«المرأة الحديدية» تنافس «أردوغان» في الانتخابات المبكرة.. «ميرال أكشينار» تعلن عزمها الترشح.. ونائب رئيس «الشعب الجمهوري» جاهز إذا لم يترشح «كليتشدار»
فاجئ
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعبه بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
لأكثر من عام فبعد أن كان مقررا إجراؤها العام المقبل، أصبحت بعد شهرين وتحديدا في
24 يونيو المقبل، وهي انتخابات سيحصل بعدها أردوغان على كافة السلطات بعد أن منحت
التعديلات الدستورية العام الماضي رئيس الجمهورية سلطات أكبر.
وتستعرض
"الهلال اليوم" في هذا التقرير المرشحين المحتملين الأبرز المنافسين
لأردوغان، و كانت إحداهم من المنتمين لحزب العدالة والتنمية الحاكم إلا أنها انشقت
عنه نتيجة سياساته.
الشعب
الجمهوري "كليتشدار أم يلماز؟"
يعتبر
حزب الشعب الجمهوري التركي أقدم الأحزاب التركية والذي يتزعمه الآن السياسي
المعارض البارز كمال كليتشدار أوغلو، أبرز معارضي سياسات الرئيس التركي أردوغان
وحزبه، وأحد المعارضين للتدخل التركي في شؤون سوريا ومن داعمي النظام السوري، كما
أنه زعيم المعارضة في البرلمان التركي.
بدأ
أوغلو حياته السياسية بعد أن اختاره حزب الشّعب الجمهوري في عام 2002 ليكون مرشحه
في الانتخابات العامة، لكن لم ينجح، وفي عام 2007 أصبح عضوا في البرلمان عن
الدائرة الثانية بإسطنبول، وخاض انتخابات 2015 وهدد حينها بالإطاحة بالحزب الحاكم
وهو العدالة والتنمية لكن الانتخابات لم تؤهِّل أي حزب لتشكيل حكومة مستقلة.
فهو
يرى نفسه دائما محارب ضد الفساد، ورغم معارضته الشديدة لأردوغان حزبه، رفض محاولة
الانقلاب التي أجريت في يوليو 2016، وأعلن رفضه للانقلابات العسكرية وأنه مع
الدولة وحكومتها وخرج إلى ميدان تقسيم في "مسيرة الديمقراطية" في 24
يوليو التي جمعت الحكومة والمعارضة، وهناك تلا بيان حزبه الرَّافض لهذا الانقلاب.
وينتظر
من أوغلو البالغ من العمر 69 عاما، إعلان موقفه النهائي من الترشح في الانتخابات
الرئاسية، ففي الوقت الذي أعلن فيه الحزب استعداده لخوض الانتخابات الرئاسية
والبرلمانية كما لو أنها ستجرى غدا، حسبما جاء على لسان المتحدث باسمه بعد إعلان
أردوغان تقديم موعد الانتخابات، لم يسم الحزب حتى الآن مرشحه للانتخابات الرئاسية.
وأعلن
أوزتورك يلماز، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري نيّته الترشح إلى الانتخابات
الرئاسية المبكرة في حال عدم ترشّح رئيس الحزب كليتشدار أوغلو، بعد الحصول على
موافقة الأخير وبقية أعضاء الحزب، أما في حالة ترشح أوغلو فسيدعمه في المعركة
الانتخابية.
ووصف
الفترة الحالية في تاريخ تركيا بالمرحلة الصعبة، وعن تاريخه قال أنه يلماز البالغ
من العمر 47 عاما، إنه تولى سابقًا عدّة
مناصب في وزارة الخارجية، كما أنه لديه ثقة تامة بتحقيق النجاح، لأنه "لم يكن
فاشلًا في أي مرحلة من حياته".، ومنتظر أن يتقرر مصير مرشح الحزب خلال الأيام القليلة المقبلة.
المرأة
الحديدية "أكشينار"
لُقبت
بالمرأة الحديدة نتيجة مواقفها ومعارضتها الدائمة لأردوغان، هي ميرال أكشينار، السياسية
البارزة التي شغلت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 في حكومة نجم الدين أربكان، ورغم كونها
انضمت في فترة من حياتها لحزب العدالة والتنمية التركي وكانت أحد مؤسسيه، إلا أنها
أعلنت الانشقاق عنه قائلة إنه "امتداد لحزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين
أربكان".
وانضمت
فيما بعد لحزب الحركة القومية عارضة سياساته بسبب تأييده لأردوغان حتى طُردت منه
عام 2016، وبعد أشهر من طردها أعلنت تشكيل حزب سياسي حمل اسم "حزب
الخير"، الذي تأسس في أكتوبر من العام الماضي وكان من بين الأعضاء المؤسسين
للحزب الجديد أربعة من نواب حزب الحركة القومية ونائب عن حزب الشعب الجمهوري
المعارض.
وفي
مارس الماضي عقد حزبها المؤتمر العام الأول له، ولم يكن لترشحها في الانتخابات
الرئاسية أية عوائق حيث ينص قانون الانتخابات التركي على شروط محددة لمشاركة
الأحزاب في الانتخابات منها أن يكون مر على مؤتمره العام الأول 6 أشهر، إلى أن
أعلن أردوغان تقديم موعد الانتخابات في يونيو المقبل.
وعن
ذلك قالت أكشينار "لا يوجد لدينا أي نقص لخوض غمار الانتخابات، ففي حال
حاولتم وضع عقبات لن أكون أكشينار ما لم أقلب قمة السماء على رؤوسكم"، حزبها
سيعمل على جمع 100 ألف توقيع، لتستوفي الشروط المتعلقة بترشّحها، وذلك في إطار القانون
القاضي بضرورة جمع 100 ألف توقيع في حال لم يستوفِ الحزب الشروط التي ينص عليها
القانون التركي.
وتعتبر
أكشينار من أبرز المعارضين للنظام الرئاسي في تركيا، وأعلنت منذ تأسيس حزبها نيتها
الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية 2019 بعد طلب من الحزب ومؤسسوه، حيث أنها قادرة على النفاذ للقاعدة الشعبية في تركيا من الناخبين
المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.