روح يا أغسطس.. تعالَ يا أغسطس..
تأخر الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس قليلا فى إعلان إيرادات القناة فى شهر أغسطس، فخرجت كلاب الإخوان العقورة تنبح طالبة الأرقام، ليس من باب الشفافية والإفصاح، ولكن من باب التشويش على جدوى إنفاق ٤ مليارات دولار على ازدواج القناة (القناة الجديدة) وأنها قناة بلا طائل، طشت أم وجدى غنيم، ومشروع فاشل، ترعة، وإنفاق أموال الغلابة فى مياه البحر، شفتم ما قلنا لكم.
وتحمست الوكالات الممولة قطريا فضائيا وأرضيا للنيل من المشروع الجديد الذى صار واقعا مذهلا، وتندروا على جدوى المشروع، وغمزوا فى جنب الحكومة المصرية، وتحديدا فى جنب الرئيس الذى أطلق المشروع، لهز هيبة الرئيس بين أبناء شعبه، وهز ثقة الشعب فى مشروعات القيادة الحالية، وقبلها إخافة أصحاب سندات القناة على أموالهم وعوائدها التى تصرف بانتظام كل ثلاثة شهور.
ليس بعيدا عن هذا تسيير حملة قذرة فيسبوكيا تتشح بالخوف على البلد ودعم اقتصادها، تدعو أصحاب السندات أن يتنازلوا عن فوائدها لصالح الاقتصاد المصرى الخربان، والهدف تمرير مقولات بانهيار الاقتصاد المصرى، وشبح الإفلاس يخيم، واللجوء للاقتراض من صندوق النقد بما قيمته ثلاثة مليارات دولار لتوقيف نزيف الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، لم يعد هناك أرز فى أجولة الخليح.. السفلة يعيّرون الشعب المصرى بمعونات الخليح، وهم أول من ابتدع الشحاتة من قطر وتركيا، وندفع ديونهم الحرام، وأموالهم السحت التى أنفقوها على تنظيمهم وجماعتهم من دم الشعب المصرى (ثلاثة مليارات دولار لقطر ومليار لتركيا).
طريف وظريف ولافت جدا أن أول من أطلق هذه الدعوة الخبيثة بمسوح دينية كذوب، هو شيخ السلفية ياسر برهامى الذى لم يعلن يوما عن تبرعه بجنيه لصندوق تحيا مصر، أو حتى لمستشفى ٥٧، ولم يشترِ سندا من سندات القناة التى أقبل عليها المصريون الغلابة حبا فى مصر، ولم يطلب من رفيق الرحلة السلفية محمد حسان أن يرد على المصريين ماجمعه تحت لافتة كذوب، « لا للمعونة الأمريكية» أيام حكم المجلس العسكرى.
اجتمع الإخوان والسلفيون ومن لفّ لفهم على إيرادات القناة، وحدثهم شيطانهم أن تحت القبة شيخا كذوبا، وقالوا فى مشروع القناة كذبا، وتشعلقوا فى «الميه تكدب الغطاس» ، وهاتوا برهانكم على جدوى المشروع، وروح يا أغسطس، تعال بقى يا أغسطس، على طريقة الباشكاتب أرمانيوس فى فيلم « سلامة فى خير».. وإذ فجاة يخرج عليهم الفريق مميش بعصاه يهش الغنم، ويلقى بعصاه فتلقف عصيهم وما يأفكون، ويعلن أن إجمالى الزيادة فى إيرادات القناة خلال الفترة من ٧ أغسطس حتى ٧ سبتمبر عقب بدء عمل القناة الجديدة، بلغت ٢٠٦ ملايين جنيه عن نفس الفترة من العام الماضى، كما بلغت الزيادة فى عدد السفن العابرة ١١٣ سفينة عن نفس الفترة العام الماضى.
طبعا مميش مستحيل يكذب فى شأن الإيرادات، أولا لأنه رجل صادق، وثانيا لأنها أرقام بالملايين وستورد إلى الخزانة العامة، وثالثا لأنه ليس هناك ما يخفى فى سفن مارة وعابرة، على عينك يا تاجر، هل يتخيل مثلا أن مميش هيزود الإيرادات لإثبات ما لا يمكن إثباته، وإذا حدث مثلا هيمول الفارق من جيبه الخاص.
وأيضا مميش لا يتجمل فقط حتى يكفّ أذى الإخوان والسلفيين، والقناة الجديدة لا تحتاج تجميلا، والسفن العابرة عبرت ومسجل عبورها شمالا وجنوبا، بأحجام وحمولات وبضائع، وهذه قصة أخرى فى هذا المقال، كما أن إيرادات القناة سيادية، والمستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات مستنى السقطة واللقطة ليس دفاعا عن المال العام كما يزعم، ولكن لفضح حكومات ما بعد ٣٠ يونيه خدمة لأهداف الحملة الإخوانية على نظام ٣٠ يونيه مرتديا مسوح « محامي الشعب «، وهذه قصة أخرى، الخلاصة جنينة لن يفوّت مليما وهميا فى إيرادات القناة، كان جرس مميش تجريسا للسيسى.
المهم أن جماعات الكذب البواح خرجت تشكك حتى فى الزيادة المعلنة، يتخرق لهم عين ولا تزيد، ولو طالوا يفجروها كانوا، وحاولوا مرارا، وفشلوا وخابوا وخاب مسعاهم، وخابت محاولاتهم التلاعب بالأرقام، واتهموا وكالة «رويتر» التى أذاعت خبر الزيادة فى إيرادات القناة فى أغسطس بالكذب، وأنها زيادة، صحيح حدثت فى أغسطس، ولكن عما تحقق فى يوليو ٢٠١٥، وليس مقارنة بأغسطس من العام الماضى، قبل المشروع الجديد، المهم هو استهداف المشروع الجديد.
الإخوان يتمنون من أعماق أعماق قلوبهم المترعة بالحقد على مصر والسيسى والقنال بالترتيب، يموت لهم مرشد ولا تمر قافلة الجنوب، يُعدم لهم رئيس ولا تمر قافلة الشمال، يدعون فى صلواتهم لخراب مصر، ويبتهلون إلى الله سبحانه وتعالى أن يجعلها صعيدا زلقا، لا يهم الإخوان الزيادة يارب تنقص، ولا يتلهلهون على نجاح المشروع، يفشل، ولايخشون على أموال أصحاب السندات، ربويون يدعمون الطاغوت، كل ما يهمهم إعلان فشل المشروع بمعنى فشل السيسى، يعنى فشل ثورة ٣٠ يونيه، يعنى خطوة فى سبيل عودة الإخوان عبر بوابة قناة السويس.
يجنن الإخوان حقيقة أن أبرز المؤشرات الإيجابية فى الثمانية شهور الأولى من هذا العام حققت قناة السويس إيرادات بجملة ٣ مليارات و٤٤٠ مليون دولار، بما يقارب ٢٧ مليارًا و٢٧٩ مليونًا و٢٠٠ ألف جنيه، بعد عبور ١١ ألفًا و١٨٨ سفينة بحمولات بلغت ٦٣٠ مليونًا و٨١٣ ألف طن.
وأكدت الإحصائيات الملاحية، الصادرة عن هيئة القناة، تصدر سفن الحاويات قائمة عملاء قناة السويس خلال تلك الفترة بإجمالي ٤ آلاف و٤٤ سفينة بحمولات بلغت ٣٧٢ مليونًا و٨١٩ ألف طن، تلتها ناقلات البترول التي بلغت ألفين و٨١٥ ناقلة بترول عبرت القناة بحمولات بلغت ١١٥ مليونا و٣٣٣ ألف طن، ثم سفن بضائع الصب التي بلغت١٩٠١ سفينة بحمولات بلغت ٦٨ مليونا و٢٧٢ ألف طن.
الإحصاءات ترد على كل إخوانى عقور، وعلى إحصائيات كاذبة بأن هناك نقصا فى مرور « سفن الحاويات «، وسفن الغاز الطبيعي LNG Ships ، وسفن BULK CARR، وناقلات السيارات، طبعا الغرض مرض، وكان هيئة القناة ستختار السفن المارة حسب مزاج الإخوان، الإخوان يفضلون سفن الحاويات، الإخوان يحبون الـ LNG Ships وهى السفن المفضلة لتجار الغاز الطبيعى من قطر شقيقة الإخوان.
لا يلقى محللو الجزيرة القطرية بالا أن كمية البضائع التى عبرت شمال قناة السويس فى تجاه البحر الأبيض المتوسط من ناحية الشرق والجنوب وصلت إلى ١٤٨٧١ ألف طن، أما شمال البحر الأبيض فقد شهد عبور ١٤٤٨٠ ألف طن وغرب وجنوب غرب البحر الأبيض المتوسط، فقد شهد عبور ٧٥٥٣ ألف طن، كما عبرت إلى البحر الأسود ٨٦٩٣ ألف طن، أما دول شمال وغرب أوروبا فقد عبر إليها ١٨٣٤٦ ألف طن وبحر البلطيق، عبر إليه ٣٣٧ ألف طن، وأمريكا شهدت عبور ٦٩٤٢ ألف طن، كما عبر ١٥٤٠ طن إلى مناطق أخرى.
وشهد جنوب القناة عبور ١٤٤٨٦ ألف طن خلال شهر أغسطس ٢٠١٥ عبر البحر الأحمر وعبور ٣٩٨ ألف طن إلى دول شرق أفريقيا و١٨٩٨٨ ألف طن إلى دول الخليج العربى، ودول جنوب آسيا عبر إليها ٦٨٠٢ ألف طن، ودول جنوب شرق آسيا عبر إليها ٢٤٨٤٥ ألف طن، والشرق الأقصى شهد عبور ٦٦٤٦ ألف طن، وعبر إلى أستراليا ٤٩٦ ألف طن وإجمالى عبور البضائع فى اتجاه الشمال وصل إلى ٧٢٧٦٢ ألف طن وفى اتجاه الجنوب وصل إلى نفس القيمة ٧٢٧٦٢ ألف طن بمجموع كلى يبلغ ١٤٥.٥ ألف طن بضائع.
كل هذه الأرقام لا تروق لإخوان الشيطان، يصرخ شيطانهم، لماذا لا تعلن هيئة القناة الأرقام، وكان هناك ما يمنع لا قدر الله، وإذا ما أعلنت الأرقام، وبشفافية بالسفينة وبالطن وبالدولار وبالجنيه ، يعود العقور ليشرب ماءً مالحا، يعب من الكذب، يعطش ثانية، كلما عبوا منها مالحا ازدادوا عطشا على عطش، صاروا مثل مصاصي الدماء، عطشى للدماء الساخنة تنزف من رقاب المصريين من أثر العض، كلاب عضاضة عقورة.. الله يرحم الباشكاتب أرمانيوس الإخوانى.. وروح يا أغسطس.. تعال ياسبتمبر.. معركة سبتمبر قادمة، لا تتأخر يا سعادة الفريق، ألقم كلاب الإخوان حجرا.
كتب : حمدى رزق