، لن يأتيكِ سوى المناسب و لو شكلياً..