تواجه تدفقات الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة توقعات قاتمة نتيجة النزاعات الاقتصادية المتصاعدة بين البلدين ومحاولة واشنطن تقييد منافذ وصول بكين إلى الاقتصاد الأمريكي.
وحذر تقرير صدر عن مركز أبحاث "روديوم" في بكين من أن الولايات المتحدة تعمل على تدقيق أكثر صرامة لتقييد التجارة الصينية داخل أمريكا على خلفية "مخاوف أمن وطني"، مشيرا إلى أن المقاومة السياسية بالفعل أثرت على شهية الاستثمار الصيني.
وأوضح المركز في التقرير السنوي الذي يرصد حركة الاستثمار بين الصين وأمريكا -ونقلته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية اليوم الخميس- أنه في نهاية الربع الأول من 2018 سجل المركز استحواذات صينية في أمريكا بأقل من 5 مليارات دولار، وهو ما يعد أقل مستوى في 3 سنوات.
وأشار إلى أنه في 2017 هبطت التحويلات الاستثمارية المباشرة الخارجية للصين في الولايات المتحدة بأكثر من الثلث إلى 29 مليار دولار، ما يعد أول تعديل كبير يحدث منذ عقد مع فرض بكين قيود على رؤوس الأموال وتشديد واشنطن فحص الاستحواذات الصينية للشركات التكنولوجية الأمريكية، في حين أظهر الاستثمار الأمريكي في الصين تغييرا ضئيلا والذي بلغ 14 مليار دولار العام الماضي.
ونوه المركز بأن تأثير هذا التراجع في الاستثمارات المباشرة الخارجية للصين وصل إلى المستوى المحلي داخل البلاد، حيث تم تأجيل مشاريع زراعية، وانخفض عدد الوظائف الجديدة مقارنة بعام 2016، كما أن بعض الشركات الصينية بدأت في السعي لبيع استثماراتها في أمريكا".
جدير بالذكر أن أمريكا والصين اتخذتا تدابير برفع الرسوم الجمركية على سلع معينة وسط خلافات تجارية متصاعدة بينهما، بما في ذلك قلق الولايات المتحدة من تدفق رؤوس الأموال الصينية إلى أمريكا خاصة في قطاع التكنولوجيا، ما قد يشكل تهديدا على الأمن القومي الأمريكي.