رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


كاتب بريطاني: ماكرون يسبح ضد تيار التاريخ

1-5-2018 | 21:56


رصد الكاتب البريطاني جدعون راخمن ما حظي به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غداة زيارته لواشنطن من أوصاف في الصحف الأمريكية بأن "مصير التحالف الغربي في يده" وبأنه "القائد الجديد للعالم الحرّ".
ولفت راخمن إلى أن ذلك المديح لـ ماكرون يأتي في وقت تبدو فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل متعَبة، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي منشغلة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهتاجًا - فيما يبدو ماكرون متألقا يشعّ طاقة ويفيض بالكاريزما والذكاء.
لكن لكي تكون قائدًا، بحسب الكاتب، يتعين أن يكون لك أتباعًا تقودهم أو على الأقل حلفاء مقربين؛ لكن حتى الآن، لا يزال ماكرون يناضل في هذا الصدد؛ ولربما كان له معجبين في العديد من العواصم الغربية، لكن لم يتواجد بعدُ مؤشرٌ قويّ يفيد بقدرة ماكرون على تشكيل تحالف دولي يغيّر دفة الشئون العالمية.
ونبه راخمن إلى أن الرئيس الفرنسي، رغم كل جاذبيته، يجد صعوبة في إقناع آخرين بأن يتبعوه؛ وحتى بعد مغادرته واشنطن، ورغم ثناء ترامب الزائد عليه، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن ماكرون قد استطاع تغيير وجهة ترامب على أي صعيد ذي بال؛ فالاختلافات الرئيسية فيما بين ماكرون وترامب، كموقفهما من إيران والتغير المناخي والحمائية، لا تزال قائمة. 
ورأى راخمن أن الرئيس الفرنسي قد يكون قائدًا غريبا في عصره؛ فهو في بلاده مصلحٌ اقتصادي ليبرالي في زمن لم تعد فيه "الليبرالية الجديدة" مسايرة للموضة؛ وهو على الصعيد الأوروبي مناصرٌ للتوجه الأوروبي في زمن تتعالى في أرجاء القارة العجوز أصواتُ التشكيك في أوروبا؛ وهو على الصعيد العالمي ينتهج النزعة العالمية والدولية في زمن عودة الحمائية والقومية.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "ربما كان في تلك المواقف ما يؤهل للتشريف والاحترام، غير أن ماكرون يسبح ضد تيار التاريخ بدلا من أن يركب موجته".