لا أحد ينكر أهمية منطقة قويسنا الأثرية بمحافظة المنوفية، إلا أنها مدينة فى طى النسيان، فقد اختفت تماما من خريطة السياحة المصرية بعدما سقطت من حسابات المسئولين عن الآثار بعد قيام هيئة الآثار بنقل الغالبية العظمى من كنوزها المكتشفة إلى مخازن محافظات أخرى. اما الآثار المتبقية فهى فى مهب الريح فى العراء لكل من تسول له نفسه ان يقتنص منها ما يريد دون رادع.
فيقول هانى توفيق احد العالمين بالمنطقة الأثرية بقويسنا ان الجبانة التى تقع بالمدينة تم اكتشافها عام 1990 على يد الدكتور صبرى طه حسين حيث تبلغ مساحتها 365 فدانًا مشيرا الى انها تتعرض كل يوم الى مخاطر كثيرة سواء من جراء مخلفات المنطقة الصناعية التى تلقى بجوارها او من ايدى اللصوص الذين تعدوا عليها اكثر من مرة بسبب عدم وجود القوى الامنية الكافية لحماية المكان كما طالب بضرورة بناء متحف للمحافظة لعرض الآثار الموجودة فى مخازن وسط الدلتا وتل البندارية بمدينة تلا، ومعبد الملك "سوبك" بمركز الشهداء وكوم أبوللو بمدينة لخلق فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة ولإظهار منطقه اثرية جديدة غفل الجميع عنها لسنوات طويلة، كما طالب بضرورة تخصيص مبالغ مالية لاستكمال أعمال الحفر بالمنطقة الأثرية بقويسنا واكتشاف آثار جديدة.
فيما اشار المهندس عاد الشايب مدير عام أثار المنوفية الى انه جار ضم مساحة 27 فدانا لضمها للآثار فى اقصى الناحية الشمالية من التل تعود الى الدولة القديمة من عصر" الملك خعبا " الاسرة الثالثة كما طالب المسئولين بالمحافظة بضرورة نقل مقلب القمامة الملاصق للمنطقة الأثرية والتى يلقى به اطنان من مخلفات المصانع يوميا وإيجاد مكان بديل له لافتا الى ان البعثة الإنجليزية التى تعمل بالمنطقة تقدمت بالعديد من الشكاوى للمحافظة ولكن دون جدوى.
ومن جهته فقد اكد "صبرى خليل " خبير سياحى ان الاهمال المتعمد لتلك المنطقة الاثري المهمة جعلها عرضة لكل انواع الاهمال، فالمسئولون فى وادٍ والمنطقة بآثارها فى وادٍ اخر فلا يوجد امن، حتى مقالب القمامة لم يجدوا لها مكانا سوى جوار المنطقة الأثرية، فالأجانب العاملون بالجبانة فى حالة من الذهول مما يشاهدونه من كمية الإهمال واللامبالاة من قبل المسئولين.