خبراء إستراتيجيون: تراجع الليرة التركية وانهيار شعبية «أردوغان» دفعاه لتقديم موعد الانتخابات.. ومشروعاته الخارجية تفشل والدور التركي ينحسر.. والاتحاد الأوروبي صفع أنقرة برفض انضمامها إليه
الزيات: تراجع الليرة التركية وانهيار شعبية «أردوغان» دفعاه
لتقديم موعد الانتخابات
خبير إستراتيجي: مشروعات «أردوغان» الخارجية تفشل والدور
التركي ينحسر
ناجي شهود: تركيا مرفوضة من الاتحاد الأوروبي.. و«أردوغان»
يسعى لاستعادة الإمبراطورية العثمانية
أكد خبراء إستراتيجيون أن تراجع الليرة التركية وانهيار شعبية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فضلا عن فشل مشروعاته الخارجية وانحسار الدور التركي
في المنطقة عوامل دفعته لإعلان إجراء انتخابات مبكرة لأن انتظار الموعد المحدد للانتخابات
سيكون حينها قد فقد شعبيته وتأثيره، موضحين أن تركيا مرفوضة رفضا تاما من الاتحاد الأوروبي.
كان البرلمان التركي قد أقر أمس الجمعة موعد 24 يونيو موعدا
للانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، بعد أيام من إعلان الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها بأكثر من عام.
تراجع الليرة التركية:
اللواء محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومى لدراسات الشرق
الأوسط سابقا، قال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجأ إلى الانتخابات المبكرة نتيجة
عدة أسباب أولها صدامه مع الأكراد في عملية "عفرين" في سوريا وداخل تركيا
وكذلك حركة الخدمة مع جماعة فتح الله جولن.
وأوضح مجاهد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تراجع
الليرة التركية خلال الفترة الماضية وتراجع شعبية أردوغان دفعاه للقلق بأنه إذا انتظر
حتى موعد الانتخابات المحدد في 2019 يكون قد فقد كل شعبيته وتأثيره، مضيفا أن هذا جعله
يلجأ للانتخابات المبكرة وتقديم موعدها لأكثر من عام ليحافظ على موقعه هو وحزب العدالة
والتنمية.
وأشار إلى أن التعديلات الدستورية التي أقرت في أبريل من
العام الماضي ومنح رئيس الدولة سلطات مطلقة دفعته أيضا لتقديم موعد الانتخابات لاستغلال
هذه الصلاحيات، مضيفا أن تدخل تركيا في سوريا مستمر منذ 7 سنوات استهدف خلالها الأكراد
في شمال سوريا وواجههم.
وأكد الزيات أن أردوغان لم يحقق أي تقدم في قضية انضمام تركيا
للاتحاد الأوروبي، وهو الملف المثار منذ فترة طويلة ولم يكن متوقعا دخولها إليه.
مشروعات «أردوغان» الخارجية تفشل:
فيما قال اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، إن الأحلام
التركية ومخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة لم تنجح ودور تركيا ينحسر
على المستوى الإقليمي سواء لدى الدول العربية أو الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الاتحاد
الأوروبي صفع تركيا في مسألة انضمامها إليه على لسان عدد من قادته بأن تنسى تركيا انضمامها
لهذا الاتحاد.
وأوضح مظلوم، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا
الانهيار دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعلان تقديم موعد الانتخابات البرلمانية
والرئاسية، مضيفا أن أردوغان رأى أن مشروعاته الخارجية تبوء بالفشل وأن هناك غضب عراقي
وسوري من تواجد قوات تركية على أراضيها وغضب من كل الدول العربية ومطالبة بوقف هذا
التوغل والانسحاب الفوري من الأراضي.
وأكد أن الدور الإقليمي لتركيا فشل فضلا عن علاقتها بالاتحاد
الأوروبي وعدم قدرتها على الانضمام إليه بعد محاولات أردوغان التي قوبلت بالرفض، مضيفا
أن علاقة تركيا أيضا بحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية مهزوزة كما أنه يسير
باستراتيجية غير مقبولة سياسيا أو اقتصاديا.
وأشار مظلوم إلى وجود قاعدة تركية في قطر هو أمر يهدد دول
الخليج فضلا عن تواجده في جزيرة سواكن السودانية ومحاولته تهديد الأمن المصري والعربي
هو أمر يغضب الدول العربية وتواجده في العراق كذلك الذي دفع الدول العربية في القمة
الأخيرة في الظهران إلى المطالبة بالانسحاب الفوري.
مرفوضة من الاتحاد الأوروبي:
وقال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية،
إن المجال الجديد التركي الذي تسعى إليه هو استعادة الإمبراطورية العثمانية القديمة
التي تحكم 29 دولة، مضيفا أن المصريين هدموا حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستعادة
الإمبراطورية في مصر خلال حكم الإخوان وأسقطوا ذلك الحلم في 2013.
وأوضح شهود، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تركيا
مرفوضة من الاتحاد الأوروبي رفضا كاملا ورغم إعلان العلمانية في عام 1924 على يد مصطفى
كمال أتاتورك الذي أعلن انتهاء الإمبراطورية العثمانية إلا أنها لا تزال تستغل العقيدة
لإعادة الخلافة فهي تتكون من 96% من سكانها مسلمين و3.2 مسيحيين.
وأشار إلى أن تركيا لن تستطيع الدخول إلى الاتحاد الأوروبي
رغم كونها الجيش الثاني في حلف الناتو، مضيفا أن فكر وطموح أردوغان هو استعادة الإمبراطورية
وإدارة المنطقة ولذلك تقود مخطط تقسيم الدول العربية إلى دويلات إلا أن هذا المخطط
لن يتم.
وأضاف الخبير الإستراتيجي أن عملية عفرين لن يتم تقرير مصيرها
إلا بعد بيان الأوضاع في سوريا لأن هناك مخطط لتقسيمها بين شرق وشمال وأن تنضم الجولان
لإسرائيل، مضيفا أن تلك المخططات تدار في سوريا ولم تحسم.
وأكد "شهود" أن مصر هي عمود الخيمة والمصريون هم
من تصدوا لمخططات تقسيم بلدهم في 2013.