«الانتخابات التركية منبوذة خارجيًّا».. منع أوروبي للدعاية وتشكيك أمريكي بنزاهتها.. ودبلوماسيون: توجيه «أردوغان» لحملات انتخابية في أوروبا تصرف غريب.. وسياسته الخارجية والداخلية متخبطة
دبلوماسي: يحق للدول الأوروبية منع أي دعاية
انتخابية تركية على أراضيها
بيومي: السياسة الخارجية والداخلية لـ«أردوغان»
متخبطة وأوروبا غير راضية عن نهجه
الصفتي: توجيه «أردوغان» لدعاية انتخابية
في دول أوروبية تصرف غريب وغير مقبول
أكد دبلوماسيون أن توجيه الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان لدعاية انتخابية داخل دول أوروبية هو تصرف غريب وكأنها دوائر محلية
بأنقرة، موضحين أنه يحق لهذه الدول حظر تلك الحملات وخاصة أن أوروبا غير راضية عن نهجه،
وأن أردوغان يسير بسياسة داخلية وخارجية متخبطة
كانت هولندا والنمسا قد قررتا منع الدعاية
الانتخابية التركية على أراضيها، فيما أعلن مسئولون ألمان احتمالية اتخاذ نفس الإجراء،
وقال المستشار النمساوي سيباستيان كورتز إن الحملات الانتخابية غير مرحب بها في بلاده
وأنه لن يسمح بتنظيمها، مضيفا أن القيادة التركية في ظل حكم أردوغان حاولت لسنوات استغلال
المجتمعات ذات الأصول التركية في أوروبا، وأعلن رئيس الحكومة الهولندي مارك روتي الخطوة
نفسها، محذرا من أن أي حملات لسياسيين أتراك يمكن أن تسبب خللا في النظام العام في
هولندا.
وعقب ذلك حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الدول التي تحظر الحملات التركية على أراضيها قائلا "صراع تركيا من أجل الديموقراطية
لا يمكن تقييده بسهولة"، قائلا إنه سيتوجه إلى الناخبين الأتراك في البلدان الأوروبية،
فيما قالت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن هناك شكوكا فى أن تجرى الانتخابات التركية
المبكرة بصورة نزيهة وشفافة، وفى أن تحصل المعارضة على فرص حقيقية متساوية لخوضها مقارنة
بحزب العدالة والتنمية الحاكم.
حق للدول الأوروبية:
السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري
للشئون الخارجية، قال إن الرئيس التركي أثناء فترة الاستفتاء على التعديلات الدستورية
العام الماضي وجه دعاية للأتراك المقيمين في دول أوروبية مختلفة مثل ألمانيا وهولندا
كأنها دوائر محلية في أنقرة وأرسل إليهم وزراء للترويج، مضيفا أن هذا الأمر استفز الدول
الأوروبية فقررت منعه.
وأوضح حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن هولندا منعت وزيرة الشئون الاجتماعية التركية من الدعاية فيما قررت ألمانيا إعادة
أحد الوزراء التركي إلى بلاده ومنعته من الدخول للدعاية، مضيفا أن ذلك تبعه مشادة قوية
مع أردوغان في ذلك الوقت الذي اتهم ألمانيا بالنازية والفاشية رغم أنه من حق هذه الدول
منع ما لا يتفق مع سياساتها.
وأكد أن معظم الدول الأوروبية لا تقبل بازدواجية
الجنسية ولا يحق لأردوغان عمل دعاية مباشرة في دولة أخرى، مضيفا أن ألمانيا بها أكبر
جالية تركية في أوروبا والدعاية يمكن أن تكون من المواطنين فيما بينهم في أي من مناطق
إقامتهم أما الدعاية الانتخابية الرسمية أمر مرفوض.
وأشار إلى أن أردوغان أراد استغلال التعديلات
الدستورية التي تمنحه كافة الصلاحيات والبقاء في الحكم حتى 2029 بتقديم موعد الانتخابات
لنحو عام ونصف عن موعدها الأساسي، مضيفا أن هذا التقديم أضر بالمعارضين وهو استهدف
تفويت الفرصة على أحد الأحزاب التي ستخرج من المعركة الانتخابية بسبب تقديم موعد الانتخابات.
وأضاف أن هذا تدخل في سير الانتخابات قبل
بدئها وخوف من أردوغان من هذا الحزب من أن يكتسحه حال الانتظار لموعد الانتخابات الطبيعي
في 2019 لذلك لجأ إلى تقديم موعد الانتخابات، مضيفا أن تصريحات أردوغان بعد منع دولتين
أوروبيتين للدعاية في أراضيها هو تصريحات بربرية من شخص ديكتاتوري ورد فعل على أمر
ليس من حقه.
أوروبا غير راضية عن نهجه:
وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية
الأسبق، إن أوروبا غير راضية عن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووجهت له إنذارا
بشأن انضمامه للاتحاد الأوروبي بأن يبتعد عن هذا الحلم، مضيفا أن منع دول أوروبية مثل
هولندا وألمانيا والنمسا لحملات انتخابية تركية على أراضيها هو حق لهذه الدول.
وأوضح بيومي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الخارجية الأمريكية أيضا شككت في سير العملية الانتخابية التركية بعد إعلان أردوغان
تقديم موعد وهذا التشكيك في نزاهتها وعدم تساوي الفرص بين المعارضين أمر يؤثر على سمعة
تركيا، مضيفا أن الرئيس التركي متخبط في سياساته الداخلية والخارجية وله خلافات مع
أطراف دولية عديدة كروسيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية.
وأشار إلى أن الانتخابات التركية الرئاسية
والبرلمانية التي ستجرى في يونيو المقبل نتيجتها هي فوز أردوغان لأنه تدخل في سيرها
أما في أي انتخابات حرة نزيهة فلا نتصور أن لديه فرصة جيدة بعد تراجع شعبيته وشعبية
حزبه.
تصرف غريب وغير مقبول:
وقال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية
الأسبق، إن توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدعاية الانتخابية داخل الدول الأوروبية
مهما كان عدد المواطنين المقيمين في تلك الدول هو تصرف غريب وغير مقبول ومعارضته لمنع
هذه الدول للدعاية وتهديدها هو أسوأ استغلال للعلاقات مع دول الجوار وتأكيد لسياساته
التي تصطدم مع جميع الأطراف.
وأوضح الصفتي في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن النظام التركي ديكتاتوري وأردوغان سيعمل على الكسب في الانتخابات حتى بالتزوير،
مضيفا أن ألمانيا على سبيل المثال هي أكبر دولة أوروبية تضم مهاجرين أتراك في أراضيها
ولا تريد أن تمنح لأي طرف الفرصة لمزاولة ضغوط عليهم وهي أيضا أحد الدول الأوروبية
التي لا تسمح بازدواجية الجنسية.
وأكد أن أردوغان يحدث صدامات وخلافات مع
جميع الأطراف في العالم وفي الداخل التركي أيضا فهو زج بعدد هائل من المعارضين له داخل
السجون وأغلق صحف وقنوات تعارض سياسته، مضيفا أنه خشي إذا انتظر حتى موعد الانتخابات
الطبيعي في 2019 أن يخسر كل الأصوات التي تؤيده.
وأشار إلى أن التشكيك الأمريكي في نزاهة
الانتخابات أمر سيؤخذ في الاعتبار خاصة أنه بني على واقع هو أنه حدد موعد الانتخابات
بشكل مفاجئ بعد شهرين فقط وهي فترة لا تستطيع فيها المعارضة أن تستعد فيها بشكل تام
للانتخابات البرلمانية أو الرئاسية فهي تحتاج على الأقل إلى ستة أشهر، وخاصة أن أردوغان
وحزبه العدالة والتنمية هما الحاكمان الآن وعلى أتم الاستعداد ويملكون كل الأدوات وخاصة
الإعلام.