خبراء سياسيون عن «الانتخابات التركية المبكرة»: أقرب للاستفتاء وضيق الوقت لن يسمح للمعارضة بالاستعداد.. والأساليب الملتوية حيلة «أردوغان» للفوز ويريد إطلاق يده على البلاد
خبير: ضيق الوقت لن يسمح للمعارضة التركية بالاستعداد للانتخابات المقبلة
خبير سياسي: «أكشينار» معارضة تركية قوية والأساليب الملتوية حيلة «أردوغان»
فهمي: الانتخابات التركية المقبلة أقرب للاستفتاء و«أردوغان» يقيد خيارات المعارضة
أكد خبراء سياسيون أن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة هي بمثابة تقييد وتحجيم للمعارضة لأن فترة الشهرين لن تكون كافية للاستعداد للانتخابات، موضحين أن الانتخابات بهذا الشكل هي أقرب للاستفتاء على شخص أردوغان وأن المعارضة ليس لديها فرصة قوية سياساته الملتوية والتعديلات التي أجراها في قانون الانتخابات.
كان أردوغان قد أعلن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، مقدما موعد العملية الانتخابية إلى أكثر من عام والتي كان محددا لها عام 2019، لتجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 24 يونيو المقبل، وهو ما أقره البرلمان التركي في جلسة اليوم، ووفقا التعديلات الدستورية التي أجريت العام الماضي فإن أردوغان سيحصل على مزيد من السلطات.
استفتاء وليس انتخابات
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغل الظروف السياسية الراهنة وتوقيت إطلاقه للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة هو رغبة منه في استثمار لحظة سياسية قد لا تتكرر، مضيفا أن تقديم موعد الانتخابات هو رغبة منه في فرض حقائق وتحجيم وتقييد خيارات المعارضة التركية للدفع بمرشحين أقوياء للمنافسة.
وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الانتخابات بهذا الشكل هي أقرب لاستفتاء على شخص أردوغان أكثر من كونها انتخابات حقيقية تقوم على التعددية، مضيفا أن المرشحين المحتملين ضد الرئيس التركي أشخاص معروفون مارسوا العمل السياسي منذ سنوات؛ إلا أن الوقت غير كافٍ لهم لمواجهة أردوغان على أرض الواقع ما يجعل الفرص غير متساوية.
وأشار فهمي إلى أن أردوغان لم يعطِ فرصة للمرشحين المعارضين لترتيب أولوياتهم وتجهيز برامج انتخابية والاستعداد للمعركة الرئاسية والبرلمانية، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم به انشقاقات نتيجة اعتراض على سياسة أردوغان وتوجهاته؛ إلا أنه شخصية شمولية لن تلتفت إلى تلك المعارضات.
وأكد أن أردوغان يسعى لاستغلال الظرف الراهن والنجاحات التي يرى أنها غير مسبوقة بعد تحركاته في عملية عفرين وغصن الزيتون وتحركاته إقليميا وعلاقته مع حلف الناتو، مشيرا إلى أن المعارضين الفرص أمامهم ليست جيدة، خاصة أن أردوغان نكل بالمعارضين له سابقا وزجّ بعدد كبير منهم إلى السجن.
الأساليب الملتوية
فيما قال الدكتور سامح الجارحي، الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتسم بالعدوانية والعداء لكل مكونات المجتمع التركي، مضيفا أن فكرة تجهيز بديل منافس له في الانتخابات الرئاسية التي قرر تقديم موعدها لأكثر من عام غير موجودة لضيق الوقت.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز المعارضين الأقوياء لأردوغان في الوقت الحالي هي ميرال أكشينار رئيسة حزب الخير وهي قيادية منشقة عن حزب العدالة والتنمية نتيجة سياساته، مضيفا أنها معارضة قوية لأردوغان ومنافسة له في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأكد الجارحي أن أردوغان يهيئ نفسه لفرض سيطرة أكبر على الدولة ويواجه بمعارضة شعبية في الداخل يقمعها كل يوم وسيلجأ لأساليب الالتواء للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة مثلما استخدمها في تمرير التعديلات الدستورية الماضية والتي شهدت حالات عديدة للتزوير وبطاقة دوارة لكن لم يستطع أحد مواجهتها ومررت التعديلات الدستورية، وكذلك ستمرر الرئاسية.
وأضاف أن المعارض الثاني البارز هو كمال قليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري وكذلك حزب الحركة القومية ذو الأصول الكردية، مضيفا أن هذا الحزب لا بد أن يكون له دور فعال بعد الانتهاكات والمذابح التي ارتكبتها القوات التركية ضد الأكراد في عفرين وإدلب.
وأشار الخبير في الشأن التركي إلى أن أردوغان لديه من الأساليب الملتوية والأدوات لتحقيق مصالحه الخاصة فهو يرى أن تركيا هي إرث أجداده، مضيفا أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة هدفها إسكات الأصوات المعارضة وإطلاق يده في البلاد حتى 2029 لتتحول من نظام شبه رئاسي أو برلماني إلى نظام رئاسي وكافة السلطات في يده وحده.
وأكد أن الهدف من تقديم موعد الانتخابات التي كان مقررا إجراؤها في 2019 هو بسط سيطرته على كافة التكتلات العرقية والمجتمعية لاستكمال تنفيذ مخططاته الخارجية في البحر المتوسط واليونان واستراتيجيات تركيا في سوريا والعراق، مضيفا أن أردوغان له طموحات خارج الحدود ولا يريد معارضة في الداخل تعرقل مخططه في الخارج.
ضيق الوقت
وقال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بالشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ضيق المدى الزمني لن يسمح للمعارضة التركية بالاستعداد الكافي للانتخابات الرئاسية، مضيفا أن الانتخابات ستجرى بعد شهرين بالضبط وفي ظل حالة طوارئ بالبلاد والمعارضة لم تكن مستعدة لهذا التقديم في الموعد ولم تشكل تحالفات سياسية.
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم موعد الانتخابات وسينجح هو وحزبه العدالة والتنمية في التهام الانتخابات وخاصة أن الشعب التركي خائف من البديل، مضيفا أن أردوغان سعى لذلك منذ 2015 وبعد تراجع شعبيته وشعبية حزبه وخسارته على المستوى الخارجي والأوضاع في المنطقة التي ستؤدي لتراجع دور تركيا خلال الفترة المقبلة جعلته يقدم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لأكثر من عام.
وأشار عبد الفتاح إلى أن شعبية أردوغان ومكانته تتراجع نتيجة سياساته وإخفاقاته إلا أن ذلك لن يعني خسارته في الانتخابات لكنه سيفوز لأسباب عديدة منها أنه لا يوجد بديل وضيق الوقت أمام المعارضة، مضيفا أن المعارضة التركية ميرال أكشينار لن تتمكن من خوض المنافسة في الانتخابات الرئاسية إلا في حالة تمكنها من جمع 100 ألف توقيع من المواطنين لأن حزبها لم يمر على المؤتمر العام الأول له سوى شهر في حين ينص القانون التركي على أن يكون مر عليه 6 أشهر.
وأضاف أن تقديم موعد الانتخابات يعيق ترشيحها عن حزبها "حزب الخير"، أما عن حزب الشعب الجمهوري فأوضح أن زعيمه كليجدار أوغلو ربما لن يرشح نفسه لكبر سنه وقد يدفع بعضو آخر من الحزب باعتباره أقدم حزب تركي، مضيفا أنه ستجرى الانتخابات في 24 يونيو المقبل ربما بمرشحين غير أقوياء ولن ينجح أحد سوى أردوغان.
وأكد الخبير في الشأن التركي أن أردوغان بعد تعديل قانون الانتخابات أصبح قادرا على التلاعب في الانتخابات لأن الإشراف عليها أصبح من اختصاص الحكومة التي تعين مشرفين حسبما تختار، على عكس السابق فكان كل حزب يدفع بمشرفين عنه.