عبدالله حسن: سيناريو العراق.. هل يتكرر فى سوريا ؟
حذر الكاتب الصحفي وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة عبدالله حسن من استمرار مخطط استهداف دول المنطقة من قبل بعض القوي الغربية بعد فشل مخطط ما وصف بـ " الربيع العربي " الذي تبنته قوي كبري دولية وإقليمية وعربية بدعوي تغيير الأنظمة الديكتاتورية ونشر الديمقراطية .
وقال - في مقال له بمجلة الأهرام العربي تحت عنوان " سيناريو العراق.. هل يتكرر في سوريا ؟ " ، "إن مصر تصدت لهذا المخطط الشيطاني وأطاح الشعب المصرى بحكم الإخوان الذى جاء لتنفيذ المخطط ، ووقف الشعب إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة " .
واستهل الكاتب الصحفي مقاله قائلا " كانت بداية تنفيذ المخطط الأمريكى لضرب العراق، وإسقاط رئيسه صدام حسين واحتلاله، فى إطار خطة تقسيم دول المنطقة واستنزاف ثرواتها، الادعاء بامتلاكه أسلحة كيماوية يقتل بها شعبه، وكان على الولايات المتحدة باعتبارها القوة الأكبر فى العالم وراعية حقوق الإنسان وحق الشعوب المظلومة فى العيش الكريم، أن تتحرك لإسقاط هذا النظام الديكتاتورى وتنفيذ المخطط الشيطاني".
وأضاف " بعد أن نصبت الولايات المتحدة الفخ لصدام حسين وأوهمته، بأن احتلاله للكويت شأن داخلى لا علاقة لها به، وسقط صدام فى الفخ وكان غزوه للكويت بداية نهايته، وبحثت أمريكا عن الذريعة التى ستتيح لها غزو العراق على مرأى ومسمع من العالم، وكانت ورقة الأسلحة الكيماوية هى الغطاء الذى ستستخدمه أمريكا أمام العالم لتبرير غزوها للعراق، واستخدمت جميع المنظمات المعنية وفى مقدمتها هيئة الطاقة الدولية التى كان يترأسها محمد البرادعي، ليصدر تقريره بعد زيارة العراق مع فريق بحث الهيئة، الذى أكد وجود أسلحة كيماوية فى العراق، وكان الغزو الأمريكى للعراق بحجة التخلص من صدام وأسلحته الكيماوية، ونشر الديمقراطية فى العراق وإنقاذ الشعب العراقى من ديكتاتورية صدام، وتحويل العراق إلى واحة للديمقراطية ونموذج للدولة الحرة المتقدمة، وللأسف الشديد انهار العراق، وبعد ربع قرن من هذا الغزو الغاشم لم يشهد العراق سوى الخراب والدمار والدماء التى سالت للأبرياء دون ذنب ارتكبوه".
واستطرد حسن قائلا " يشهد العالم حاليا تحركا أمريكيا جديدا فى المنطقة، بعد فشل مخطط الربيع العربى الذى تبنته قوى كبرى دولية وإقليمية وعربية بدعوى تغيير الأنظمة الديكتاتورية ونشر الديمقراطية، وتصدت مصر لهذه المؤامرة وأطاح الشعب المصرى بحكم الإخوان الذى جاء لتنفيذ هذا المخطط الشيطاني، ووقف الشعب إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة والشرطة للقضاء على فلول الإرهابيين، الذين جاؤوا إلى مصر مسلحين ومدربين ومزودين بالمال والعتاد لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، وظهرت فى الأفق سايكس بيكو جديدة بعد أكثر من مائة عام من سايكس بيكو القديمة التى قسمت العالم العربى إلى مناطق نفوذ للقوى الاستعمارية، وحاولت هذه القوى الاستعمارية إعادة احتلال دول المنطقة دون أن تستخدم القوة المسلحة، ولكنه استعمار من نوع جديد باستنزاف الثروات الطبيعية والبشرية وزرع بذور الفرقة بين الأشقاء وإعادة تقسيم دول المنطقة، باستغلال النعرات الطائفية والمذهبية، والظروف الاقتصادية التى تعانى منها بعض الدول العربية والإفريقية".
وأضاف " كانت سوريا هى مسرح العمليات المحتمل هذه المرة بعد الانتهاء من تقسيم العراق وتجريده من قوته المسلحة، وإضعاف ليبيا والسودان واليمن، وكانت ورقة المواد الكيماوية هى البداية واتهام القوات السورية باستخدام الغازات السامة ضد سكان قرية دوما وإصابة الأطفال بضيق تنفس وتعرضهم لأمراض قاتلة، ونفت السلطات السورية استخدام الغازات السامة وغازات الأعصاب ضد المواطنين، وأكدت أن هذه الاتهامات الأمريكية تأتى فى إطار الصراع الدائر فى سوريا منذ عدة سنوات، الذى راح ضحيته مئات الآلاف من السوريين وأدى إلى تهجير الملايين خارج بلادهم، هربا من جحيم هذا الصراع الدامي، واحتلت قوات داعش الإرهابية العديد من المدن والقرى السورية وخاض الجيش السورى حربا شرسة طوال السنوات الماضية، دون أن تلوح فى الأفق بوادر حل للأزمة السورية، بينما انهارت البنية التحتية ومدن بأكملها وأصبحت سوريا بحاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمارها".
واختتم الكاتب قائلا " إن الرئيس الأمريكى أعلن أخيرا، أن قواته ستستخدم الصواريخ الذكية لضرب مراكز تصنيع المواد السامة فى مدينة دوما السورية، وبالفعل أطلق أكثر من مائة صاروخ على مواقع مختلفة فى سوريا، ولم تتدخل روسيا الحليف الدائم لسوريا تجنبا للمواجهة مع أمريكا، وعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا وفشل فى إصدار بيان لإدانة العدوان الثلاثى على سوريا الذى شاركت فيه أمريكا وإنجلترا وفرنسا، بسبب استخدامهم حق الفيتو، وما زال الصراع مستمرا، وأصبح حل الأزمة السورية للأسف بين يدى أمريكا وروسيا، لعلهما يتفقان لحقن الدماء ووضع حد للحرب الدائرة هناك حتى لا يتكرر سيناريو العراق المأساوى الذى ما زال العراق يعانى منه حتى الآن ومعه باقى دول المنطقة".